خاص «صدى الوطن»
أقامت «اللجنة العربية للعمل السياسي» (أيباك) مساء الأربعاء الماضي، 3 تشرين الأول (أكتوبر)، «ليلة لقاء المُرشّحين»، بغرض تعريف الناخبين على المرشحين وبرامجهم الإنتخابية وذلك قبل حوالي شهر من موعد الإنتخابات العامة التي ستقام في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
جانب من المرشحين المشاركين في “ليلة المرشحين” التي نظمتها اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي “أيباك” . عدسة: نافع ابوناب |
ووسط حضور غفير من الناخبين والقيادات ورجال الأعمال قدم المرشحون لمناصب تشريعية وتربوية وقضائية وتنفيذية، على مستوى المدن والمقاطعات والولاية، رؤاهم حول العديد من القضايا التي تهم مجتمع الجالية العربية.
وشكلت «ليلة المرشحين»، التي نظمتها «أيباك» هذا العام بسبب كثرة المرشحين الراغبين بدعمها، فرصة لأعضاء اللجنة ولناخبي الجالية العربية للإستماع إلى آراء وبرامج العديد من المُرشحين الراغبين بالحصول على الصوت العربي.
وشهدت الأمسية مناقشات ورؤى إنتخابية حول الكثير من السباقات، وكان أبرزها تلك القضائية في مدينة ديربورن ومقاطعة وين والمحكمة العليا في ميشيغن، وكذلك السباقات التشريعية لعضوية الكونغرس الأميركي وكونغرس الولاية وهيئات المفوضين في مقاطعتي وين وأوكلاند، إضافة الى السباقات التربوية التي يعتبر أبرزها عضوية المجلس التربوي لمدارس ديربورن العامة ولمدارس «كريستوود» في ديربورن هايتس.
كما حضر اللقاء مندوبون لشرح ومناقشة اثنين من المقترحات الإنتخابية على مستوى الولاية، وهما «المقترح 2» و«المقترح 3».
وقد افتتحت رئيسة «أيباك» المحامية مريم بزي الأمسية، بالترحيب بالمشاركين من ناخبين ومرشحين مؤكدة على أهمية «ليلة المُرشّحين» في تبسيط الخيارات أمام الناخبين في عملية فرز المرشحين، وفي بلورة وعي الناخبين وعرض البرامج الإنتخابية.
وضمت الندوة عشرات المرشحين من إثنيات متعددة فمنهم أميركيون بيض ومن أصول عربية وإفريقية ولاتينية
وبعد كلمة بزي توالت كلمات المرشحين الذين قدموا أنفسهم معرفين ببرامجهم وبما سيقدمونه للجالية والمجتمع في حال فوزهم. وأكد المُرشّحون، في كلماتهم التي كانت مختصرة وفق برنامج الأمسية، على تمسّكهم بتنفيذ الوعود الإنتخابية وعلى احترام خصوصية الجالية العربية. وضمت الأمسية عشرات المرشحين من إثنيات متعددة فمنهم أميركيين بيض وآخرين من أصول عربية وإفريقية ولاتينية.
وبدوره، توجّه نائب رئيس «أيباك»، المحامي علي حمود، بمجموعة من الأسئلة التي أعدتها اللجنة، الى المرشحين الحاضرين الذين تداولوا على الإجابة عليها.
ولم يفت معظم المرشحين الإشارة الى أواصر المحبة والصداقة التي تربطهم بالجالية العربية منذ سنوات عديدة، وفي هذا الصدد قال النائب الأميركي جون دنغل «إنني في غاية السعادة لأن أكون هنا بينكم مرة أخرى، شكراً على صداقتكم ومحبتكم وثقتكم، سنواصل خدمتكم بنفس العزيمة والجدية وسنحافظ على مصالحكم ونحميها».
