ديربورن – ناتاشا دادو
بالرغم من فضيحة التحرش الجنسي التي هزت صورة «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (أي دي سي)، نجح الفرع الإقليمي للمنظمة الحقوقية، الأسبوع الماضي، في استعادة بعضٍ من بريقه بتنظيم حفله السنوي الـ١٥ والذي تخلله تقديم منح دراسية لطلاب متفوقين بحضور عدد كبير من المسؤولين المحليين.
وكانت اللجنة قد تعرضت لأزمة شديدة العام الماضي على خلفية اتهام المدير الإقليمي السابق لفرع ميشيغن بالتحرش بموظفات ومتطوعات عملن تحت إدارته بمكتب اللجنة في ديربورن، وهو ما دفع المسؤولين في اللجنة الى الغاء حفل العام الماضي خوفاً من تظاهرات مضادة لـ«أي دي سي» رفضاً لطريقة تعاطي اللجنة الوطنية مع قضية التحرش الجنسي.
إلا أن فرع ميشيغن نجح هذه السنة في إحياء الحفل السنوي الذي يحمل اسم داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، وذلك مساء الأربعاء ٣٠ نيسان (أبريل) الماضي في قاعة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، بحضور العديد من قادة مؤسسات الجالية العربية، الى جانب مسؤولين منتخبين وممثلين عن منظمات وشركات محلية.
وفي كلمتها، قالت المدير الإقليمي الجديد للمنظمة، فاطمة عبد ربه، إن صورة اللجنة تأثرت سلباً في العام الماضي، لكنها تعهدت ببذل ما في وسعها لتحسينها. وأضافت أن «أي دي سي» تأخذ قوتها وثقتها من دعم الناس، مشيرة الى أن مكتب ميشيغن سيكون حريصاً تحت إدارتها على توفير بيئة عمل مناسبة، مؤكدة أنه لن يكون هناك أي تسامح مع السلوكيات الشائنة ومن ضمنها الإعتداء الجنسي».
وتولت عبد ربه منصبها خلفاً للمدير الإقليمي السابق لـ«أي دي سي-ميشيغن» عماد حمد، وهي تسعى الى إصلاح الضرر الذي لحق بصورة المؤسسة العريقة التي «تقوم اليوم بأقصى جهودها لتصبح أكثر قوة وتأثيراً» بحسب عبد ربه.
ودعت المحامية الفلسطينية الأصل الحضور الى تنزيل تطبيق «أي دي سي» الإلكتروني الذي أشرفت على إصداره مؤخراً من أجل الإبلاغ عن حالات التمييز العنصري عبر الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية. كما أكدت عبد ربه على أهمية تعزيز دور المرأة وقالت: أنا أم لابنتين، وأستطيع أن أؤكد لكم أن الإهتمام بوضع المرأة في الجالية العربية سيشكل دائماً أولوية بالنسبة لي، سواء من خلال عملي الخاص كمحامية أم من خلال موقعي في «أي دي سي».
عبد ربه تلقي كلمتها |
وفي سياق كلمتها، عرضت عبد ربه «الإنجازات» التي حققتها «أي دي سي» مؤخراً، منها دفع شبكة «أي بي سي» الى إلغاء برنامج تلفزيوني مثير للجدل باسم «أليس في بلاد العرب»، إضافة الى تولّي مكتب ميشيغن الدفاع عن عائلة عربية تعرض منزلها للإقتحام عن طريق الخطأ من قبل شرطة ديربورن.
كما أشارت عبد ربه الى أن اللجنة رفعت دعوى مؤخراً ضد جامعة «إيسترن ميشيغن» إثر تلقيها شكوى طالبة قالت إنها تعرضت للتمييز العنصري في انتخابات الجامعة، إلى جانب قضايا أخرى تلاحقها اللجنة من بينها شكاوى تتعلق بالإغلاق التعسفي لحسابات المصرفية خاصة بعرب أميركيين دون تقديم أي تفسيرات منطقية لأصحابها.
من جانبها، رحبت كاري موس المدير الإقليمي «للإتحاد الأميركي للحريات المدنية» (أي سي أل يو-ميشيغن) باختيار عبد ربه لمنصبها الجديد، كما أشادت بالتعاون الوثيق بين المنظمتين حيال العديد من القضايا المتعلقة بالحريات والحقوق المدنية معربة عن ثقتها باستمرار هذه الشراكة بمواجهة التمييز العنصري وحماية الحقوق المدنية.
كما تخلل الحفل عدة إشادات بـ«أي دي سي-ميشيغن» ومديرتها الجديدة، منها كلمة للقاضي دايفيد ألن قال فيها إن اللجنة واجهت في العام الماضي صعوبات وتحديات عديدة، لكنها نجحت في إيجاد القيادة المناسبة باختيار عبد ربه.
أما المتحدث الرئيسي بالحفل، فكان أستاذ الحقوق في «جامعة آيوا»، البروفسور أدريان وينغ الذي أكد على أهمية دور أي دي سي وباقي المؤسسات الحقوقية بسبب تنامي حالات التمييز العنصري في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن التمييز لا يستهدف العرب والمسلمين فقط بل يطال كل الأقليات على مختلف خلفياتها.
شهد الحفل توزيع عدة جوائز تقديرية أشرفت على تقديمها الإعلامية بريا مان من «القناة الرابعة المحلية» التابعة لشبكة «أن بي سي»، وقد توزعت الجوائز على كل من اتحاد الطلاب العُمانيين في جامعة ديربورن» ومنظمة «أصوات طلاب جامعة إيسترن ميشيغن».
ومنحت جائزة تقديرية للناشطة ليلى سابا حنا، التي تقاعدت بعد ٣٠ عاماً من العمل في دائرة الحقوق المدنية التابعة لحكومة ولاية ميشيغن، كما نالت فطوم مطهر من «جنرال موتورز»، والكاتب ستيفن هندرسون من صحيفة «ديترويت فري بريس» جوائز مماثلة، فيما منح النائب الأميركي جون دينغل جائزة «إنجاز العمر» تكريماً لمسيرته كعميد للكونغرس وقد قرر عدم الترشح لولاية جديدة.
Leave a Reply