لندن – يبدو أن قصة الـ«فلو<ـي ديسك» الحزينة التي انتهت بانقراضه، ستتكرر مع الرسائل النصية القصيرة (أس أم أس) التي يبدو أن عصرها الذهبي يقترب من نهايته بعد ابتكار تقنيات جديدة تتولى الوظيفة ذاتها مع ظهور الهواتف الذكية وانتشارها السريع.
كانت رسائل الـ«أس أم أس» إحدى الابتكارات العظيمة في أوائل التسعينيات، ونظراً لقصر الجمل فيها وعدد كلماتها التي ليس بالإمكان أن تتجاوز 160 حرفاً (من الحروف والرموز والأرقام والفراغات)، نضطر عادةً إلى استخدام اختصارات في الجمل التي نكتبها. وحين أرسلت أول رسالة نصية في العالم قبل 20 عاماً، وبالتحديد في الثالث من كانون الأول (ديسمبر) في العام 1992، لم يعلم بذلك الكثير من الناس. كما أن الهواتف المحمولة المتاحة حينها كانت باهظــة الثمن، وتكلّف ما يعادل ألفي دولار، بل لم تكن صالحة لإرســال أو استقبال الرسائل النصية. ولذلك لم يتم إرسال الرسالة النصية الأولى من الهواتف المحمولة، ولكن عن طريق الكمبيوتر. وأول من أرسلها كانوا تقنيّي وفنّيي شركة «فودافون» البريطانية، الذين اختبروا هذه الخدمة لأول مرة، وتراسلوا عبارات في ما بينهم من قبيل «عيد ميلاد سعيد».
وأتاحت بعد ذلك شركات الاتصالات شيئاً فشيئاً خدمة إرسال الرسائل النصية القصيرة، لكن هذه الخدمة كانت متضمَّنة في أسعار الاتصالات العادية في البداية كما تقول المتحدثة باسم شركة «تيلتاريف» لخدمات الإنترنت رافاييلا مول، مؤكدة أن «إرسال الرسائل النصية كان مجانياً في البداية». ومع ازدهار صناعة الهواتف المحمولة وتجارتها في منتصف التسعينيات، وارتفاع عدد الرسائل المُرسَلَة والمُستَقبَلة بشكل هائل وازدياد الطلب عليها، تغيرت الحال بسرعة وأصبحت الشركات تطلب مقابلاً مالياً على هذه الخدمة.
لكن العصر الذهبي للرسائل النصيّة القصيرة بدأ بالتلاشي مع انتشار الهواتف الذكــية وظهور طرق جديدة لإرسال الرسائل القصيرة. وباتت شركات خدمات الهواتف المحمولة تشعر بذلك. ويقول أحد محرِّري مجلة الكمبيوتر الألمانية «سي تي» أورس مانسمان إنه «قد تم تجاوز ذروة استخدام الرســائل النصية وأن خدمات الإنترنت أصبحت تحل محلها بشكل كبير حالياً».
ويتحدث مانسمان خاصة عن برنامج «واتس أَب» في الهواتف الذكية مثــل الـ«آيفون»، الذي ينقل الرســائل عبر الإنترنت مقابل مبلــغ مالي صغــير يُدفع مَرّةً واحدة لا يتجــاوز 89 سنتاً، بحيث يمــكن إرسال عدد غير محــدود من الرسائل النصية وبطول غــير محدود من الجُمَل، كما يمكــن من خلاله إرسال الصور ومقاطع الصوت والفيديو.
Leave a Reply