تايلور – رفع طبيب عربي أميركي دعوى قضائية ضد مجموعة «كورويل هيلث» الصحية، مطالباً بتعويضات مالية ومعنوية عن انتهاك حقوقه المدنية وطرده التعسفي من العمل في إحدى عيادات المجموعة، بسبب التزامه بأوقات الصلاة الإسلامية، وشكواه من إفراط زملائه بوصف العقاقير الأفيونية.
وتقول الدعوى التي تم تقديمها لمحكمة مقاطعة وين، الأسبوع الماضي، إنه على الرغم من أن الدكتور سامر عليان كان «مؤهلاً تماماً لوظيفته» كطبيب رعاية أولية في عيادة «بومانت أثينا» في تايلور، إلا أنه سرعان ما واجه «مشاكل مع الإدارة والتمييز الديني والانتقام» وصولاً إلى طرده التعسفي بعد نحو سبعة أشهر فقط على توظيفه في تموز )يوليو) 2022.
يشار إلى أن عيادات ومستشفيات «بومانت» غيرت اسمها إلى «كورويل» بعد إتمام عملية الدمج بينها وبين مستشفيات «سبكتروم» العام الماضي.
ووفقاً للدعوى، كان عليان، الذي تخرج من كلية الطب بـ«جامعة روس» في باربادوس عام 2019، قد أعرب في آب (أغسطس) المنصرم عن قلقه من سلوك زملائه الأطباء «المتساهل والسخي» في وصف العقاقير الأفيونية.
كذلك، تزعم الدعوى أن زملاء عليان في عيادة «بومانت» كانوا يسخرون منه ويعاقبونه لأخذ فترات راحة قصيرة لتأدية فروض الصلوات اليومية، و«في بعض الأحيان… كان زملاؤه يخبرون المرضى أنه لم يكن في العيادة على الرغم من أنه لم يغادرها مطلقاً».
وفي إحدى المرات، أبلغ عليان مديره أنه يريد حضور صلاة الجمعة «كما هو مطلوب بموجب العقيدة الإسلامية السنية»، لكن طلبه قوبل بالرفض وقيل له: «إنه لا يملك ما يلزم ليكون طبيباً ناجحاً في العيادة».
وبحسب الدعوى، أجبر الطبيب العربي الأميركي، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على تقديم إجازة مدفوعة الأجر أيام الجمعة لحضور الصلاة. ولم توافق مديرته الإقليمية سوى على منحه 18 ساعة إجازة مدفوعة الأجر، رغم أنه كان قد نال سابقاً الموافقة على عدد أكبر، من الساعات.
وفي الشهر نفسه، تقدم عليان بشكوى إلى إدارة التراخيص والشؤون التنظيمية في ميشيغن LARA حول صرف المواد الأفيونية، وهو ما زاد من نقمة زملائه ومدرائه عليه، بحسب المحامين.
وسرعان ما أخضع عليان، لبرنامج «لتحسين الأداء» بزعم تغيبه عن مواعيد المرضى، حيث ادعى اثنان من مساعدي الأطباء أنهما لم يتمكنا من العثور على عليان رغم أنه كان موجوداً في العيادة، حسبما ورد في الدعوى التي تطالب بدفع تعويضات مالية وأتعاب المحامين.
وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تقدم عليان بشكوى تمييز إلى قسم الموارد البشرية الذي أنهى تحقيقه يوم 19 كانون الثاني (يناير) المنصرم، وهو نفس اليوم الذي أنهيت فيه خدمات عليان دون إبداء سبب واضح لقرار الطرد الذي وصفته الدعوى بأنه «إجراء انتقامي رداً على الشكوى التي رفعها إلى إدارة LARA، وتهديده برفع شكاوى إضافية، ومطالبته بالحصول على تسهيلات دينية، وبسبب دينه».
ويقول محامو عليان من مكتب ماركو للمحاماة في ديترويت، إن مجموعة «كورويل» انتهكت حقوق موكلهم المكفولة بموجب قانون أليوت–لارسن للحقوق المدنية في ميشيغن، وقانون حماية المبلغين عن المخالفات.
وأكد المحامون تعرض عليان «لسلوك ومعاملة غير مرحبة بسبب أصله القومي ودينه وعرقه»، مشيرين إلى أن مجموعة «كورويل هيلث» «حرمته بغير حق من التسهيلات الدينية المعقولة التي طلبها».
وفي تصريح نقلته القناة المحلية السابعة التابعة لشبكة «أي بي سي»، قال عليان: «لقد عملت عائلتي بجد مثل جميع المهاجرين القادمين إلى أميركا من أجل تحقيق حياة أفضل»، مؤكداً أن المعاملة التي لقيها في عيادة تايلور «حطمت كل ذلك العمل الشاق».
وأوضح الطبيب الفلسطيني الأصل أنه كمسلم متدين، طلب استراحة لمدة خمس دقائق للصلاة اليومية ووقت لحضور صلاة الجمعة الأسبوعية، لكن طلباته قوبلت بالرفض. وأضاف «بدأوا يتصرفون بشكل مختلف ويقولون إن ثقافتي وتصرفاتي تتنافى مع ما اعتادوا عليه، وأخذوا يشككون بمهنيتي واهتمامي بالمرضى».
وفي بيان صحفي، ردت مجموعة «كورويل» على ادعاءات عليان قائلة «إن المزاعم الواردة في دعوى الدكتور عليان كاذبة»، مشيرة إلى أنه حصل بالفعل على التسهيلات الدينية التي طلبها وأن المجموعة ملتزمة «بتوفير التسهيلات الدينية المعقولة في مكان العمل».
Leave a Reply