ديربورن – خاص «صدى الوطن»
شهد محيط قاعة «غرينفيلد مانور» على شارع غرينفيلد إزدحام سير كبير مساء يوم الجمعة 7 تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث حضر حوالي ألف شخص الحفل السنوي الـ32 لـ«اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (أي دي سي) الذي نظمه فرع ميشيغن تحت عنوان «نروي قصتنا. ونكتب وجهة نظرنا» وسط حضور حشد كبير من الشخصيات السياسية الإجتماعية والإقتصادية والإعلامية بالإضافة إلى حشد من أبناء الجالية ومؤسساتها المتنوعة.
جانب من الحضور في حفل ال «آي دي سي» عدسة : عماد محمد |
وكما جرت العادة إفتتح الحفل بالنشيد الوطني الأميركي الذي أدته المغنية ياسمين سوري، بعدها قدمت عريفة الحفل مذيعة القناة السابعة غليندا لويس كلمة المدير الأقليمي والمستشار الوطني لـ«أي دي سي»، عماد حمد، الذي رحب بالحضور وتوجه بالتهنئة لكل الفائزين بالإنتخابات التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما وكذلك الى المرشحين العرب في السباقات المحلية.
وتطرق حمد في كلمته الإفتتاحية للقضية الفلسطينية وقرار الإعتراف الأخير للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية قائلاً «القرار يوضح لنا أنه لا يمكن تحقيق السلام بلا وجود العدالة، ولن يتحقق السلام الكامل إلا بإنهاء الإحتلال». وتابع «الآن نستطيع معاً رفع الصوت والمطالبة بأعلى صوت الحرية لفلسطين، وأوقفو الإحتلال الآن».
وشدد حمد أيضاً على أهمية الحوار والتواصل بين أطياف المجتمع المحلي في ميشيغن من أجل تحقيق الأهداف المرجوة ونزع كل أنواع الكراهية، مقدما شكره العميق لكل المتطوعين في «أي دي سي» و«كل من قدم الدعم والمساعدة لهذه اللجنة لمواصلة مسيرتها الحقوقية».
بدورها قامت المسؤولة عن تمويل القضايا في «أي دي سي»، كريستين تايلور، بسرد تفاصيل بعض القضايا التي تبنتها المؤسسة، كما توجهت بالشكر للقضاة والشخصيات الذين قدموا الدعم لحل بعض القضايا العالقة التي تولتها اللجنة.
كما ألقى النائب في الكونغرس الأميركي جون دينغل كلمة تمحورت حول إنجازات «أي دي سي» المحققة متمنياً مواصلة مهمتها في مكافحة التمييز، وقال «أنا اليوم قدمت لأقدم الشكر للجهود التي سبق وقدمتها «أي دي سي» وأبدي دعمي لها في الحالات الجاري معالجتها في الوقت الحاضر». أيضاً نوه دينغل، وهو عميد النواب الأميركيين، بالجهد الكبير الذي تقوم به اللجنة «لتحقيق الحرية والعدالة رغم كل الصعوبات التي تواجهها». بعدها تناوب على إلقاء الكلمات كل من وورن دايفيد الرئيس الوطني لـ«أي دي سي» وعبد أيوب المدير القانوني للجنة الوطنية.
جوائز «أي دي سي»
أثناء إستلام جوائز الحفل عدسة: عماد محمد |
وشهد الحفل توزيع عدد من الجوائز، حيث قدمت المحامية جمانة كيروز جائزة «بناء الجسور» لفرقة «الأوركسترا العربية في ميشيغن» وتسلمها المايسترو مايكل إبراهيم الذي قال «سوف نبقى نقدم الموسيقى للعرب وغير العرب كما إعتدنا على ذلك لسنين طويلة».
جائزة «الإمتياز في الأعمال الفنية» كانت من نصيب الفنانة الإماراتية د.سمر الشمسي التي تتمتع بشهرة عالمية وشاركت بالعديد من المعارض الفنية حول العالم. أبدت شمسي، التي تسلمت الجائزة من قبل باميلا مارسيل مديرة العلاقات العامة في «معهد ديترويت للفنون» (دي آي أي)، فخرها بالحصول على الجائزة مؤكدة على أهمية دور المرأة الفنانة في بناء المجتمع وتحقيق السلام».
أما جائزة «رجل الأعمال العربي الأميركي للعام ٢٠١٢» فقد قدمها القاضي العربي الأميركي دايفيد آلن لرجل الأعمال علي سبلاني الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيجن تيك» المتخصصة بصناعة الآلات الثلاثية الأبعاد التي تستخدم في حقل طب الأسنان وصناعة المجوهرات وغيرها من الصناعات الدقيقة. وأثنى آلن على السبلاني «الرجل صاحب المئة براءة اختراع. وبدوره قام عماد حمد بالتوجه بإعلان ملاحظة شكَر فيها السبلاني على عرض تقدم به لدفع مبلغ 250 ألف دولار لتفادي مصادرة مبنى «أي دي سي-ميشيغن» على شارع تشايس في ديربورن.
