علي حرب – «صدى الوطن»
فـي أعقاب الهجمات الإرهابية التي ضربت لبنان وفرنسا وكينيا وما تبعها من ردود فعل غاضبة ضد المسلمين الأميركيين، حمل «مجلس أئمة المسلمين فـي ميشيغن» على التطرف بشدة وأدان الجماعات الإرهابية المسبِّبة له، وذلك مؤتمر صحفـي عُقد فـي «دار الحكمة الإسلامية» فـي ديربورن هايتس بمشاركة ناشطين محليين ورجال دين مسلمين ومسحيين.
الشيخ إلهي متحدثاً خلال المؤتمر الصحفي في «دار الحكمة الإسلامية» بمدينة ديربورن هايتس. (صدى الوطن) |
المجلس، الذي يضم أكثر من 30 من رجال الدين المسلمين من مختلف الطوائف فـي جنوب شرق ميشيغن، أكد أيضاً أن «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى «لا تمثِّل الإسلام».
وصرح إمام «دار الحكمة» الشيخ محمد علي إلهي، الذي يشارك فـي رئاسة المجلس، بأن «المتطرفـين الذين يمارسون العنف قاموا باختطاف الدين الإسلامي».
وأضاف أنَّ «الإراقة البربرية للدماء فـي بيروت وباريس والهجمات الإرهابية اليومية فـي أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا كلها تحذيرات بالنسبة لنا لكي نأخذ خطر الإرهاب على محمل الجد. لذا يجب علينا أن نظهِر تصميماً وعزماً واضحين لوقف هذا العدوان واجتثاثه من أسسه».
وأردف إلهي أن «داعش» يتعارض مع «القيم الإسلامية الحقيقية للسلام والعدل والحرية. انهم (اعضاء التنظيم) جنود الكراهية والنفاق والجشع والدمار والهيمنة والإرهاب، فلا يوجد شيء مقدس عندهم، بل هم يهاجمون المساجد وأماكن العبادة ويقتلون الأئمة والعلماء الكبار والرجال والنساء والأطفال الذين يصلون ويستمعون إلى تلاوة القرآن. «داعش» ومن على شاكلتها من الإرهابيين الآخرين يمثلون ظلام الجاهلية والغطرسة والشر والظلم ولكنهم بالتأكيد لا يمتُّون بأي صلة إلى الإسلام».
وأعرب إلهي عن قلق المجلس من تصاعد وتيرة المشاعر المعادية للمسلمين وقال «إن الإرهاب الذي يستهدف المجتمع الاسلامي هو على نوعين: الاٍرهاب الجسدي الذي يتولاه «داعش» والإرهاب النفسي المتمثل بالإسلاموفوبيا».
وحول الشائعات السارية داخل وخارج مجتمع الحالية الاسلامية بشأن وجود «خلايا إرهابية نائمة» فـي مترو ديترويت، طالب إلهي الوكالات الامنية والقانونية «بالقيام بواجبها فـي حال وجود مثل هذا التهديد»، داعياً المسلمين للبقاء فـي حالة تأهب والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة.
من ناحية ثانية، حث إلهي الولايات المتحدة على «معالجة الأسباب السياسية الكامنة وراء صعود «داعش» بما فـي ذلك الحرب السورية وتمويل حلفاء أميركا العرب للإرهاب».
وتعقيباً على حديث الهي، قال وليد فدامه وهو ناشط يمني أميركي كان من بين الحضور فـي المؤتمر، فـي حديثٍ مع «صدى الوطن» أنه «ينبغي على القادة الدينيين وأعضاء الجالية أن يكونوا أكثر صراحة فـي إلقاء اللوم مباشرةً على المملكة العربية السعودية».
وأضاف «إنَّ رجال الدين فـي المملكة السعودية، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، تقوم بنشر وتعزيز الوهابية وهو مذهب متزمت فـي الإسلام ومرتبط بأيديولوجية العنف المتطرفة».
