ديترويت، شيكاغو – واجه نحو 187 مليون أميركي في وسط الولايات المتحدة وشمالها وشرقها موجة صقيع لا سابق لها، مع تدني درجات الحرارة الى مستويات قياسية لم تبلغها منذ 20 سنة، مما اضطر ولايات عدة الى اتخاذ تدابير استثنائية. واكتظت ملاجئ المشردين وقد يتوقف انتاج النفط بعد ان تسببت موجة البرد القارس التي سماها بعض خبراء الأرصاد الجوية الدوامة القطبية وأطلقت عليها وسائل الإعلام اسم «الخنزير القطبي».
وقالت هيئة الأرصاد الوطنية إن درجات الحرارة كانت أقل من متوسطاتها بمستويات قياسية تراوحت بين 20 و40 درجة فهرنهايت (من 11 إلى 22 درجة مئوية) في أجزاء من ولايات مونتانا ونورث وساوث داكوتا ومينيسوتا وايوا وويسكونسن وميشيجان ونبراسكا.
وكان الجو أكثر برودة في بريمسون بولاية مينيسوتا إذ انخفضت درجات الحرارة لتصل إلى 40 درجة فهرنهايت تحت الصفر (40 درجة مئوية تحت الصفر) مما هو عليه في خليج القطب الشمالي بكندا حيث بلغت درجات الحرارة 31 درجة فهرنهايت تحت الصفر (35 درجة مئوية تحت الصفر).
وسجلت الحرارة الدنيا المحسوسة في مونتانا في شمال غرب الولايات المتحدة ، حيث وصلت الاثنين الى 53 درجة مئوية تحت الصفر، في مقابل 34 درجة تحت الصفر «فقط» في القطب الجنوبي.
وامتد الصقيع الى شمال الولايات المتحدة وحتى وسط غربها، ولامس ولايات الجنوب التي لا تطالها موجات البرد عادة مثل تينيسي وألاباما وتكساس وصولاً الى فلوريدا. وقالت مصلحة الارصاد في موقعها الالكتروني إن «درجات الحرارة الأكثر برودة منذ نحو 20 سنة والمصحوبة بهبوب رياح عاصفة ستتدنى الى مستويات يمكن أن تكون قاتلة».
وقالت «بي جي أم انتركونكشن» وهي الوكالة التي تشرف على إمدادات شبكة الكهرباء في منطقة منتصف الأطلسي وأجزاء من الغرب الأوسط إن شركات الكهرباء تكافح من أجل الوفاء بالطلب المتزايد بعدما أجبر البرد بعض محطات الكهرباء على الإغلاق. وقال مايكل كورموس نائب الرئيس التنفيذي لعمليات الوكالة «هذا البرد بعيد المدى ويعاني معظم جيراننا ظروفا قاسية».
وتضررت أيضاً مصافي النفط إذ تعرضت «ماراثون» و«أكسون موبيل» لانقطاع الخدمات بسبب البرد.
وبين حالات الوفيات رجل مشرد يبلغ من العمر 51 عاماً في جورجيا عثر على جثته بعد قضاء الليل في الهواء الطلق.
وقال مسؤولون إن رجلين لقيا حتفهما في وستربورت بماساتشوستس أثناء صيد البط يوم الثلاثاء إذ انقلب قاربهم في نهر بارد. وتم إنقاذ رجل ثالث. وقال مسؤولون إن انهياراً ثلجياً كبيراً خارج منطقة منتجع للتزلج في كولورادو قتل شخصاً واحداً يوم الثلاثاء. وقتل أربعة أشخاص في حوادث مرتبطة بالعواصف والبرد في أنحاء شيكاغو وعثر على جثة امرأة مسنة خارج منزلها في انديانابوليس في وقت مبكر يوم الإثنين الماضي. كما لحظت هيئة الأرصاد تسجيل أبرد درجات حرارة منذ سنوات في براونزفيل بتكساس وفي وسط ولاية فلوريدا.
وحذرت السلطات من ان درجات حرارة مماثلة تتسبب بتقرحات جلدية خطيرة بعد دقائق قليلة من التعرض لها، مكررة الدعوات الى الحيطة والحذر. لذلك وجهت دعوات الى عدد كبير من الاميركيين للبقاء في بيوتهم.
هبوط قياسي فـي درجات الحرارة بميشيغن
وشهدت ميشيغن هبوطا قياسيا في درجات الحرارة عقب موجات متلاحقة من العواصف ادت الى اغلاق المدارس والمكاتب الحكومية. وقد هبطت درجات الحرارة الى 14 فهرنهايت تحت الصفر في كل من مطار ديترويت الدولي وفلنت بحسب دائرة الارصاد الجوية الوطنية، لكن مع هبوب الرياح الشديدة بدا وكأن درجات الحرارة بلغت 30 الى 40 تحت الصفر حسب مقياس فهرنهايت.
يشار الى أن الرقم القياسي السابق سجل في ديترويت عام 1942 حيث هبطت درجات الحرارة في 7 كانون الثاني (يناير) من ذلك العام الى 5 فهرنهايت تحت الصفر والى 10 فهرنهايت تحت الصفر في فلنت عام 1986. وفي السادس من نفس الشهر عام 1924 وصلت درجة الحرارة الى 7 فهرنهايت تحت الصفر في ديترويت والى 5 تحت الصفر في فلنت عام 1945.
وبالنسبة للثلوج التي تساقطت على منطقة ديترويت خلال العاصفة الأخيرة فقد وصل مستواها الى 10,6 إنش، وهو مستوى كانت المدينة شهدت أعلى منه في سنوات قبل الثلاثينات من القرن الماضي. أما أعلى الأرقام القياسية لتراكم الثلوج في تاريخ ديترويت المسجّل فكان كالتالي:
– 6 نيسان (أبريل) 1886: 24,5 إنشاً
– 1 و2 كانون الأول (ديسمبر) 1974: 19,3
– 4 و5 آذار (مارس) 1900: 16,1
– 28 شباط (فبراير) و1 آذار (مارس) 1900: 14
– 18 كانون الأول (ديسمبر) 1919 – 13,8
– 12 و13 شباط (فبراير) 1894: 12,8
– 19 شباط (فبراير) 1908: 12,6
– 31 كانون الثاني (يناير) و1 شباط 1881: 12,5
وفي فلنت سجلت الثلوج ثالث أعلى مستوى تاريخي لها، وفق الترتيب التالي:
– 26 و27 كانون الثاني (يناير) 1967: 22,7
– 2 و3 نيسان (أبريل) 1975: 17,3
– 4 و5 كانون الثاني (يناير) 2014: 17,1
– 11 و12 كانون الأول (ديسمبر) 2000: 14
– 16 و17 آذار (مارس) 1973: 13,7
– 24 و25 شباط (فبراير) 1965: 12,9
Leave a Reply