أقام مركز «أكسس» الإقتصادي الإجتماعي حفله السنوي السابع لبرنامج الوقاية من العنف المنزلي تحت عنوان «رغم كل الصعاب» وذلك مساء الجمعة 18 كانون الثاني (يناير) في قاعة «نادي بنت جبيل» بديربورن بحضور فاعلين وناشطين من الجالية بالإضافة إلى فرق العاملين والمتطوعين ضمن البرنامج الذي تديره «أكسس».
صورة للحضور |
وتولت مديرة برنامج «أكسس» لمكافحة العنف المنزلي، سهام جعفر تقديم الحفل الذي افتتح بالنشيد الوطني الأميركي بإلقاء من الطالبة في ثانوية «إدسيل فورد» سارة حسين، وبعدها قدمت جعفر فرقة «كنيسة شربل للرقص الفلكلوري» حيث أدت عرضاً لرقصات الدبكة.
وتحدث في الحفل رئيس بلدية ديربورن جاك أوريلي الذي أبدى إعجابه بالعرض وقال «من خلال سنين عملي الطويلة شاهدت العديد من البرامج الخدماتية والإجتماعية المقدمة في ديربورن، والبرنامج الذي تقدمه «أكسس» لمكافحة العنف المنزلي هو برنامج على أهمية عالية لما يقدمه من خدمات للعائلات والأطفال من أجل مستقبل أفضل». وأضاف «قمنا بالتعاون مع «أكسس» لفترة طويلة، وكانت بلدية ديربورن ناشطة في هذا البرنامج بحيث قدمت 22 ألف دولار للمركز كخطوة أولى قبل أن توفر 250 ألف دولار لدعم».
وفي كلمته، تحدث مدير «مركز الأبحاث والصحة المجتمعية» لدى «أكسس»، حول الهدف من إقامة هذا الحفل وأهمية التعاون مع برنامج العنف المنزلي قائلاً «لم يتوفر لنا في السابق فرصة لمساعدة ضحايا العنف المنزلي لكن أصبح لدينا برنامج لمعالجة والوقاية من العنف المنزلي لتخفيض الحالات المنتشرة في مجتمعنا».
يذكر أن برامج العنف المنزلي يهتم بالحالات الواردة اليه من كافة شرائح المجتمع الأميركي.
ضيفة الحفل كانت الناشطة الخيرية الحاجة نجاح بزي وهي مؤسِّسة ومديرة جمعية «زمان» غير الربحية التي تعنى بالشأن الإنساني في أميركا ومناطق أخرى من العالم. وقد سردت بزي تجربة لها حول «العنف المنزلي»، عندما شاهدت مع ابنها حالة أم تضرب ابنها في مستشفى «جامعة ميشيغن»-آناربر، وقالت «توجهت إلى إبني وقلت له إذا عاملته بهذه الطريقة في مكان عام فكيف تعامله في المنزل»؟
و«العنف المنزلي» هو تعريف قانوني لحالات الإعتداء التي يكون مرتكبوها وضحاياها يعيشون في منزل واحد.
ورأت بزي إن المسؤولية تقع أيضاً على كل من «شاهد الحادثة ولم يحرك ساكناً، وقالت «لقد اكتفوا بالنظر بإستغراب لبعضهم البعض.. لكنني كنت صوت من لا صوت له في هذه الحالة، فتوجهت إلى موظفة الإستقبال وقلت لها إن لم توقفي ما يحصل الآن فسوف أطلب الأمن، فعندها ردت الموظفة بأنها تقوم بعملها ولا علاقة لها بما يحصل بين الأم وابنها». وأكدت بزي أن مشاركتها في هذا الحفل جاءت لهذا السبب بالتحديد وهو رفع الوعي العام حول خطورة العنف المنزلي وآثاره السلبية على المجتمع.
بدورها أشارت منى فروخ، المشرفة على برنامج مكافحة العنف المنزلي، الى دراسة حديثة تشير إلى أن واحداً من كل أربعة أطفال يتعرضون للعنف المنزلي في أميركا، وتوجهت بنصيحة للموجودين قائلة «المجتمع السليم يبدأ من البيت السليم، وعلى الأهالي وقياديي المجتمع والمربين الإهتمام بشكل كبير بالأجيال الصاعدة وأن نكون جميعاً قدوة ناجحة للأجيال القادمة».
ومن ثم تحدثت المشرفة على قسم «مساعدة ضحايا العنف المنزلي» التابع للبرنامج، جوفاريا جافيد، حيث قالت «علينا مسؤوليات كبيرة من أجل خدمة المئات من العائلات التي تعاني من العنف المنزلي سنوياً، فبرنامجنا يقدم العديد من الخدمات للحالات منها التعليم، الإرشاد الإجتماعي وغيرها، والدليل على نجاح عملنا أن هناك حوالي الـ80 بالمئة من 350 حالة التي عملنا عليها العام الماضي تمت معالجتها بنجاح».
