ديترويت – علي حرب
أحيى مركز «أكسس» مساء السبت الماضي عيد تأسيسه الـ٤٣ في احتفال حاشد أقيم في وسط ديترويت بحضور عدد كبير من المسؤولين الرسميين تقدمهم حاكم ميشيغن ريك سنايدر ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن ومحافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو، غير أن الأبرز في الحفل، الذي شهد تكريم وزير المواصلات الأميركي السابق راي لحود والبروفسور فواز علبي، كان إعلان رجل الأعمال العربي الأميركي الرائد راسل عبيد عن نيته التبرع بمبلغ مليوني دولار لصالح المتحف العربي في ديربورن.
وعبيد هو رجل أعمال من أصل لبناني ينشط في منطقة جنوب غرب ديترويت ويملك «نادي ديربورن» والمدير التنفيذي السابق لشركة «صناعات غاردن». وسيضمن عبيد تبرعه في وصيته على أن تصرف للمتحف التابع لـ«أكسس» بعد وفاته. وهذا التبرع يعتبر الأكبر من نوعه في تاريخ المركز حسبما ذكرت مهى فريج المديرة التنفيذية المالية لـ«أكسس». وقالت فريج «إن هذه طريقة جديدة للمتبرعين الأفراد.. وهذا التبرع الأخير هو خمسة أضعاف أكبر من أي تبرع حصلنا عليه حتى الآن ونحن ممتنون جداً للسيد عبيد على إعلاء سقف التبرع ولريادته ولإيمانه بنا».
راي لحود متسلما درعاً تكريمية في حفل «أكسس» |
وكان عبيد قد أعلن عن تبرعه السخي بعد تقديمه لمنح مدرسية لطلاب في جامعة «كيترينغ» التي تخرج منها في مدينة فلنت. وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا التبرع عامل الهام وتحدٍ لإقرانه من العرب الأميركيين.
وقال «لقد قررت أن أقدم هذه الهبة لأني أؤمن بجاليتنا وأؤمن بضرورة دعم مؤسساتنا وإنشاء تراث تاريخي مميز يعتد به بين أولادنا وأحفادنا وأجيالنا المستقبلية»، وأضاف «أنا واثق بأن هذه المنحة التخليدية المتضمنة في وصيتي من شأنها أن ترفع وتزيد من مكانة المتحف».
من ناحية أخرى، منح المركز خلال المأدبة السنوية التي أقامها في فندق «ماريوت» بمركز «رنيسانس»، جائزة «رجل العام» إلى وزير النقل الأميركي السابق راي لحود وبروفسور الهندسة الكهربائية في «جامعة ميشيغن» الدكتور فواز علبي.
ولحود هو سياسي جمهوري، ينحدر من أصول لبنانية، وهو مقيم حالياً في مدينة بيوريا بولاية إيلينوي التي مثلها لحود في مجلس النواب الأميركي من العام ١٩٩٥ وحتى ٢٠٠٩ حين تولى وزارة النقل في إدارة الرئيس باراك أوباما لغاية العام ٢٠١٣، وكان لحود الجمهوري والعربي الأميركي الوحيد في حكومة أوباما الأولى.
وأكد لحود في كلمته أنه تعلم ثلاث قواعد للنجاح من عائلته اللبنانية: العمل بجد، تطبيق المبادئ والإيمان بالله.
أما البروفسور علبي فقد ولد في سوريا وتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت، وهو حالياً بروفسور هندسة كهربائية مرموق في «جامعة ميشيغن»، كما أنه أحد مؤسسي كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة الملك عبد الله بالسعودية. وقد قام بإدارة عدة مشاريع ممولة من وكالة «ناسا» هدفت إلى تطوير أجهزة الإستشعار الرادارية في الأقمار الصناعية التي تجوب الأرض وتراقب البيئة، كما شارك في تأسيس «مركز الفضاء التقني».
وقد إغرورقت عينا علبي بالدموع عندما قامت إبنته بتقديمه للحضور وجاء في كلمته «إني أتشرف بتكريم أبناء الجالية العربية التي خصتني بهذا الشرف الذي سأحتفظ إلى الأبد.. نحن أميركيون بجذور عربية نشعر بالألم بسبب الإضطرابات في العالم العربي، في سوريا والعراق وفلسطين ومصر وغيرها، إلا أننا أيضاً ممتنون وفخورون بكوننا أميركيين.. ومن ميشيغن تحديداً».
وفي خطابه عبر سنايدر عن فخره بوجود «أكسس» وإنجازاته لأنه «ليس أكبر المنظمات الإجتماعية العربية الأميركية فحسب، بل هو الأفضل من ناحية مساعدة الناس في شتى الطرق». كما أدلى داغن بكلمة تحدث فيها عن اسهامات «أكسس» ودعا المركز لنقل خدماته إلى ديترويت «حيث سنلاقيهم بالترحاب والود والعرفان».
كذلك تحدثت رئيس مجلس بلدية ديربورن سوزان دباجة التي مثلت رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي، وقالت إنها شهدت عن كثب تأثير خدمات أكسس خلال نشأتها في منطقة جنوب ديربورن (ديكس) وأكدت دباجة على أهمية «أكسس» لنمو وإندماج وتمكين الجالية في منطقة ديترويت».
Leave a Reply