ديربورن – عشية انتخابات الرئاسة التمهيدية المقررة يوم 27 شباط (فبراير (الجاري في ميشيغن، حثّ رئيس «كلية هنري فورد»، راسل كافالونا، الناخبين المقيمين في منطقة ديربورن التعليمية على التصويت لصالح مقترح بتجديد ضريبة الملكية العقارية (ميليج) المخصصة لتشغيل المؤسسة التعليمية العريقة التي تعتبر ثالث أكبر كلية عامة في الولاية.
وفي مقابلة أجراها معه ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، ونُشرت عبر الصفحتين العربية والإنكليزية للصحيفة على موقع «فيسبوك»، الأسبوع الماضي، أوضح كافالونا بأن تمرير المقترح الضريبي سيؤّمن حوالي 20 بالمئة من ميزانية الكلية التي تخدم زهاء 15,000 طالب بينهم حوالي 2,700 من طلبة المدارس الثانوية المنتسبين إلى برنامج التعليم الجامعي المبكر (إيرلي كولدج).
وإلى جانب التمهيديات الرئاسية، تضم لائحة الاقتراع في انتخابات الثلاثاء القادم، استفتاءين منفصلين لتجديد ضريبة الملكية العقارية المخصصة لتمويل كل من مدارس ديربورن العامة لمدة عشر سنوات، و«كلية هنري فورد» لمدة ثماني سنوات.
وقال كافالونا إن الموارد المالية لـ«كلية هنري فورد» تعتمد بشكل أساسي على الأموال المحصلة من حكومة ولاية ميشيغن، والتي تشكل 50 بالمئة من ميزانية الكلية، إلى جانب الأقساط والرسوم الجامعية التي تدرّ حوالي 30 بالمئة، مؤكداً بأن تجديد الناخبين للحصة التشغيلية البالغة 4 مِل سنوياً (المل الواحد يساوي واحداً بالألف من القيمة الضريبية للعقار)، سيمكّن الكلية من الحفاظ على خدماتها ومزاياها الأكاديمية الفريدة بالمقارنة مع باقي الكليات المجتمعية في عموم ولاية البحيرات العظمى.
وأشار كافالونا إلى أن الطلبة غير المقيمين في ديربورن يشكلون حوالي 60 بالمئة من إجمالي الطلاب المنتسبين للكلية، منوهاً بأنهم يدفعون ضعف الأقساط والرسوم المترتبة على أقرانهم من سكان ديربورن الذين لديهم «تاريخ حافل بتقدير ودعم التعليم والتحصيل الأكاديمي العالي»، بحسب تعبيره.
كافالونا الذي تقلد رئاسة «كلية هنري فورد» في عام 2018، تحدّث عن المزايا الاستثنائية للكلية الديربورنية باعتبارها فريدة من نوعها في ولاية ميشيغن لناحية تمكين طلابها من التسجيل بشكل مباشر في كل من «جامعة ميشيغن–ديربورن»، و«جامعة وين ستايت» في ديترويت، و«جامعة إيسترن ميشيغن» في إبسيلاني. وقال: «نحن الكلية الوحيدة في الولاية التي يستطيع طلبتها الانتساب بشكل أوتوماتيكي إلى تلك الجامعات»، مضيفاً: «طلبتنا يمكنهم الانتقال إلى الجامعات الثلاث وفي جعبتهم جميع النقاط (كريدت) التي حصّلوها خلال دراستهم في الكلية، أي كامل الـ60 كريدت، مما يوفر عليهم الكثير من المال والجهد الإضافي، عند الانتساب إلى جامعات أخرى».
وفي الإطار، أفاد كافالونا بأن «كلية هنري فورد» هي الكلية الوحيدة أيضاً، التي تعقد شراكة مع مجموعة مستشفيات «كورويل هيلث» في ميشيغن، مما يؤهل خريجي قسم التمريض لديها من الحصول على وظائف فورية في المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للمجموعة الصحية في عموم الولاية، لافتاً إلى أن «كلية هنري فورد» تتطلع في المستقبل القريب لعقد شراكة مماثلة مع «مستشفى غادرن سيتي»، ضمن خططها لتعزيز الطواقم الطبية والصحية في الولاية.
