مستوحيةً من شجرة الميلاد المجيد، ابتكرت العربية الأميركية سمر بيضون بزي تصميماً لشجرة هلالية الشكل تتوسطها نجمة مضيئة، لتكون جوهرة زينة شهر رمضان المبارك للأسر المسلمة الراغبة في الابتهاج بحلول الشهر الفضيل.
فالاحتفال بشهر الصيام في البلدان ذات الأغلبية المسلمة يختلف جذرياً عن الولايات المتحدة التي ترتفع فيها حدة العداء ضد الدين الحنيف وأتباعه الذين يواجهون عوائق اجتماعية وثقافية عديدة تحول دون ممارستهم لعاداتهم وتقاليدهم الدينية التي نشأوا عليها.
لكن هذا الواقع، لم يثن عزيمة العربية الأميركية سمر بيضون بزي، عن ابتكار تصميم جديد لشجرة رمضانية يعبر عن الاندماج الحضاري للعرب والمسلمين في مجتمعهم الأميركي والغربي عموماً، عبر دمج هلال رمضان بشجرة الميلاد التي تعد تقليداً مسيحياً حول العالم.
بزي (29 عاماً) التي تعيش في مدينة ديربورن، وتدرس التمريض، أكدت أنه على الرغم من أن بعض الزخارف والتزيينات الرمضانية تظهر على بعض منازل العرب الأميركيين، إلا أنها أرادت أن تجلب روحاً رمضانية بنكهة عربية أميركية خاصة للشهر الفضيل.
وأكدت بزي أن ابتكار «شجرة رمضان» لم يكن بنيّة الخلط بين التقاليد المسيحية والإسلامية، وإنما كان بسبب توفر شجرة الميلاد في متناولها، وقالت «لا فرق بالنسبة لي… وعلى أي حال لم تعد تبدو لي وكأنها شجرة عيد الميلاد».
فكرة عفوية
تقول بزي لـ«صدى الوطن»: «على المسلمين الأميركيين أن يجدوا ويجربوا طرقاً جديدة للتعبير عن الاحتفال بالشهر الفضيل»، مضيفة أنها لطالما شعرت بأنها «غريبة ودخيلة»، كمسلمة أميركية نشأت وترعرعت في ولاية ميشيغن، وأن شعورها ذلك قد تعمق وأصبح أكثر حدة بعد ارتدائها الحجاب.
وأشارت إلى أنها قلما شعرت بالسعادة والإثارة خلال المناسبات الدينية لأن الاحتفال بها كان غالباً يقتصر على حلقة ضيقة من الأقارب والأصدقاء، مضيفة أن منزل عائلتها كان يضاء بالزينة والألوان فقط خلال أعياد الميلاد ورأس السنة.
وتشدد بزي –اللبنانية الأصل– على أن مشروع «شجرة رمضان» بدأ قبل أربع سنوات بشكل عفوي، لافتة إلى أن ابنتها التي كانت تبلغ حينها أربعة أعوام هي من أوحت لها بالفكرة، إذ أن الطفلة حين رأت الشجرة مزينة ببعض الأضواء والأشغال اليدوية ظنت أنها شجرة ميلاد.
وفي اليوم ذاته، قامت بزي بإجراء بعض التعديلات على الشجرة معيدة تصميمها على شكل هلال تتوسطه نجمة مضيئة، على اعتبار أن «الهلال الذي تتوسطه نجمة» يعتبر رمزاً إسلامياً متعارفاً عليه عالمياً، على غرار الصليب عند المسيحيين، ونجمة داود عند اليهود.
وقالت: «لقد أردت لابنتي أن تكون سعيدة ومتحمسة للاحتفال بحلول شهر رمضان المبارك».
بهجة الأطفال
بزي التي تقوم حالياً بتصنيع أشجار رمضان في الطابق السفلي لمنزلها (البيسمنت)، سرعان ما أدركت أن الأسر المسلمة تواجه العقبات والتحديات نفسها، وأن الكثيرين يتمنون لو كانت لديهم تلك الأشجار في طفولتهم.
فرغم تأكيدها على أن المناسبات الدينية هي أوقات يفترض أن تقربنا إلى الله تعالى، إلا أن بزي تشير إلى أن الآباء يريدون لأطفالهم أن يشعروا بأن مناسباتهم الدينية هي الأكثر روعة وإثارة خلال أوقات السنة، لاسيما مع انجذاب الأطفال للمناسبات الدينية والاجتماعية المختلفة التي يتعرفون عليها في المجتمع الأميركي، والتي غالباً ما تترافق مع طقوس وتقاليد مثيرة للصغار، مثل الهلوين والكريسماس.
وأضافت أن المسلمين الأميركيين يودون جذب أطفالهم إلى احتفالاتهم الدينية، آملة في أن تكون فكرتها (الشجرة الهلالية) وسيلة لتحقيق ذلك عبر إثارة اهتمام الصغار بقدوم شهر رمضان المبارك.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات السياسية ويتفشى الخطاب المناهض للإسلام في الولايات المتحدة والغرب عموماً، تشير بزي إلى أن مبادرتها تهدف إلى التأكيد للمسلمين الأميركيين –خاصة الشباب– إن بإمكانهم أن يفخروا بإيمانهم وأن يحتفلوا به علناً.
إقبال كثيف
وأكدت أن «أشجار رمضان» تحظى باهتمام الكثيرين المسلمين الذين يقيمون في أميركا وخارجها، ممن يقبلون على شرائها لدرجة أنها لم تعد قادرة على تلبية طلبات الزبائن واضطرت إلى التوقف عن قبولها هذا العام.
يستغرق إعداد شجرة رمضان حوالي 5 ساعات، ويبلغ طولها 6 أقدام و8 إنشات، وهي متوفرة باللونين الأخضر والأبيض، ومزينة بأضواء صغيرة ومشغولات جميلة، إضافة إلى نجمة كبيرة داخل الهلال.
بزي التي تتلقى طلبات من جميع أنحاء العالم، عبرت عن أملها في الدخول بشراكة مع الشركة المصنعة بغية توسيع المشروع وتحويله إلى عمل تجاري كبير.
لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة الصفحات التالية على:
– «فيسبوك»: Facebook.com/RamadanTree
– «إنستغرام»: Instagram.com/ramadanmoontree
كما يمكن التواصل مع سمر بيضون بزي عبر البريد الالكتروني التالي: SamarIBazzi@gmail.com
Leave a Reply