جانب من المشاركين العرب الأميركيين في “ليلة المرشحين” التي نظمتها لجنة “ايباك” الاسبوع الماضي في قاعة بيبلوس في ديربورن. |
وكان لافتاً الحماس الذي اتسمت به كلمة المرشحة لمجلس «كريستوود» التربوي في ديربورن هايتس، زينب حسين، التي أكدت على أهمية التعليم لمستقبل الأجيال الناشئة ولاسيما في الجالية العربية، مؤكدة أنها تملك الكفاءة والخبرة والرغبة في خدمة مجتمعها، ومشددةً على أهمية التنوع الإثني داخل الهيئات التعليمية.
ولم تقل كلمة المنافس على المقعد الثاني لعضوية مجلس «كريستوود» التربوي، المحامي حميد سويدان حماسة حيث شدد على ضرورة التنوع داخل المجلس التربوي وقال «أنا ابن مهاجر وأقدر على فهم الشباب من أبناء الجالية وفي حال انتخبت سأعمل على توفير كل متطلبات النجاح الأكاديمي وتجاوز العوائق في مدارسنا التي مررت بها وأعرفها»، حيث تخرج سويدان من «ثانوية كريستوود» وقد عين مؤخراً في المجلس التربوي بعد شغور مقعد فيه، ويسعى في انتخابات تشرين الثاني الى الاحتفاظ بالمقعد ليكون أول عضو عربي منتخب، مع زينب حسين في حال فوزها بمقعدها، في مجلس «كريستوود» التربوي الذي تضم مدارسها أعداداً كبيرة ومتصاعدة من الطلاب العرب.
ومن المواجهات البارزة في أمسية «أيباك» كانت تلك التي ضمت المرشحين لمنصب قاض في محكمة ديربورن، المحامي العربي الأميركي سالم سلامة والقاضي الحالي ريتشارد وايغونيك.
وإذا كان يُحسب للأخير حرصه على نيل الصوت العربي بالتوجه للجالية عبر منبر «أيباك»، فإن المحامي سلامة كان يشعر وكأنه في بيته، وسط الحشد العربي الكبير الذي احتضنته قاعة «بيبلوس».
المرشحان أكدا على كفاءاتهما في خدمة كرسي العدالة في المدينة، ولكن سلامة غمز من قناة وايغونيك حين انتقد الحال الذي وصلته محكمة المدينة «التي كأنها تحولت الى ثلاث محاكم»، في إشارة من سلامة الى غياب التنسيق والتضامن بين قضاة المحكمة الثلاثة، والذي اعتبره سبباً في إعاقة مجرى العدالة وخلق الحساسيات بين موظفي المحكمة.
كما أعلن سلامة عن تعهده بالتبرع بخمسة بالمئة من راتبه كقاض، في حال فوزه، لمصلحة استمرار محكمة الأحداث في المدينة التي تعاني من نقص التمويل والمهددة بالإغلاق. وقال سلامة «اليافعون يستحقون فرصة إيصال صوتهم والدفاع عن أنفسهم في مدينتهم».
وفي مداخلته شكر الزميل أسامة السبلاني، وهو أحد مؤسسي «أيباك» وترأسها لعدة سنوات، كل الأعضاء والناشطين في اللجنة وفي مقدمتهم الرئيسة بزي ونائبها حمود، مثنياً على الجهود الكبيرة التي يبذلونها في تعزيز النشاط السياسي للجالية وتوعية الناخبين عبر كافة الأساليب المتوفرة و«التي منها هذه الأمسية التي توفر الفرصة للقاء المرشحين والإطلاع على برامجهم الإنتخابية عن كثب».
ولم يفت السبلاني التأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه «أيباك» منذ 14 عاماً، مؤكداً «هذا العام نحن متحمسون وسنساند الأفضل لجاليتنا ومجتمعنا دون النظر الى إثنية المرشح». وتابع «إن مقياس الاختيار الأول عند «أيباك» هو قيمة البرنامج الإنتخابي ووضوح الأهداف»، مذكراً بموعد العشاء السنوي للجنة في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم في «نادي بنت جبيل».
Leave a Reply