أعلنت مؤسسة «الأيادي النقية» اليمنية للخدمات الإنسانية عن جمع تبرعات بقيمة 290 ألف دولار خلال عشائها السنوي الثاني الذي أقيم مساء الأحد الماضي، 2 آذار (مارس) في مدينة ديربورن، وقد خصص ريع الحفل لأيتام اليمن، في خطوة يقول مسؤولو المؤسسة إنها ستكون تقليداً سنوياً من الآن فصاعداً.
وقد افتتح الحفل الذي أقيم في قاعة «غرينفيلد مانور»، بمناسبة «يوم اليتيم» تحت شعار «أخذتم بأيدينا في دنياكم… نأخذ بأيديكم في آخرتكم»، بكلمة رئيس مؤسسة «الأيادي النقية»، صالح المثيل الذي رحب بالحضور الذي قدر بحوالي ٣٠٠ شخص، وفي مقدمتهم «ضيوف الإحتفال»، الشيخ منذر طالب القادم من ولاية تكساس، والشيخ محمد الهلالي، والناشط الإعلامي والمذيع في «قناة اليمن» الفضائية خالد العليان، والفنان المنشد يحي حوى.
وبدوره، ألقى الشيخ محمد الهلالي كلمة توجيهية قال فيها إن هناك «جماعات هدفها صناعة الأيتام في العالم العربي» مشيراً الى خطورة فقدان الأطفال الأهل وتأثير ذلك على نمو ومستقبل الطفل الذي يكون بأمس الحاجة لعناية وتوجيهات الأهل من الولادة ولغاية سن ١٢ عاماً.
الاعلامي خالد العليان ملقياً كلمته |
أما الكلمة الرئيسية في الحفل، فقد ألقاها الإعلامي خالد العليان الذي خص النساء الحاضرات بالتحية قائلاً «أيتها الأخوات الكريمات.. اسمحوا لي بأن أبدأ بالأخوات الكريمات لأننا إذا علمنا رجلاً نكون قد علمنا فرداً في المجتمع ولكننا إذا علمنا إمرأة فإننا نعلم المجتمع بأكمله.. فالمرأة هي المجتمع». وحيا العليان الحضور بأبيات شعرية «من اليمن لأبنائه المغتربين».
قبل أن يبدأ بسرد تفاصيل معاناة اليمن حيث أورد معلومات وبيانات صادرة من البنك الدولي، حول معدل البطالة «الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، حيث أن 60 بالمئة من الشباب اليمني يعانون من غياب فرص العمل، كما أن نسبة الفقراء تبلغ 54 بالمئة من مجمل عدد السكان، أما بالنسبة لسوء التغذية فإن اليمن تحتل المركز الثاني عالمياً خلف أفغانستان.
ثم إنتقل العليان للتحدث عن أيتام اليمن، حيث لفت الى أن الصراعات المسلحة وحوادث الطرقات هما المسبّبان الأكبر لزيادة الأيتام في اليمن، حيث هناك أكثر من 600 ألف يتيم في اليمن حسب الأمم المتحدة، بينما يبلغ عدد الأطفال الأيتام المشمولين برعاية الجمعيات في اليمن 33 ألف يتيم فقط. وفي حصيلة رسمية للعام 2013، قال العليان إن عدد الأطفال الذين تيتموا في اليمن بسبب حوادث السير بلغ 2494 طفلاً.
ودعا العليان الحضور الى التبرع بسخاء لمساعدة أيتام اليمن قائلاً «خلق الله الأيتام للحياة ولم يخلقهم للموت. لا يصح شرعاً ولا عقلاً أن يحرم هؤلاء مرتين مرة من حنان الأمومة وعطف الأبوة وأخرى من رحمة المجتمع ورعايته». وختم بسؤاله «من أكثر حباً وعشقاً للوطن: المقيمون أم المغتربون؟» ليجيب بقوله «وجدت الجواب في أعين المشتاقين إلى بلادهم. المغتربون أكثر شوقاُ وحنين إلى بلادهم أما الباقون القابعون فبعضهم قد أفسد البلاد والعباد».
عند جمع التبرعات |
المـدير التـنفيذي لمـؤسـسة «الأيـادي الـنقيـة»، محمد الحجاجي، دعا أبناء الجالية اليمنية والعربية إلى التبرع والعمل التطوعي لصالح المؤسسة المعترف بها في القانون الأميركي «والتي تتخذ كل الإحتياطات من أجل تأمين السلامة القانونية لعملياتها عبر المحاسبين والمحامين المتخصصين».
وأضاف الحجاجي «نود مساعدة الجميع ولكن نلتزم بالقوانين، لأننا لا نود أن نرى أنفسنا في يوم من الأيام في المحاكم أو السجون». وشرح الحجاجي أهمية برنامج «كفالة اليتيم» في اليمن مشيراً إلى أن الجمعية تسعى ليس فقط لتأمين الغذاء واللباس للأيتام بل أيضاً تسعى الى دعمهم مهنياً عبر توفير برامج تدريبية «تحول اليتيم من شخص غير منتج ويشكل عبئاً على مجتمعه إلى شخص منتج وناجح يمكن أن يكفل أيتاماً آخرين في المستقبل».
وقد أشرف الشيخ منذر طالب على عملية جمع التبرعات التي كان يتوقعها المسؤولون عند 180 ألف دولار لكنها وصلت الى 290 ألف دولار، حسب ما أفيدت «صدى الوطن»، وقد جاءت معظم التبرعات من أبناء الجالية اليمنية، كما تبرع «مسجد ديربورن» بـ١٠ آلاف دولار و«مركز ديترويت الإسلامي» (آي سي دي) بمبلغ مماثل. وسوف تذهب التبرعات لصالح عشرات الأيتام في اليمن ممن سيحصلون على فرصة الإنخراط في برنامج للتدريب المهني في مجال التمريض لمدة ثلاث سنوات. كما بإمكان المتبرعين متابعة ملف الأيتام ومراسلتهم وحتى زيارتهم في اليمن.
واختتم الحفل المنشد السوري يحي حوى بوصلات إنشادية، وسط مشاركة الأطفال وتفاعل الحضور.
Leave a Reply