ديربورن – علي حرب
أعلنت «الشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية»، وهي منظمة منبثقة عن مركز «أكسس»، الإثنين الماضي، عن إطلاق حملة في منطقة ديترويت لمكافحة الكراهية ضد العرب والمسلمين، ضمن حملة وطنية بعنوان «لنحمل ضد الكراهية».
وجاء الإعلان عن الحملة في مؤتمر صحفي عقد بمقر دائرة الحقوق المدنية التابعة لحكومة ولاية ميشيغن في مدينة ديترويت، بحضور ممثلين عن العديد من المنظمات الحقوقية العربية والإسلامية الأميركية ومسؤولين محليين.
وقالت مديرة «الشبكة»، ناديا تونوفا، «إن العرب والمسلمين ما زالوا يواجهون التمييز العنصري والحقد في الولايات المتحدة وحتى في منطقة تعتبر عقر دارهم في جنوب شرق ولاية ميشيغن التي تحتوي على أكبر كثافة سكانية لهم خارج المنطقة العربية».
وتضم «الشبكة الوطنية للجاليات العربية الأميركية» ٢٣ منظمة في ١١ ولاية أميركية، وستعمل من خلال الحملة الوطنية إلى «تحدي حالة القبول والتغاضي الموجودة في أميركا حول التمييز ضد العرب والمسلمين الأميركيين».
وقالت تونوفا أمام الحضور في مبنى «كاديلاك بلاس» «إن جاليتنا تشكل كتلة إنتخابية قوية والمسؤولون بحاجة إلى أن يسمعوا صوتها»، مؤكدة أن هدف الحملة هو إحداث تغيير حقيقي في السياسة القائمة حول هذا الموضوع على المستوى المحلي والوطني وعلى نطاق المجتمع والمؤسسات.
تونوفا متحدثة خلال المؤتمر الصحفي في ديترويت. |
وأشارت تونوفا إلى أن «عناوين الصحف ووسائل الإعلام تعج بالتقارير حول حرق القرآن الكريم وإغلاق الحسابات المصرفية العائدة لعرب أميركيين بشكل تعسفي وغيرها من المواضيع المشبعة بالعنصرية، ولكن هناك أيضاً قصصاً خاصة للكثيرين منا».
وأردفت تونوفا أنها لم تحدد نفسها كعربية أميركية إلى أن قرر الآخرون وصفها بذلك، ولاحظت أن تغييراً طرأ على السلوك بعد هجمات ١١ أيلول (سبتمبر) الإرهابية عندما بدأت سيارات الشرطة تمر من أمام بيتها بشكل غير مألوف أيام الأحد لدى زيارات وتجمعات العائلة.
وتشير بيانات مكتب التحقيقات الفدرالي الى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين قبل أحداث «١١ أيلول» كانت ثاني أقل أنواع الجرائم انتشاراً، ولكن بعد الإعتداءات على نيويورك وواشنطن، أصبح المسلمون ثاني أكثر المستهدفين بجرائم الكراهية على مستوى البلاد، بارتفاع بنسبة ١٦٠٠ بالمئة، بحسب ما نقلت تونوفا.
وتهدف الحملة إلى محاربة التعصب ضد العرب والمسلمين الأميركيين ومن ضمنهم اللاجئين الجدد وذلك عبر إحداث عملية تغيير إجتماعي من خلال توعية العامة وبناء علاقات ومد جسور مع الإعلام.
كما تهدف الحملة، بحسب المشرفين عليها، إلى تأمين منبر عام للعرب والمسلمين لكي يجاهروا بقضايا التمييز العنصري ضدهم.
وتعتزم حملة «لنحمل على الكراهية» تنفيذ أهدافها بعدة طرق منها إنشاء لجان عمل خاصة لمكافحة الكراهية والمطالبة بمزيد من الرقابة على لوائح منع السفر الفدرالية التي تحرم الكثيرين من العرب الأميركيين والمسلمين الأبرياء من السفر دون مبرر. كذلك ستركز الحملة على عقد جلسات استماع في الكونغرس تتمحور حول إساءات مابعد هجمات «١١ أيلول» والتمييز النمطي ضد العرب والمسلمين، وكذلك العمل على إجبار وزارة العدل على فتح تحقيقات في أنشطة التجسس غير القانونية التي تقوم بها دوائر الشرطة المحلية.
