خاص «صدى الوطن»
أقامت «اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز» (أي دي سي) فرع ميشيغن، مساء الأربعاء الماضي، حفلها السنوي الـ١١ المخصص لتكريم القضاة في قاعة «بيبلوس» في ديربورن وسط حضور حاشد من القضاة والمحامين والرسميين وممثلي مؤسسات الجالية.
صورة تذكارية للقضاة في «ليلة القضاة -١١« |
افتتح الحفل بالنشيد الوطني الذي ألقته الفنانة ياسمين سوري، قبل أن تتوالى الكلمات الترحيبية من المدير الإقليمي لـ«أي دي سي»-ميشيغن، عماد حمد، ورئيس مجلسها الإستشاري المحامي شريف عقيل، والمدير القانوني لـ«أي دي سي» -في واشنطن المحامي عبد أيوب، فيما قامت القاضية كاثلين ماكارتي، التي ترأس اللجنة الفرعية لاختيار القضاة المكرمين، بشرح آليات ومعايير اختيارهم.
أما الكلمة الرئيسية في الحفل فألقتها المربية الدكتورة ديبي المنتصر، التي قدمت من نيويورك لتشارك الحضور تجربتها كمسلمة تعمل في الشأن العام في المدينة التي تعرضت لاعتداءات «١١ أيلول». وكشفت المنتصر، وهي مؤسسة «أكاديمية جبران خليل جبران»، للحضور كيف أجبرتها بلدية نيويورك ودائرة التعليم في المدينة، تحت ضغوطات من الجالية اليهودية على تقديم استقالتها بسبب قميص (تي شيرت) كتب عليه «إنتفاضة نيويورك»، الأمر الذي اعتبره المسؤولون في دائرة التربية دعوة للثورة في المدينة، في حين أكدت المنتصر أن الهدف منها كان دعوة النساء لتحصيل حقوقهن.
وبعد كلمة المنتصر، سلم القاضي في محكمة مقاطعة وين، دايفيد ألن، القاضية في محكمة جنوب شرق ميشيغن الفدرالية، نانسي إدموندز، جائزة التكريم الأولى. وأبدت إدموندز، التي عينها الرئيس جورج بوش الأب في منصبها في العام ١٩٩٢، اعتزازها بتكريمها من قبل المجتمع العربي رغم أنها يهودية الأصل، وقالت «ليس هناك شيء أكثر أهمية من العمل من أجل تعزيز التعاون والمساواة والعدالة للجميع».
دبي النتصر المتحدث الرئيسي فس «ليلة القضاة» |
أما القاضية الثانية التي كرمتها «أي دي سي» لهذا العام فهي القاضية الإفريقية الأميركية دينيز موريس، التي تسلمت جائزتها من المحامي هلال فرحات. وفي كلمتها شكرت موريس، التي تعتبر أول قاضية سوداء في محكمة مقاطعة أوكلاند، اللجنة على تكريمها وقالت «إنه أمر مميز أن يأتي التكريم من جهة أكنّ لها كامل الاحترام والتقدير»، وأضافت متوجهة لمسؤولي «أي دي سي» «إعلموا جيداً إن غياب العدالة في أي مكان يهدد العدالة في كل مكان»، مؤكدة أن «أي من القضاة ليس كاملاً.. لكننا نحاول».
وكانت موريس قد أشرفت على تنظيم الندوة العاشرة لمجلس تعزيز التنوع في وظائف مقاطعة أوكلاند.
كما شهد الحفل تكريم مساعدة المدعي العام في مقاطعة وين، المحامية مريم بزي التي ترأس أيضاً «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك).
وبدورها شكرت بزي الـ«أي دي سي» على التكريم وطالبت الناخبين العرب بالالتزام بلائحة المرشحين المدعومين من قبل «أيباك» «لأنهم يستحقون دعم الجالية في الإنتخابات القادمة».
وكان مقرراً وفق برنامج الحفل أن يلقي السفير السابق د. كلوفيس مقصود كلمة بالمناسبة، ولكنها ألغيت بسبب التعب الشديد الذي ألمّ به.
وعلى هامش الحفل أكد عماد حمد على نجاح «ليلة القضاة: تكريم حراس العدالة»، التي باتت تقليداً سنوياً تقيمه «أي دي سي-ميشيغن» لتكريم القضاة في محاكم ميشيغن بمختلف مستوياتها. وسنويا تختار لجنة فرعية في هذه المنظمة الحقوقية العريقة قاضيين لتكريمهما «على أساس الأداء والإتزان والسيرة الناصعة بالأحكام العادلة»، حسب حمد الذي يؤكد أن التكريم لا ينظر «الى أصل القاضي وهويته أو عرقه أو دينه إنما فقط الى مسيرته».
تكريم رئيسة اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (ايباك) في «ليلة القضاة» عدسة: نافع ابوناب |
وقال حمد «هناك تحديات كثيرة مرت على الجالية وأبرزها التمييز الذي دفع ثمنه الكثير من أبنائها.. هؤلاء القضاة كان لهم كلمة الفصل في إنقاذ الكثيرين من المتهمين الأبرياء من إدعاءات مختلفة. هؤلاء استطاعوا أن يحققوا العدالة الأميركية بكل معنى الكلمة».
وعن مسيرة «أي دي سي-ميشيغن» أعرب حمد عن تصميم المؤسسة على السير قدماً في مهمتها «رغم التحديات التي تواجهنا سنواصل مسيرتنا بكل ثقة.. لكننا بحاجة الى المزيد من مصادر القوة لتعزيز فعاليتنا.. ولكن بالنظر الى الإمكانيات المتاحة، فنحن نقوم بواجبنا على أحسن وجه»، متوجهاً بالشكر «للمتطوعين والمتبرعين والجنود المجهولين الذين يساهمون في القضية الكبرى وهي حماية الحقوق المدنية في أميركا».
وحول المعلومات التي تفيد بإمكانية منع القضاة في ميشيغن من قبول أي تكريم، وفق معايير أخلاقية جديدة قد ينتهجها الجسم القضائي في الولاية، قال حمد «التكريم لا يرتبط لا بمعرفة شخصية ولا مصلحة. هذا النشاط يقام بإشراف اللجنة من خلال مجلسها وليس نشاطاً مفتوحاً للدعم المادي أو للريع، بمعنى آخر هذا نشاط معنوي غير مرهون بتبرعات مالية من أي شخص أو جهة». وتابع «لكن إن صدرت معايير جديدة، ومن السابق لآوانه أن نناقش الموضوع». وختم حمد بالقول «القضاة في النهاية بشر ولهم حق بالتكريم عندما يقومون بعمل مميز وجيد كأي شخص في المجتمع».
والجدير بالذكر أن «أي دي سي-ميشيغن» ستقيم حفلها المركزي السنوي يوم الجمعة 7 كانون الأول (ديسمبر) المقبل في قاعة «غرينفيلد مانور» في ديربورن.
Leave a Reply