ديترويت
قالت سوزان كوفي، الرئيسة التنفيذية المؤقتة لمصلحة مياه البحيرات العظمى GLWA، التي توفر خدمات المياه والصرف الصحي لمنطقة ديترويت الكبرى، إن شبكة البنية التحتية تحتاج إلى استثمارات تتراوح بين 5 و20 مليار دولار، لتفادي الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، مثل تلك التي ضربت المنطقة في أواخر شهر حزيران (يونيو) الماضي.
وأكدت كوفي في مقابلة مع صحيفة «ديترويت نيوز» على ضرورة «التعايش مع حقيقة أن المناخ يتغير»، لافتة إلى أن حكومة ولاية ميشيغن تطالب بتحديث وتطوير شبكة المياه والصرف الصحي لاستيعاب أحداث مناخية قد تحدث مرة واحدة كل عشر سنوات.
وأوضحت أن ذلك يعني تساقط أمطار بكثافة 1.75 إنش في الساعة، أي أقل من الأمطار القياسية التي انهمرت على المنطقة في 25 و26 يونيو الماضي بمعدل 6 إنشات خلال ثلاث ساعات، متسببة بفيضانات كارثية للسكان المحليين ودعاوى قضائية مستمرة إلى جانب إعلان حالة الطوارئ الفدرالية.
وقد أدت فيضانات يونيو إلى استقالة الرئيسة التنفيذية لمؤسسة مياه البحيرات العظمى، سو ماكورميك، بسبب الفيضانات الواسعة التي أغرقت أقبية آلاف المنازل في ديترويت وديربورن والمدن المجاورة.
وأشارت كوفي إلى أن فيضانات يونيو الماضي قد لا تتكرر سوى مرة واحدة كل ألف عام، لافتة إلى أن تحديث نظام البنية التحتية لاستيعاب حدث تاريخي كهذا، «لا يبدو أمراً منطقياً أو مجدياً تقنياً»، لكن في المقابل ستعمل مؤسسة GLWA على تحديث النظام لاستيعاب «أحداث لا تتكرر سوى كل مئة عام»، أي حتى أكثر مما تطالب به حكومة الولاية. غير أن ذلك «سيكلف ما بين 5 و20 مليار دولار، اعتماداً على النهج الذي سنتبعه».
وأوضحت أن المؤسسة ستعمل على تقديم خطة متكاملة لتعزيز سعة الشبكة بحلول الصيف المقبل.
ويقول مسؤولو GLWA إن تحسين نظام التصريف ومحطات الضخ لن يكون كافياً، لأن شبكات الأنابيب في المجتمعات المحلية مصممة حالياً لاستيعاب 1.75 إنش من المطر في ساعة واحدة بحسب قوانين الولاية. ولذلك، فإن أية محاولة لتحديث النظام ستتطلب جهداً «منسقاً» مع السلطات المحلية والمشرعين في لانسنغ.
وقالت كوفي «نحن نرى هذا أكثر فأكثر كنمط… مياه الأمطار هي التي تخلق المشكلة»، لافتة إلى أن الفيضانات تكررت مراراً خلال الصيف المنصرم بسبب غزارة الأمطار.
ولا تزال مصلحة المياه تجري تحقيقاً داخلياً لتحديد المسؤولية عن تعطل مضخات المياه في يونيو الماضي، والتي تسبب بفيضانات واسعة امتدت من غروس بوينت شرقاً إلى ديربورن هايتس غرباً مروراً بديترويت وديربورن.
ولدى سؤال كوفي عما إذا كان بإمكان مصلحة المياه ضمان عدم تكرار هذه الكارثة في المستقبل، أجابت بأنها لا تستطيع تأكيد ذلك.
بدوره، قال نافيد مهرام، كبير مسؤولي العمليات في قسم مياه الصرف الصحي في GLWA، إن المؤسسة أجرت عدة إصلاحات بعد عواصف الصيف الماضي، مؤكداً أنه يتم الآن مراقبة عمل محطات الضخ باستمرار، وأنه «إذا انقطعت الكهرباء عنها، فستعرف GLWA ذلك على الفور».
وكان مقيمون في منطقة ديترويت الكبرى، قد تقدموا بدعوى جماعية ضد شركة «دي تي إي أنرجي» DTE Energy على خلفية تقصيرها في توفير التيار الكهربائي لتشغيل مضخات المياه في محطة «فرويد» بشرق ديترويت، ما أدى إلى تفاقم السيول التي غمرت أحياء واسعة من ديترويت والمدن المجاورة في 26 يونيو.
وبحسب الدعوى، فإن «دي تي إي» هي الجهة المسؤولة عن تزويد محطة «فرويد» بالتيار الكهربائي الذي انقطع عنها نتيجة عطل فني وقع قبل ثلاثة أيام من الكارثة، دون أن تسارع الشركة إلى معالجة الموقف رغم توقعات الطقس التي كانت تشير إلى تساقط أمطار غزيرة في الأيام التالية.
وقالت الدعوى إن «دي تي إي» تعاملت بإهمال مع العطل الكهربائي، مطالبة الشركة بتقديم تعويضات للمتضررين.
في المقابل، أكد مسؤولو GLWA أنهم يواظبون على عقد اجتماعات دورية مع شركة «دي تي إي» لمناقشة سبل تفادي وقوع مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
ويذكر أن إدارة الطوارئ الفدرالية (فيما)، ستواصل تلقي طلبات التعويضات من المتضررين بفيضانات يونيو الماضي في مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب وواشطنو، حتى 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
Leave a Reply