وأشار كافالونا إلى جهود الكلية المجتمعية –وبالتعاون مع المجتمع المحلي– في استيعاب أعداد متزايدة من طلبة المدارس الثانوية في برنامج التعليم الجامعي المبكر، وقال: «نحن أكبر كلية في ميشيغن في هذا الخصوص، إذ لدينا أكثر من 2,700 منتسب من هؤلاء الطلبة، في حين أن أقرب كلية لنا في هذا المضمار تضم زهاء 1,500 طالب فقط».
وشدّد كافالونا على أهمية أن يصوّت الناخبون لصالح الاستفتاء الضريبي، لافتاً إلى أن 1 مِل من أصل الـ4 مِل، سيخصص من أجل تشييد بناء جديد على أسس متطورة، وقال: «لقد حصلنا على منحة من الولاية بقيمة عشرة ملايين دولار لإنشاء المبنى الجديد، وسوف يؤمن الـ1 مل زهاء ثمانية ملايين دولار لاستكماله»، موضحاً بأن المجتمع المحلي وعموم سكان المدينة لم يتوانوا خلال العقود المنصرمة عن دعم التعليم العام في منطقة ديربورن.
وفي رسالة موجهة إلى الناخبين، قال كافالونا: «في الواقع، لا يوجد شيء أكثر أهمية من التصويت في أميركا، ولا يوجد شيء أكثر أهمية من التعليم العام هنا (في منطقة ديربورن).. أعرف ذلك لأنني عشت هنا لفترة كافية لأعلم بوجود ذلك الميل والدعم المتجذر للتحصيل الأكاديمي في مدينتنا».
وخاطب كافالونا الناخبين بالقول: «إن كليتكم المجتمعية هي الخيار الأفضل والأقرب للتعليم العام، وقد جعلنا هذا الأمر سهلاً للغاية على طلبة المدارس الثانوية»، مردفاً: «كليتنا رائعة للغاية، وكذلك مجتمعنا المحلي، لقد قمت بنقل عائلتي إلى ديربورن لكي أكون جزءاً منها، وإنني أطلب منكم المساعدة في الحفاظ على مستوى خدماتنا والتصويت لصالح الاستفتاء الانتخابي بتجديد الضريبة التشغيلية لكلية هنري فورد».
واستفاض كافالونا قائلاً: «أعلم بأنه قرار صعب، ولكن عندما تفكرون في المستقبل، سواء لناحية أعمالكم أو ممتلكاتكم أو أبنائكم، فإن النتيجة ستكون مجزية، ومن ناحيتي أعدكم ببذل قصارى جهدي لكي نحافظ على مستوانا الأكاديمي المتميز»، لافتاً إلى أن كل دولار يُصرف في كلية هنري فورد يعود بالنفع بمقدار خمسة دولارات على المدينة، من خلال ما ينفقه الطلبة الخارجيون في أسواق وأنشطة المدينة المتعددة.
ولفت كافالونا إن موارد «كلية هنري فورد» من عائدات ضريبة الملكية العقارية تعدّ «قليلة نسبياً» بالمقارنة مع باقي الكليات المجتمعية الأخرى، وقال: «إن موارد بعض الكليات المجتمعية، مثل كلية أوكلاند أو ماكومب أو وين، من عوائد ضرائب الملكية العقارية قد تصل إلى 40 أو 50 بالمئة من إجمالي ميزانياتها، ولكننا قررنا في كليتنا البقاء عند مستوى 20 بالمئة من مجمل الميزانية لكي نتفادى المزيد من الأعباء المالية على دافعي الضرائب في منطقتنا التعليمية».
وفي ختام المقابلة، دعا كافالونا الناخبين إلى التواصل معه مباشرة إذا كان لديهم أي استفسار حول الاستفتاء، وقال: «إن مكتبي مفتوح للجميع، ويمكنكم الاتصال بي مباشرة، أنا موظف لديكم، يمكن أن نلتقي ونتحدث ونتناقش حول جميع الأمور التي تشغل بالكم».
Leave a Reply