أنهى 32 طالباً من مدارس ديربورن العامة دورة تثقيفية في إطار «أكاديمة الشرطة الشبابية» التي أطلقتها شرطة ديربورن، بالتعاون مع فرع «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (أي دي سي-ميشيغن) ومدارس ديربورن العامة، منذ ثلاث سنوات لتشجيع وتتثقيف الطامحين بالإلتحاق بسلطات تنفيذ القانون مستقبلاً.
وتم يوم الجمعة الماضي الاحتفال بتخريج الطلاب الذين أتموا فصلين مدة كل منهما ست ساعات، وذلك خلال يومي السبت 27 نيسان (أبريل) و 4 أيار (مايو) الماضيين. ويتضمن برنامج الأكاديمية تقديم نبذة عن تاريخ شرطة ديربورن ومهماتها، إضافة إلى مدخل عن نظام العدالة الجنائية وقيمة مواصلة التعليم، بمشاركة ضباط من شرطة ديربورن وممثلين عن «أي دي سي» ومدارس ديربورن العامة. وقد تم اختيار الطلاب الملتحقين ببرنامج هذا العام من «ثانوية ديربورن» استنادا إلى عدة عوامل أبرزها الاداء الاكاديمي والانجازات الرياضية والاجتماعية ومدى رغبة الطالب بالالتحاق بسلطات تنفيذ القانون مستقبلاً.
وقد منح طلاب الأكاديمية في احتفال التخرج شهادات تقديرية، كما ألقى النائب الأميركي جون كونيورز (ديمقراطي عن ديترويت) الكلمة الرئيسية بالمناسبة، للعام الثاني على التوالي، حيث أكد على أهمية التعاون بين المجتمع المدني والشرطة لتحقيق الأمن والسلامة.
يذكر أن مشاركة «أي دي سي» الفعالة في هذا البرنامج، لقيت ردود فعل متباينة، حيث رأى البعض أن هذه الخطوة ستنعكس سلباً في قدرة المنظمة الحقوقية على لعب دور الرقيب على ممارسات سلطات تنفيذ القانون، فيما يؤيد آخرون هذا التعاون الذي يُعوّل عليه لرفع نسبة توظيف العرب الأميركيين في دوائر الشرطة والسلطات الأمنية الأخرى.
وقد برزت خلال العام الماضي احتجاجات في أوساط الجالية العربية في ديربورن على خلفية عدم وجود تمثيل كاف لها في دائرتي الشرطة والإطفاء في المدينة، في ظل إحجام المسؤولين في البلدية عن توظيف عرب أميركيين.
وقد قام عدد من نشطاء الجالية تحت مظلة «كونغرس المؤسسات العربية الاميركية في ميشيغن» بمخاطبة الجهات المعنية لمعرفة أسباب عدم تمثيل العرب في هاتين الدائرتين بما يتلائم مع التنوع في المدينة. ولكن قائد شرطة المدينة، العربي الأميركي رونالد حداد، كشف لـ«صدى الوطن» أن دائرته «تسعى الى تعزيز التنوع الاثني في صفوفها» إلا أن المشكلة تكمن في قلة عدد العرب المتقدمين لهذه المناصب التي تحتاج الى مؤهلات عالية.
من جانبه، أعرب المدير الاقليمي لـ«أي دي سي- ميشيغن»، عماد حمد، عن أمله في أن تعزز هذه الدورات العلاقة بين الشرطة وأبناء الجالية وتتيح الفرصة امام الراغبين منهم للالتحاق والعمل في اجهزة تنفيذ القانون في ديربورن أو غيرها. وأضاف حمد «بغض النظر عن الآلية المتبعة في التعيينات فإننا نثمن الدور الذي تلعبه الشرطة في بسط الأمن في هذه المدينة، ونحن من واجبنا الانخراط في الاجهزة الامنية». وأشار حمد الى أنه «على الأقل، ستلفت هذه الدورات انتباه ابنائنا الى أن العمل في الشرطة خيار متاح».
وقال حمد إن ندرة تواجد العرب الاميركيين لا تقتصر على دائرة الشرطة في ديربورن وإنما تنسحب على معظم الدوائر و الهيئات الرسمية في المدينة التي تعد مركزاً لهم. والمسألة، بحسب حمد، «لا تتعلق فقط بآليات التعيين فالجالية لا تعمل بما هو كاف لتهيئة مرشحين مؤهلين والدفع بهم للتقدم لهذه المواقع». وقال «أعتقد اننا غير ممثلين بشكل عادل ومنصف في جميع دوائر البلدية. وهذا يضع الجالية في ديربورن أمام تحديات لايجاد مرشحين مؤهلين في أوساطها، كما انه يضع البلديات أمام تحد من خلال فتح الباب أمام الجميع ومنحهم فرصاً متساوية، وعليه نرى أن التحديات مزدوجة والتعاون ضروري».
وأشرف برنامج الأكاديمية الشبابيبة، منذ انطلاقته في العام 2010، على تخريج حوالي مئة طالب من مدارس ديربورن العامة، وهو أمر تعده «أي دي سي» نجاحاً كبيراً قد يدفعها الى تعميم فكرة البرنامج في مدن أخرى.
Leave a Reply