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي قصير روى قصة ضحايا للعنف المنزلي ساعدهم برنامج «أكسس». كما قدمت كاثلين روس شهادة حية حول تجربتها مع العنف المنزلي وحثت كل من يعاني منه على التواصل مع «أكسس».
وقدم مسؤولو البرنامج جائزتي «بربل روز» التكريمية للكاتبة والناشطة في مجال مكافحة العنف المنزلي ميلدريد محمد، وللمنسقة السابقة لقسم الوقاية من العنف المنزلي التابع للبرنامج، جوانا لاذقي، التي تقاعدت في العام 2011. وأقيم في ختام الحفل مزاد علني عاد ريعه لدعم البرنامج.
وعلى هامش الحفل تحدثت «صدى الوطن» إلى عدنان حمد الذي تطرق الى العنف المنزلي في الجالية العربية قائلاً «المشاكل التي تحصل في بيوتنا هي نتيجة ضغوطات نفسية، إجتماعية، إقتصادية.. وأخرى تتعلق بالهجرة والمشاكل التي تعصف بالبلدان العربية»، وأضاف «لمجرد أن أكثر من 60 بالمئة من جاليتنا يشاهدون قناة «الجزيرة» والقنوات العربية الإخبارية الأخرى بشكل يومي فإن هذا وحده يشكل حافزاً كبيراً لتنامي العنف المنزلي.. فعند مشاهدة ما تعرضه تلك القنوات من حالات العنف اليومي حول العالم، يعتاد جميع أفراد العائلة بمن فيهم الأطفال على مثل تلك الأجواء التي يسيطر عليها العنف ويصبح الأمر عادياً بالنسبة لديهم».
وتطرق حمد الى مسألة التمييز بين التربية والعنف وقال «هناك للأسف إلتباس في جاليتنا بين الأمرين فكثيرون يبررون إستخدام العنف الجسدي واللغوي في بعض الأحيان من أجل تربية الأولاد». وأضاف «تمكن البرنامج الذي يقدمه «أكسس» للحد من العنف المنزلي من استيعاب ما بين 350 إلى 400 وفر لها الخدمات الصحية والنفسية والإرشاد الإجتماعي، ومعظم هذه الحالات هي من الجالية العربية». ولكنها اعتبرت أن هذه الحالات لا تشكل سوى جزءاً بسيطاً من حالات العنف المنزلي «فهناك العديد من الحالات الأخرى التي لا نعلم بها».
وتوجه حمد بالطلب الى رجال الدين لإبداء مزيد من التعاون وقال «هم يتطرقون للكثير من حالات العنف المنزلي، ولكنه من الضروري أيضاً أن يقوم بتقدمة تلك الحالات إلى المتخصصين لمعالجتها بالطرق العلمية، دون إغفال دور رجال الدين البناء». وأضاف أنه ليس بإمكان «أكسس» وحده القضاء على آفة العنف المنزلي «بل الموضوع بحاجة للتعاون والعمل سوياً.. رجال دين، والنظام القضائي، النظام التعليمي، ونظام الشرطة.. على الجميع أن يتعاونوا».
وبدورها شرحت منى فروخ لـ«صدى الوطن» أهداف البرنامج والخدمات والأنشطة التي يقدمها من أجل الحد من العنف المنزلي، حيث قالت إن برنامج «أكسس» لمكافحة العنف المنزلي يتكون من قسمين، الأول «قسم الوقاية من العنف المنزلي» والذي تشرف عليه، والثاني «قسم مساعدة ضحايا العنف المنزلي» الذي تديره جوفاريا جافيد.
وقالت فروخ «نحن ضمن قسم الوقاية نقوم بالعديد من الندوات والمحاضرات في المدارس والمراكز الثقافية من أجل نشر التوعية، وقمنا بزيارة 40 مدرسة بين ديربورن وديربورن هايتس لتقديم تلك المحاضرات للطلاب والأهالي».
والجدير بالذكر إن برنامج مكافحة العنف المنزلي تأسس في العام 1996 بهدف تقديم المساعدة للأسر التي يمزقها العنف المنزلي، بالإضافة إلى زيادة الوعي العام حول هذه الآفة الإجتماعية.
وأفادت فروخ أنه قريباً سيكون هناك نشاط ترفيهي تثقيفي فني لطلاب المدارس يقوم على التصوير بالكاميرا لمشاهد تمثيلية كمساهمة في توعية الأطفال بطرق وأساليب مرنة وغير تقليدية.
Leave a Reply