سامر حجازي – «صدى الوطن»
أحيى المجلس العربي الأميركيي والكلداني (أي سي سي) ACC حفله السنوي السابع والثلاثين، مساء السبت في 17 أيلول (سبتمبر) الجاري في فندق «ماريوت رينيسانس» وسط مدينة ديترويت، بحضور حشد كبير من السياسيين والقضاة الى جانب ممثلين عن المؤسسات التربوية والاجتماعية والشركات التجارية.
رئيسة الـ«أي سي سي» هيفاء فاخوري أثناء تكريمها للناشطة هويدا عراف. |
الحفل تمحور حول أزمة اللاجئين السوريين ومهمة استيعابهم في ولاية ميشيغن، وسيعود ريعه بالكامل -عائدات التبرعات والرعاة ومبيعات التذاكر- الى تمويل مبادرات «أي سي سي» الخاصة بالتعليم ومساعدة اللاجئين.
وللمجلس العربي الأميركي والكلداني تاريخ حافل في تقديم الخدمات الإنسانية غير الربحية للجاليات الشرق أوسطية وعموم المجتمع المحلي في منطقة جنوب شرق ميشيغن دون مقابل.
عريفة الحفل، مراسلة القناة المحلية السابعة التابعة لشبكة «أي بي سي»، نيما شافي، وهي أميركية من أصول كلدانية، قامت بتقديم الضيوف والمكرمين الذين توالوا على المنبر.
وألقت المتحدثة الرئيسية هويدا عراف -وهي فلسطينية-أميركية ناشطة في مجال حقوق الإنسان وأحد مؤسسي «حركة التضامن الدولية»، كلمة عاطفية مؤثرة حثت فيها الحضور والمواطنين على المساعدة بأي طريقة ممكنة في محنة اللاجئين السوريين.
عراف، التي سافرت بنفسها إلى دول الجوار السوري لمساعدة الأسر المحتاجة، أسهبت بالحديث عن محنة «آلاف الأسر التي حاولت الهرب من سوريا لكنها ضلّت طريقها عبر البحر. هذه الأسر حاولت الهرب من المنطقة لكن لسوء حظها وقعت بأيدي تجار ومزورين كانت كل طموحهم تحقيق ربح سريع».
جانب من الحفل السنوي في فندق ماريوت بديترويت |
«لقد كانت رحلة مرعبة لهذه الأسر» ذكرت عرّاف وأضافت «هذا ما لا أقدر أنْ أفهمه. إنه فعلٌ بارد جداً، أنْ تسمع بكاء الأطفال في قارب لا تعرف إذا كان سيصل بركابه بسلام إلى مقصده.. والكثيرون لا يصلون».
واستشهدت عرّاف بإحصاءات تفيد بأنه في مثل هذا الوقت من عام 2015، لقي 2788 لاجئاً سورياً حتفهم في عرض البحر. «وهذا العام، الأرقام أسوأ من ذلك بكثير». فالمنظمة الدولية للهجرة أفادت بأن 3212 سورياً هم بالفعل في عداد المفقودين في البحر الأبيض المتوسط».
وأردفت «إنه أمر معيب.. نحن نعرف ما يحدث.. نعلم أن هؤلاء اللاجئين يُجبرون على ركوب قوارب لا يمكنها أن تستوعبهم.. ويضطرون الى دفع مدخراتهم للمهربين الذين يضعونهم على هذه القوارب المكتظة، ويدفعونها في ظلام الليل إلى عرض البحر».
وانتقدت عرّاف تجاهل دول الخليج لأزمة اللاجئين السوريين في حين استقبلت بلدان مثل تركيا وألمانيا والأردن ولبنان الملايين من اللاجئين السوريين، منتقدةً أيضاً جهود الولايات المتحدة حيث كانت «دون المستوى» في أحسن الأحوال، على حد قولها. واستطردت عراف بانتقاد 31 من حكام الولايات الأميركية ممن طالبوا بإيقاف استقبال اللاجئين السوريين في ولاياتهم، وأضافت «هذا ما نقدمه للناس الذين هم ليسوا مجرد لاجئين فقط. إنهم أشخاص مثلي ومثلكم وقد وقعوا في هذه الحالة واجبروا على اتخاذ خيار، آمل أن لا يواجهه أحد منا، وهو إما البقاء في بلدك تحت خطر الموت … أو النزول الى البحر الغادر لمجرد أنه يحمل فرصة للنجاة». وقد تم تكريم عرّاف بمنحها «جائزة الإنسانية» من قبل المجلس، وهي بدورها أهدتها لجميع الناجين من الحرب والمتطوعين الذين أخذوا زمام المبادرة وقاموا بتأمين المساعدات.
تكريم رئيس بلدية تروي
وشهد حفل «أي سي سي» توزيع جوائز تقديرية أخرى، حيث نال رئيس بلدية تروي داين سلايتر «جائزة قيادة المدن» تقديراً لجهوده في خلق بيئة مرحبة بالمهاجرين في المدينة، مما جعل تروي تُصنَّف حالياً بأنها ثاني أكثر مدن ولاية ميشيغن احتضاناً للسكان المولودين في الخارج خلف مدينة هامترامك، وقد تجاوزت بذلك مدينة ديربورن التي تراجعت الى المركز الثالث في العام الماضي.
وقال رئيس البلدية إن تروي لطالما كانت مقصداً للأفراد وللمصالح التجارية بسبب مستوى مدارسها والأمان الذي تنعم به، «ولكنها اليوم أصبحت مقصداً بسبب تنوّعنا. وأنا لا يمكن أن أكون أكثر فخراً من ترؤسي لبلدية مدينتنا والترحيب بالجميع في تروي». كما شمل التكريم مايك زيمر، مدير حكومة ولاية ميشيغن، الذي حصل على «جائزة القيادة في الولاية». ومُنِحت فاي نيلسون، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «دي تي آي» (DTE) الخيرية، «جائزة القيادة الاجتماعية».
كما تم أيضاً تكريم سو بروكمان، رئيسة موظفي «بنك هانتينغتون»، والرئيس التنفيذي لشركة «بلاستيباك» وليام يونغ، لإسهامات الشركتين في رعاية نشاطات «أي سي سي».
وفي الختام شكرت الدكتورة د. هيفاء فاخوري، رئيسة «أي سي سي» والمديرة التنفيذية فيه، الضيوف والرعاة وقالت «أودّ أن أشكركم جميعاً، ولكن أود بالذات أن أشكر المتحدثة الرئيسية على ما قالته بحق الأطفال السوريين»، وأضافت «نحن نشعر بالحزن لرؤية المزيد والمزيد من اللاجئين القادمين إلى ولايتنا، ولكننا كوكالة إنسانية نرحب بهم جميعاً».
Leave a Reply