وفي كلمته المقتضبة شكر السبلاني «أي دي سي» على التكريم وطالبها بمواصلة مسيرتها في الدفاع عن حقوق العرب في الولايات المتحدة ومكافحة كل أشكال التمييز ضدهم.
بعدها قامت المحامية فاتنة عبد ربه بتقديم جائزة «خدمة المجتمع» إلى سكوت تايلور رئيس شركة «لاندستار» التي تعنى بإيجاد الحلول لمشاكل الخطوط اللوجستية للإنتاج، ومقرها ساوثفيلد.
أيضاً كان هناك حصة للتعليم حيث قدمت كريستين تايلور جائزة «مربية العام» إلى المستشارة في ثانوية كريستوود هيام طرفة برنجقجي الحاصلة على درجة الماجيستير في اللغة الإنكليزية، والتي عملت لمدة ثلاث سنوات معلمة في المدرسة قبل أن تصبح مستشارة للطلاب حيث لعبت دوراً كبيراً في التواصل معهم ومتابعة قضاياهم ولاسيما الطلاب المهاجرين ثنائيي اللغة.
وعلى هامش الحفل توجه القنصل اللبناني العام في ديترويت، بلال قبلان، بالتهنئة للجنة «أي دي سي» مثنياً على الحفل الباهر والحضور الكثيف، وقال لـ«صدى الوطن» «إن الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة في الدفاع عن حقوق العرب الأميركيين -ومنهم اللبنانيين- إضافة الى صولاتها وجولاتها في المجالات السياسية والإجتماعية ليس فقط في ميشيغن، بل في واشنطن أيضاً، يستحق دعمنا نحن كممثلين ومندوبين للدول العربية».
وبدوره قال عماد حمد لـ«صدى الوطن» إن تقييم الحفل «واجب الجمهور وليس واجبنا، نعتبر أنفسنا في خدمة جاليتنا هذا دور مؤسستنا ودورنا بكل تواضع وفخر وإعتزاز. هذا الحضور الحاشد المتنوع هو دلالة على الإحترام والتأييد الذي تحظى به مؤسستنا العريقة».
وشدد حمد على أن «أي دي سي» تفتخر أن تكون «في مقدمة المدافعين الأوائل عن قيم الدستور الأميركي والقيم الأميركية الحقيقية رغم كل التحديات الصعبة التي تواجهنا»، وأضاف «نحن كجالية عربية أميركية واجهت وتواجه صعوبات كثيرة لازال أمامنا مشوار طويل، لا يمكن اجتيازه إلا من خلال الإرادة القوية والوحدة والتصميم على مكافحة كل أشكال التمييز العنصري بحقنا كعرب أميركيين». وتابع حمد «نعتبر أنفسنا مواطنين من الدرجة الأولى ولا نقبل لأي طرف حكومي أو غير حكومي أن ينتقص من هذا الحق والأمتياز الذي إستحقيناه بعرقنا بجهدنا بعملنا وعطاء جاليتنا عبر السنوات الماضية».
صورة عامة للحضور بعد إنتهاء الحفل عدسة : عماد محمد |
وسرد حمد بعض التحديات التي تواجه «أي دي سي»: «أكبر دلالة على طبيعة هذه التحديات التي تواجه الجالية أن مكتب ميشيغن الذي تم افتتاحه في العام 1997 يعالج مايزيد عن 600 شكوى وحالة تعاني من التمييز العنصري، هذه السنة وحدها، سواء مشاكل عبور الحدود والمطارات، أو مشاكل الهجرة والتمييز في أمكنة العمل والدراسة والطبابة وفي كل مجالات الحياة اليومية ضمن المجتمع الأميركي». وقال حمد «عندما نتحدث عن هذا الكم الكبير من الحالات فهذا مؤشر صارخ على إزدياد حالة العداء والكراهية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بشكل متصاعد منذ أحداث «١١ أيلول»، والآن تأخذ هذه الروح العدائية ضدنا أشكالاً مختلفة ضد كل ما هو مسلم أو عربي بإسم الدواعي الأمنية لحماية أمن البلاد، الذي سبق وأكدنا أنه واجبنا جميعاً كأميركيين وكجاليات عربية ومسلمة».. وأكد المدير الإقليمي للجنة أن الجالية العربية لن تقبل أن تبقى في قفص الإتهام وفي موقع رد الإفتراءات».
ولدى سؤاله عن آلية معالجة الملفات التي تواكبها اللجنة، قال حمد «نحن كمؤسسة معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية والدستورية للمواطن العربي الأميركي ولا يمكننا أن ندعي الكمال أو أننا نملك العصا السحرية لحل كل قضية، ولا ندعي أننا نجحنا في حل كل القضايا التي توليناها، ففي بعض الأحيان نفقد الأمل ونواجه صعوبات قاسية ونواجه تعنت الآخر فقد نلجأ للقضاء أو لأساليب أخرى لحل القضية، ولكن بشكل عام عندما نقيّم مسار الـ600 شكوى في السنة نجد أن هناك نسبة 80 بالمئة من الحالات قد قدرنا على حلها بشكل إيجابي يضمن الإحترام ويعيد الإعتبار ويعطي المظلوم حقه».
Leave a Reply