ديربورن
تقدّمت عربية مسلمة من مدينة نورثفيل، بداية الشهر الجاري، بشكوى تمييز إلى دائرة الحقوق المدنية بميشيغن ضدّ متجر «كوستكو» بمدينة ليفونيا بدعوى تعرضها لسوء المعاملة في العمل بسبب خلفيتها الإثنية والدينية.
وتولى رفع الشكوى نيابة عن الموظفة السابقة في فرع سلسلة متاجر «كوستكو» وفاء عزيز، المحامي نبيه عياد، مؤسس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ACRL، التي عقدت مؤتمراً صحفياً بمدينة ديربورن، في الأول من شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، للكشف عن حيثيات الشكوى.
وخلال المؤتمر الصحفي، أوضحت عزيز (44 عاماً) بأنها تعرضت للتمييز الديني والإثني من قبل موظفي ومسؤولي المتجر آنف الذكر، منذ تعيينها في عام 2018، لافتة إلى اضطرارها للرضوخ وتحمل الإهانات لكي تتمكن من إعالة أسرتها.
وقالت عزيز، وهي أمّ وحيدة لطفلين، إنها تعرضت –بشكل متواصل– للتمييز والترهيب والإذلال والمضايقة أثناء عملها، وإن الإدارة قامت بالكذب عليها وتخفيض رتبتها لدفعها إلى ترك الوظيفة، بدلاً من اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحمايتها من تنمّر وسخرية زملائها والمشرفين على عملها.
وأكدت عزيز وهي تغالب دموعها أنها اضطرت إلى مواصلة العمل في المتجر رغم الضغوط المستمرة، لأن وظيفتها في «كوستكو» كانت مصدر الدخل الوحيد لديها، لافتة إلى أن الإدارة لم تتوانَ عن نشر الشائعات ضدها لجعل الموظفين الآخرين يفقدون الثقة بها، بغية دفعها –بشكل مباشر– إلى الاستقالة.
من جانبها، أوضحت «الرابطة العربية للحقوق المدنية» بأن صاحبة الشكوى عانت من بيئة عدائية مستمرة خلقها موظفو ومديرو «كوستكو» على حد سواء، حيث كان يتم السخرية منها، والاستهزاء بها، إلى جانب اتهامها زوراً بدون وجود أدلة تثبت –أو تدعم– صحة الادعاءات الكاذبة التي كانوا يطلقونها بحقها.
ولفتت الرابطة إلى أن عزيز سمعت بعض المسؤولين يتهامسون بأنهم سيحتفظون بها لبعض الوقت لإظهار التزامهم بتشغيل أبناء الأقليات، في أعقاب تعيينها عام 2018.
ومع أن عزيز تمكنت من نيل الوظيفة، إلا أنها سرعان ما أصبحت هدفاً للتمييز من قبل زملائها لكونها ترتدي الحجاب الإسلامي، حيث كانوا يستهزئون بها، ويتندرون عليها، عند الحديث معها، كأن يقولوا لها: «هل سمعت ِ بشكل صحيح ما قيل لكِ، لا أعتقد أنه يمكنك السماع.. وهذا الشيء على رأسك»، في إشارة إلى حجابها الشرعي.
ولفتت عزيز إلى أنها حاولت الاستفادة من سياسة «الباب المفتوح» التي تتبعها شركة «كوستكو»، ولكن بدلاً من أن تستجيب الإدارة لشكواها، فقد تلقت رد فعل عنيفاً من أحد مدراء المتجر، ما أدى إلى تفاقم المشكلة.
وشكّك المحامي عيّاد، بمزاعم شركة «كوستكو» بتبني «سياسة مناهضة للتمييز لحماية موظفيها»، وقال: «عندما يتعلق الأمر بأمرأة عربية مسلمة تشتكي للإدارة، فإن كوستكو تقوم بالتمييز ضدها ومعاقبتها وخفض رتبتها».
وأضاف عيّاد: «نظراً لعدم اتخاذ الإدارة لأي إجراء تأديبي جاد ضد الموظفين الذين أساؤوا معاملة موكلتي، فإن ذلك لم يؤد إلا إلى زيادة ومواصلة التحيز ضدها».
من ناحيتها، أوضحت المديرة التنفيذية للرابطة الحقوقية، مريم شرارة، بأنه يتوجب على جميع الأعمال والمؤسسات تعزيز الثقة بالأمان والمساواة، وضمان معاملة وإدماج المواطنين والعاملين بغض النظر عن معتقداتهم أو أعراقهم أو أصولهم الإثنية. وختمت شرارة بالقول: «في حالتنا هذه، فشل متجر كوستكو ومدراؤه في إثبات أنهم أهلٌ لثقة المجتمع، بسبب عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة (لتصحيح الأوضاع) رغم وجود أدلة على ممارسة التمييز والمضايقة والترهيب».
وحتى إعداد هذا التقرير، لم تصدر سلسلة متاجر «كوستكو» أي تعليق على الدعوى.
Leave a Reply