قالت مجلة الـ«إيكونوميست» البريطانية، إن «جرأة» روسيا و«ضعف» أميركا غيّرا من مسار الحرب فـي سوريا. وأضافت، أنه فـي حرب بشعة مثل هذه يمكننا استخلاص العديد من الدروس القاتمة، أولها: كلما طال أمدها زادت دمويتها. وثانيها: كلما زاد تورط دول فـي دوامتها قلت الشهية لوقفها أو على الأقل احتواء القتال.
وأشارت الصحيفة إلى قرار الرئيس فلاديمير بوتين الدخول إلى جانب المحور الإيراني-السوري، والذي غير موازين المعركة لصالح الجيش السوري خاصة بمدينة حلب المهددة بالحصار. وفـي قلب الرقصة الدبلوماسية حول وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والتسوية السياسية، أصبحت روسيا تفرض الشروط بالطريقة نفسها التي فعلتها أميركا أثناء الأزمة البوسنية فـي التسعينات من القرن الماضي.
وعلّقت المجلّة البريطانية على أن سياسة أوباما الراغبة برحيل الأسد من دون تقديم الوسائل الكافـية للإطاحة به كانت بائسة «وسيبقى الأسد على ما يبدو بعد رحيل السيد أوباما، والحرب لم تنته بل أخذت منعطفاً سيئاً».
وقالت الصحيفة إنه منذ التدخل الروسي العام الماضي تغيرت المعادلة على الأرض، وأصبح النظام الذي كان على حافة الانهيار واثقاً من بقائه وقدرته على النجاة.
وفـي غياب تدخل غربي مباشر يشكك محللون -بحسب الصحيفة- فـي إمكانية فعل شيء لوقف هزائم المعارضة، رغم أن السعودية تفكر بتزويدها بصواريخ «مانبادس» المضادة للطائرات، إلا أن الولايات المتحدة ترفض خطوة كهذه خشية وقوعها فـي يد الإسلاميين المتشددين.
وكل هذا لا يعني سقوط حلب بشكل سريع، فهناك حوالي 40 ألف مقاتل معارض متمرس يمثلون 50 فصيلاً فـي المدينة.
وتعتقد المجلة أن الغرب الذي يتألم للمصير الذي وصلت إليه الأمور فشل فـي تغيير المعادلة فـي وقت نجحت فـيه إستراتيجية بوتين. وهدفه الحالي هو استعادة حلب ووضعها فـي يد النظام والسماح للأكراد بناء منطقة مستقلة ويريد استخدام محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل تقوية الإنجازات.
وما يقف خلف تفكير بوتين هو افتراض أن الأوروبيين يرغبون فـي إنهاء الحرب من أجل وقف أزمة اللاجئين وتخلي أوباما عن خططه الإطاحة بنظام الأسد. وتقول إن العصا التي يحملها بوتين هي محاربة تنظيم «داعش» من أجل تقوية تحالف الولايات المتحدة. وعلى العموم يبدو بوتين والأسد فـي موقع الرابح، لكن فـي سوريا، يظل الربح والنصر مصطلحين لا معنى لهما بحسب «الإيكونوميست».
Leave a Reply