وبحسب تونوفا ستعمل لجان العمل الخاصة مباشرة مع دوائر الشرطة المحلية بهدف مكافحة جرائم الكراهية والتفاعل معها بالشكل المطلوب. كما ستعمل اللجان مع المناطق التعليمية لتزويدها بمواد تثقيفية عن العرب والمسلمين لمكافحة التمييز.
وقد تزامنت حملة «لنحمل على الكراهية» التي انطلقت في ديترويت الإثنين الماضي، بعد أن أطلقت على المستوى الوطني من العاصمة واشنطن في شهر آذار (مارس)، وفي سان فرانسيسكو في نيسان (أبريل) الماضي، مع الذكرى الـ٥١ لمسيرة ديترويت التاريخية للحقوق المدنية التي قادها القس مارتن لوثر كينغ على شارع وودورد عام ١٩٦٣.
وحول ذلك، قال مات ويساو، مدير دائرة الحقوق المدنية في ميشيغن، «إن يوم ٢٣ حزيران (يونيو) هو يوم بشرى لحملة ضد الكراهية، لأن مسيرة الدكتور كينغ في ديترويت كانت من أضخم تظاهرات حقوق الإنسان في تاريخ أمتنا إلا أنه مازال هناك الكثير لنقوم به من أجل التأكد أن كل حقوق سكان ميشيغن مكفولة ومتساوية».
وحضر المؤتمر الصحفي قادة منظمات حقوقية عربية وإسلامية وأميركية في منطقة ديترويت، حيث قال المحامي نبيه عياد، رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، إن الحملة «تستحق الدعم»، مشيراً الى أن الرابطة ستوحد جهودها مع الشبكة لمنح مزيد من الدفع للحملة.
وأضاف عياد «نحن حقاً تتم معاملتنا كمواطنين درجة ثانية وهذا غير مقبول، فعظمة هذه البلاد تكمن في وثيقة الحقوق، ونحن نطالب بصون حقوقنا الدستورية مثل أي مواطن آخر». كما حضر المدير الإقليمي لـ«مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير) داوود وليد الذي اعتبر أن «الكراهية ضد المسلمين سببها غالباً جهل الآخرين بمجتعاتنا» لافتاً الى أن تثقيفهم سيخفف من المشاعر السلبية .
ومن جانبها، قالت كاري موس، المديرة الإقليمية للاتحاد الأميركي للحريات المدنية (أي سي أل يو) فرع ميشيغن، إن «الجهل يمكن أن يولد أشياء رهيبة، ومن المهم خلق المساحة المناسبة لمناقشة الأمر»، واصفة الحملة بأنها «مبادرة مبتكرة لجمع الناس ومناقشة هذه المواضيع الشائكة».
هبة ناصر، تلميذة في «ثانوية فوردسون» تحدثت عن تجربتها الشخصية في التمييز العنصري، وقالت «كلما ابتعدت قليلاً خارج ديربورن وذهبت إلى مدينة ألن بارك مثلاِ أو أبعد قليلاً أو غيرها من المدن تشعر بالتعليقات العنصرية».
وقد اختيرت ناصر التي تبلغ ١٧ عاماً للتحدث في شريط إعلامي تثقيفي عن الحملة لتصف فيه حادثة جرت لها عندما كانت تقف في الصف وهي في لباسها المحتشم المؤلف من سروال وقميص وغطاء على رأسها، حين بادرت إحدى النساء إلى القول لها «إخلعي هذه الخرقة على رأسك»!
وأضافت ناصر إن حوادث كراهية كهذه ليست نادرة وأغلبها يمر دون تظلم أو شكوى». وناصر ناشطة في برنامج تابع لـ«أكسس» باسم «خدمة المراهقين النشطين في الجالية» وقد شجعها مدير البرنامج على المشاركة في الحملة «لنحمل على الكراهية» بسبب ماحصل لها.
وأشارت تونوفا إلى أن إستراتيجية الحملة تهدف الى إحداث تغيير في عموم منطقة ديترويت الكبرى، إلا أن مبادرات الحملة ستتركز في مدينة ديربورن التي ستشهد سلسلة فعاليات سيتم الإعلان عنها لاحقاً.
لمزيد من المعلومات حول الحملة يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: TakeOnHate.org
Leave a Reply