ديترويت – علي حرب
أقامت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» (ACRL) بالتعاون مع «الجمعية الوطنية لتقدم الملونين» (NAACP) – فرع ديترويت حفلهما السنوي الأول لـ«تكريم العدالة» يوم الجمعة 1 أيار (مايو) حيث تم تكريم المدعي العام الأميركي فـي جنوب شرق ميشيغن باربرا ماكويد, وقاضي المحكمة الجزئية الأميركية فـي ديترويت فـيكتوريا روبرتس.
فـي الكلمات الافتتاحية أبرز المتحدثون من الجهات المنظمة للحفل وممثلون عن «معهد الحرية» دور النظام القضائي فـي صون الحقوق المدنية, حيث قال رئيس «الجمعية الوطنية لتقدم الملونين» فرع ديترويت القس ويندل أنطوني وهو الذي قدم الجائزة لروبرتس, بأن القضاة لهم تأثير عميق على الآخرين وهم فـي موقع فريد لصون العدالة. عملت روبرتس فـي بداية حياتها المهنية محامية باحثة فـي محكمة الاستئناف فـي ميشيغن ومن ثم مساعدة مدعي فدرالي فـي شرق ميشيغن, كما عملت محامية فـي القطاع الخاص حين عينها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون فـي منصب قاض فدرالي.
وقال أنطوني «فـيكتوريا امرأة استخدمت مهاراتها كمحامية وقاض فـي الاستماع لهموم المرأة» وأضاف بانها كانت دوما معنية بالمجتمع, مشيرا الى جهودها فـي الآونة الأخيرة لجمع رجال الدين على كلمة واحدة بشأن توضيح الصورة للناس حول إفلاس ديترويت.
من جانبه قدم رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» المحامي نبيه عياد الجائزة لماكويد واصفا إياها بأنها دعامة فـي المجتمع وقال إن ماكويد طالما اتخذت مواقف جريئة فـي دعم العرب الأميركيين, وأضاف «لقد عرفنا باربرا دائما متفردة ومستجيبة ومعنية بالآخرين ولكنها فـي الوقت نفسه شخصية صلبة» وقال «نحن لا نزعم بأننا موافقون على كل ما تفعله ماكويد ولكننا نقر بأنها تستحق هذا التقدير بجدارة» وأكد عياد بأن ماكويد وقفت السنة الماضية على عتبة مبنى ديربورن البلدي لدحض تقرير فدرالي تسرب وجاء فـيه بأن المدينة لديها علاقات بالإرهابيين كثاني أعلى نسبة للمشتبه بهم فـي البلاد, وأضاف أن التقرير أعطى المتعصبين وثيقة للتحقق من صحة ادعاءاتهم ضد العرب والمسلمين فـي ديربورن «وقفت معنا لنفي هذا التقرير وهذا مهم جدا للجالية» وقال «نحن نقدر ذلك».
وأشاد عياد أيضا بماكويد بالتواصل مع الجالية للحفاظ على منظمة «بريجيز» التي شكلت بعد هجمات أيلول الإرهابية لإطلاق الحوار بين القادة العرب الأميركيين والمسؤولين الفدراليين.
وقد عملت ماكويد 12 عاما مساعدا للمدعي العام الأميركي فـي جنوب شرق ميشيغن قبل تعيينها من الرئيس باراك أوباما فـي منصبها الحالي وهي بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب فـي تاريخ المنطقة, وقال عياد إن هذا التعيين لم يغير بشخصيتها, وخاطب ماكويد قائلاً «لقد أظهرت أنك لست مدعياً عاماً فدرالياً وإنما المدعي العام لنا, فأنت تمثلين جمهورنا, أنت الشخص المناسب, أنت لا تقاضين جاليتنا فحسب، وإنما تدافعين عن هذا المجتمع». وقد شكرت ماكويد الجهتين الراعيتين للحفل وقالت إنها تكن احتراما كبيرا للمنظمتين باعتبارهما تقفان الى جانب المساواة والعدالة, وقالت إن شعار «عدالة متساوية وفق القانون» محفور على قوس المحكمة العليا الفدرالية وهذا ما ينبغي أن تكون عليه أميركا ولكن غالبا ما يكون هناك تناقض بين وعد أميركا وواقعها.
وقالت «نشأت كفتاة فـي الستينيات من القرن الماضي وكان يقال لي أن بعض الفرص ليست متاحة لي كوني أنثى مثل لعب البيسبول أو أن أصبح محامية, ولقد رفضت هذا الإعتقاد فـي بلدي أميركا حيث يوجد العدالة المتساوية فـي ظل القانون، ناضلت لأفعل الأشياء التي أريدها, وحاربت للعب البيسبول, حاربت لأصبح محامية وحاربت من أجل العدالة المتساوية فـي ظل القانون لجميع الناس بغض النظر عن الجنس أو الأصل القومي أو التوجه الجنسي, فنحن جميعا أميركيون وأنا أحارب كمحام فدرالي لضمان العدالة المتساوية فـي ظل القانون لكم جميعا».
وكانت الجائزة لماكويد تعرضت لانتقادات من أنصار المناضلة من أصل فلسطيني رسمية عودة التي حوكمت مؤخراً من قبل مكتب ماكويد وأدينت بالاحتيال على دائرة الهجرة والتجنس لإخفائها حكما بالإدانة فـي إسرائيل قبل عقود من الزمن, واعتبر أنصار عودة بأن محاكمتها أشبه ما تكون بذر للرماد فـي العيون والهدف منها التضييق على النشاط الفلسطيني فـي أميركا, وقد دعا هؤلاء «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» لحجب الجائزة عن ماكويد قبيل أيام من إقامة الحفل.
Leave a Reply