عرض متميز فـي جولة على المدن الاميركية
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
رغم ان توقيت بدء الحفل كان عربيا بامتياز، متأخرا عن وقته المعلن قرابة الساعة، الا ان عارضي الكوميديا الاربعة استطاعوا ملء مسرح ثانوية فوردسون ضحكا متواصلا تردد بين جدران القاعة التي غصت بالحضور على مدى ثلاث ساعات متواصلة. وكان اغلب الحضور من الشباب والشابات من طلاب المدرسة وخريجيها الذين قرروا امضاء ليلة الجمعة الماضية يشاهدون واحدا من عروضات هؤلاء الكوميديين العرب الذين يقدمون اداءهم متنقلين بين الولايات الاميركية بعروض تحمل عنوان «الف ضحكة وضحكة».
وتألق في العرض الشاب الـ«نيويوركي» من اصل مصري، مينا دميان، في اداء كان غاية في الاناقة والسلاسة حيث استعرض علاقته مع امه والتي قد تكون علاقة متكرره لكل ابن عربي اميركي المولد مع والدته التي تحمل كل تراث الجيل التي تنتمي اليه ووصف وصفا جميلا كيفية تعامل امه مع قراره ان يصبح مؤديا كوميديا بعد ان انهى دراسته الجامعية في الفلسفة وكيف انها ارادت منه ان يكون صيدليا.
الا ان دميان ابدع في وصف زيارته الاخيرة الى مصر حيث أبدى دهشة، كأي اميركي يزور دولة عربية، من كثير من العادات التي قد لا يفهمها للوهلة الاولى من لا ينتمي الى ذلك البلد. وأعطى مثال على ذلك من خلال تعليقه على صديق مصري كان يصر على تقديم السجائر له، واذا لم يدخنها كان صديقه ينعته بالشاب اللين، وعلق دميان على ذلك الموقف قائلا «يظهر ان التدخين في العالم العربي الزامي.. اذا رفضت سيجارة ينظر اليك وكأنك لست رجلا».
اما ماكس أميني المولود في مدينة توسون في اريزونا والمقيم في لوس انجلوس من اصل ايراني فقد استطاع ان يصل بالجمهور الى حدود الانفجار في الضحك على الاخص وهو يروي علاقته بوالده الذي، ككل الاباء الشرق اوسطيين، يضربون ابناءهم ضربا مبرحا بهدف «تربيتهم». ووصف أميني وصفا واجاد، قال: «يهجم عليك والدك دون ان تعرف السبب، يبدأ بركلك وتسديد اللكمات لك وانت تصرخ وتولول، وبعد ان يشبعك ضربا يسألك اتدري لماذا انا اضربك؟» وتوقف دقيقة ليمنح الجمهور برهة للتفكير، واكمل يصف حالة الوالد الشرق اوسطي قال «اقول له لا، بالطبع لا اعرف لماذا تضربني هكذا، .. فماذا يجيبك الاب؟ بكل جدية يقول لك انا اضربك لأنني احبك».. وينفجر الجمهور للطريقة الكوميدية التي يؤدي فيها أميني ذلك المقطع الذي يصور علاقة الاب بالابن وحرص الاب على تربية ابنه والتي قد تصل الى مرحلة اشباعه ضربا فقط بهدف تأديبه وتنشأته تنشئة صالحة. الى جانب دميان وأميني ادت سارة بزي مقطعا كوميديا خفيفا بالاضافة الى عامر زهر.
وعند انتهاء العرض، في دردشة مع «صدى الوطن» رأى دميان ان وجود كوميديين عرب اميركيين مهم «كي يرى الاخرون اننا شعب يضحك ويبتسم ويحب الحياة وكي نقدم صورتنا الحقيقية للاميركيين بعد ان انتشرت صور لا تعكس ثقافتنا».
اما أميني فعبر عن تجربته بكثير من الايجابية فعلى حد قوله «يجب ان نظهر اننا كشعوب الشرق الاوسط ككل الناس، نضحك، نفرح، عندنا ايجابياتنا وسلبياتنا، ولا نختلف عن الاخرين.. والعرض الكوميدي وسيلة مهمة جدا للوصول الى الانسان الاميركي العادي وتعريفه بنا».
والجدير بالذكر ان الحفل الكوميدي الذي شهده حوالي 009 شخص كان برعاية «المجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار».
Leave a Reply