وأعلن فـي إشارةٍ إلى ما يجري فـي اليمن «أنَّ مصدر الإرهاب هو المملكة العربية السعودية. انها (ترتكب) جريمة كبرى ضد العالم والأمة المسلمة، من السنة والشيعة والنساء والأطفال».
الدعوة للتضامن مع اللاجئين
وأوضح إلهي انه «ليس من العدل والأخلاق فـي شيء اتهام اللاجئين بالإرهاب بينما هم الضحايا الحقيقيون للإرهاب».
وفـي الإطار ذاته، طالبت إيمان عبد الرزاق، من منظمة «مجلس الجالية فـي ميشيغن»، حاكم الولاية سنايدر بإعادة النظر فـي قراره بوقف الجهود الرامية إلى إعادة توطين اللاجئين السوريين فـي ميشيغن. «بدلاً من الإستسلام للخوف، ينبغي أن نستغل هذا الظرف لزيادة تعاطفنا مع ضحايا العنف والتطرف».
وسلطت عبد الرزاق، فـي بيان تلته فـي المؤتمر الصحفـي، الضوء على المساهمات الاقتصادية والثقافـية للقادمين الجدد. كما تناولت المشاعر المعادية للاجئين بين بعض العرب الأميركيين والمسلمين أنفسهم، وأضافت «هذا هو بالضبط ما يريده الدواعش.. يريدوننا أن نكون مقسمين على أسس طائفـية أو دينية. ومن المؤسف أنه حتى داخل مجتمعاتنا، نجد أحيانا أشخاصاً يقعون فـي هذا الفخ».
واستطردت عبد الرزاق «كأميركيين، من غير المقبول أن نكون ضد المهاجرين واللاجئين لأنه باستثناء السكان الأصليين (الهنود الحمر)، صفة المهاجرين تنطبق علينا جميعاً».
دعوة للتضامن مع المسلمين الأميركيين
بوب بروتيل، رئيس «المجلس القيادي لمجمع الأديان فـي مترو ديترويت»، دعا إلى التعاطف مع الأميركيين المسلمين.
«نقف مع هؤلاء الناس يداً بيد لأنهم تضرروا حقاً من الأحداث الاخيرة فـي العالم والتي تركت أصداءها هنا، من حيث نشر الخوف من الإسلام»، قال براتيل، داعياً «المجتمع ككل الى الاعتراض على السياسيين الذين يؤججون التعصب».
وأكد ان الناس «بحاجة إلى معرفة أن خطف الإرهابيين للإسلام يشكل مشكلة خطيرة بالنسبة للمسلمين أولاً»، وتابع مشيراً الى رجال الدين المسلمين الواقفـين معه على المنصة «إن الأميركيين الذين يقفون معي ملتزمون بتقدير المثل الأميركية العليا مثل أي مواطن آخر، كما انهم أدانوا ويدينون الإرهاب الذي يحدث فـي العالم. ولكن مازال البعض حتى اليوم يسألني: متى سيدين هؤلاء الناس الإرهاب؟».
وصرح ستيف سبريتزر، رئيس منظمة «الطاولة المستديرة فـي ميشيغن من أجل التنوع والشمول» بالقول «منذ 75 عاماً وقفت المنظمة مع المهاجرين الكاثوليك الذين كانوا يعاملون بمثل ما يعامل به المسلمون اليوم».
وأشاد سبريتزر بتشكيل العلاقات والصداقات بين الطوائف الدينية المختلفة والتعرف شخصياً على الآخر مما يساهم فـي محاربة العنصرية والتعصب.
«لقد حان الوقت للتحدث علناً ضد النظرية السائدة اليوم بأن هناك شيئاً خاطئاً فـي الإسلام»، أردف سبريتزر، ومضى للقول «أسمع هذه النظرية فـي برامج تلفزيونية، ونرى ذلك فـي الكثير من الأماكن. يجب على الناس الوقوف إلى جانب المجتمع المسلم عندما يقوم أصدقاؤهم أو أقاربهم بلوك سمعة الإسلام».
وختم بالقول «اذا لم تأخذ موقفاً فإنك تكون موافقاً بصمتك».
Leave a Reply