ديربورن – سامر حجازي
احتشد عشـرات الأهـالي والأطفـال العرب الأميركيين يوم الأربعاء الماضي أمام مبنى بلدية ديربورن، إحياءً لليوم العالمي للتوحّد، حيث أقامت مجموعة أهلية محلية احتفالاً اختتم بإضاءة المبنى البلدي باللون الأزرق الذي يرمز لنشر الوعي حول مرض التوحّد الذي يعتبر أكثر الإعاقـات الذهـنية التـي تصيب الأطفال في الولايات المتحدة إذ يعاني منه طفلٌ واحدٌ من بين كل ٨٨ طفلاً أميركياً.
جانب من الإحتفال أمام مبنى بلدية في ديربورن. |
وقد تخلل الحفل الذي حضره أهالي مصابين بالتوحّد وأبناؤهم، كلمات من أعضاء المجموعة المنظِّمة، «الأيادي الزرق المتحدة في ديربورن» التي تشكلت بهدف نشر الوعي حول هذا المرض في أوساط الجالية العربية.
وفي السياق، قالت مريم علوية إن مرض «التوحّد» لا يـطال الأبنـاء فقـط بل الأهل أيضاً، مشيرة الى معاناتها الشخصية مع هذا المرض، وقدرتها على التأقلم معه بفضل استشارة الأخصائيين والنصائح والأبحاث التي أطلعت عليها. ويعتبر مرض «التوحد» من أكثر الإعاقات الذهنية التي تصيب الأطفال في عموم البلاد، لكن في مدارس ديربورن العامة هناك فقط ٩١ حالة مسجلة رسمياً، وهو عدد قليل قياساً للمعدلات الوطنية علماً أن إجمالي عدد تلاميذ مدارس ديربورن يفوق ١٨ ألف تلميذ، ما يشير بحسب أعضاء مجموعة «الأيادي الزرق المتحدة في ديربورن» الى تجاهل الكثير من الأهالي لحالات أبنائهم «في الغالب لأسباب اجتماعية».
وقد بينت الدراسات الطبية أن التشخيص المبكر يسهّل علاج مرض «التوحد» -حيث يكون دماغ الطفل في طور النمو- وتكون ذات نتائج مفيدة جداً وسريعة نسبياً، على عكس الأطـفال الذين يتم تشخيصهم في سن متقدم.
مؤسِّسة المجموعة، منى علوية، أكدت على سعادتها بنجاح الإحتفال الذي ستسعى «الأيادي الزرق» الى جعله مناسبة سنوية في ديربورن، وقالت «الحضور كان أكثر مما توقعنا»، فهذه أول مناسبة تقيمها المجموعة، متعهدة بمزيد من الفعاليات التي تهدف الى بث الوعي حول التوحّد. وأضافت علوية أن «العظيم في الأمر» هو أن معظم الأهالي الذين حضروا الإحتفال، شعروا بالراحة الكافية لإحضار أطفالهم معهم، «لأن البيئة كانت مرحبة جداً بهم».
وبالرغم من أن «التوحد» لا يمكن تشخيصه إلا بعد ١٨ إلى ٢٤ شهراً من الولادة إلا أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الطفل قد يصاب في عمر ٨ أو ١٢ شهراً حيث تبرز بعض أعراض المرض باكراً. ويمكن أن يقوم الأهل بفحص أبنائهم ويلاحظوا أعراض المرض باكراً عندما لايستجيب الطفل للأصوات ولايصدر أصواتاً بالمقابل أو لا يتبسم أو يظهر تعابير في وجهه عندما يصبح عمره ٩ شهور أو لا يبدأ بـ«البغبغة» في عمر ١٢ شهراً أو يكون قليل الكلام والإيماءات أو لا يتفاعل مع أحد ويكون في عزلة.
وتلاحظ الأم غالبا أن طفلها لا يتفاعل معها ومع الآخرين كما يفعل الأطفال الذين هم في عمره، فعواطفه باردة، وإذا غابت عنه أو حضرت فلا تجد لديه افتقادا لها أو انفعالا لرؤيتها عند عودتها. وبعض الأحيان قد يبدو أن الطفل ينمو بشكل طبيعي لكنه فجأة تظهر علامات تراجع وتضعضع ويتطور المرض بنسبة أربع أو خمس مرات أكثر عند الصبيان من البنات.
لمزيد من المعلومات حول نشاطات «الأيادي الزرق» في ديربورن يمكن زيارة الصفحة الخاصة بها على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك»:
facebook.com/bluehandsunited
Leave a Reply