ديربورن - تقدمت الطالبة العربية الأميركية ناديا ماجد (20 عاماً) بشكوى إلى «دائرة الحقوق المدنية فـي ولاية ميشيغن» ضد شركة «سبيريت» للطيران على أثر قيام إحدى الرحلات بإخراجها مع أمها الدكتورة هدى أمين من الطائرة، الأسبوع الماضي، وذلك بعد رفض طاقم الرحلة الاستجابة لطلب ماجد بتأمين مقعد لها قرب النافذة لكونها تعاني من اضطراب القلق المعروف بـ«فوبيا الأماكن الضيقة». وعقدت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، الخميس الماضي، مؤتمراً صحفـياً لإعلان الشكوى على طاقم الرحلة الذي تجاهل طلب ماجد المقدم لأسباب صحية.
جانب من المؤتمر الصحفي بحضور صاحبتي القضية ناديا ماجد ووالدتها د. هدى أمين مع المحامي نبيه عياد ورئيس الرابطة الحقوقية ناصر بيضون. (صدى الوطن) |
ماجد التي كانت على متن الرحلة المتجهة من سان دييغو إلى ديترويت، فـي الخامس من الشهر الجاري، تفاجأت بأن المقعد المحجوز لها لم يكن ملاصقا للنافذة. ولدى مطالبتها إحدى أفراد طاقم الطائرة بتأمين مقعد بديل، تم تجاهل طلبها لعدة مرات. وفـي النهاية تم إخبارها بأن تأمين المقعد سيتم بعد إقلاع الطائرة، ولكنها كانت قد بدأت تعاني من «نوبة خوف» مما دفعها للمطالبة بتأمين مقعد بديل فـي أقرب وقت.
ولاحظت الفتاة وأمها وجود مقعد شاغر قرب إحدى النوافذ وطلبت الانتقال إليه، ولكن طلبها رفض، مما زاد فـي توتر الأجواء ونشوب مواجهة بينها وبين إحدى العاملات على متن الطائرة التي طالبت أفراد الأمن بإخراج الفتاة وأمها من الطائرة.
وعلى أثر الموقف المتصاعد، قصدت الدكتورة أمين قمرة قبطان الطائرة وطلبت منه التدخل من أجل المساعدة فـي عدم إخراجهما، ولكن القبطان رفض طلبها أيضاً، وأيّد قرار الطاقم بإخراجهما. وقد تباينت ردود أفعال المسافرين جراء الحادثة، حيث أطلق بعضهم التعليقات الساخرة، وقام البعض الآخر بالتصفـيق، وأبدى آخرون صدمتهم، بحسب ماجد، التي دفعها الموقف إلى البكاء.
وقد طالبت الشكوى المرفوعة ضد شركة «سبيريت» للطيران تقديم اعتذار لماجد والوعد بتدريب العاملين على خطوطها ليكونوا أكثر تعاوناً وتهذيباً.
وقالت أمين إن الطريقة التي تم التعامل فـيها معها ومع ابنتها كانت مهينة، وإنها توسلت إلى أفراد الطاقم من أجل أن يكونوا أكثر تعاوناً وتفهماً، خاصة وأن عليها أن تعود إلى ديترويت فـي الحال لأن لديها مواعيد مع مرضاها، ولكن توسلاتها ذهبت أدراج الرياح.
من ناحيته، عبّر رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ناصر بيضون، عن اعتقاده بأن العوامل الإثنية كانت السبب وراء التعامل المسيء مع الفتاة وأمها، مؤكدا أن مثل هذه المواقف تحصل مراراً وتكراراً مع المسافرين العرب والمسلمين.
وأنحى بالائمة على خطاب الكراهية المتصاعد فـي البلاد الذي يؤججه بعض المرشحين للرئاسة الأميركية.
وأضاف: «إننا فـي الرابطة نشهد ارتفاعاً ملحوظاً نسبة مثل هذه القضايا حيث يتعرض الناس للإهانة والتمييز العنصري». وفـي السياق ذاته، قال مؤسس الرابطة المحامي نبيه عياد: «إن المجتمعات العربية والإسلامية يتم تهميشها فـي كافة تفاصيل الحياة اليومية»، وأضاف: «إننا كمجتمع نتعرض للهجوم ولكننا لن نسمح لهذا الهجوم أن يستمر».
Leave a Reply