هامترامك – تقدمت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» بشكوى الى دائرة الحقوق المدنية في ميشيغن طالبت فيها بالتحقيق في ممارسات شرطة مدينة هامترامك عقب اعتقال أخوين يمنيين أميركيين دون مبرر قانوني.
محمد الواصل خلال المؤتمر الصحافي بحضور أعضاء «الرابطة العربية للحقوق المدنية». |
وقد زُجّ بالأخوين عمر ومحمد واصل في الحجز لمدة يومين بعد تشكيك رجال الشرطة بصحة بوليصة تأمين على مركبة لبيع المثلجات (آيس كريم) يملكها محمد مزوّرة، بالرغم من تأكيد وكلاء شركة التأمين الذين حضروا الى الدائرة صدقيتها.
وبحسب الأخوين واصل، فإن الشرطة قامت بسحب عربة بيع الآيس كريم من أحد الأحياء السكنية في المدينة، بعد إرسال إشعار لمحمد بعدم قانونية ركنها في الحي بداعي انتهاء صلاحية لوحتها المعدنية. وبعد تجديد تسجيل السيارة، ذهب محمد برفقة أخيه الى دائرة الشرطة ومعه الوثائق اللازمة لاستعادتها، وأثناء وقوفهما في الطابور تقدم منهما شرطي وأنذرهما بأنه سيتم القبض عليهما في حال كان تأمين المركبة مزوّراً.
وقال محمد (24 عاماً) في مؤتمر صحفي عقدته «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» للإعلان عن الدعوى، بأن الشرطي قام بوضع الأصفاد في يديه وكذلك في يدي شقيقه وزُجّ بهما في الحجز لمدة يومين دون السماح لهما بالإتصال بمكان عملهما.
وقال محمد لـ«صدى الوطن» «أعطيناهم رقم هاتف شركة التأمين لكنهم لم يقوموا بالإتصال بالشركة للتأكد من صحة البوليصة»، وأضاف «لقد قيّدوا يدَي شقيقي عمر وحين سألتهم لمَ تفعلون هذا قاموا بالقبض عليَّ أنا أيضاً، لحظتها شعرت بالخوف فرجال الشرطة هؤلاء هم أصحاب نفوذ وسطوة» ولدى سؤاله عن تفسيره لتصرف الشرطة معهما، قال محمد «لأننا عرب ومسلمون، هم لا يرغبون بوجود عرب هناك». ويشار الى أنه لم يتم توجيه أية اتهامات للأخوين اللذين تم اعتقالهما بشكل تعسفي.
وأشار مؤسس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» المحامي نبيه عياد عن وجود نمط من التمييز ضد السكان والشركات التجارية العربية في هامترامك، وأضاف قائلاً «واجهتنا العديد من القضايا مع مدينة هامترامك».
ودعا عيّاد دائرة الشرطة لمراجعة سياساتها وتنفيذ برامج تدريب للتعامل السليم مع الأقليات الإثنية والعرقية، وأضاف «أنهم بحاجة لفهم الحساسيات الثقافية والتنوع الإثني هناك» مؤكداً أنه من غير المسموح للشرطة استغلال نقاط الضعف عند مثل هؤلاء كونهم لا يتحدثون الإنكليزية بطلاقة أو لكونهم ينتمون لجاليات مستضعفة لا تستطيع الدفاع عن نفسها. وقال عياد «كان من السهل على الشرطة الإتصال بشركة التأمين وحل الإشكال عبر التأكد من صحة الوثائق».
وأضاف أن وكلاء التأمين الذين ذهبوا إلى مركز الشرطة لتأكيد صحة الوثائق ليست لديهم مصلحة شخصية في هذه المسألة، وكان يجب على الشرطة تصديقهم، مشدداً على أنه لم يكن هناك سبب وجيه للقبض على الأخوين أصلاً، إذ لم يرتكبا أي ذنب، ولم تصدر بحقهما مذكرة اعتقال.
ويشار الى أن مدينة هامترامك المحاطة من ديترويت من الجهات الأربع تضم أعلى كثافة للمهاجرين في ولاية ميشيغن، كما أنها أول مدينة يشكل المسلمون أغلبية أعضاء مجلسها البلدي، ورغم ذلك فإن قوة الشرطة فيها تتشكل إجمالاً من العناصر البيض.
وكانت الرابطة طالما دعت دوائر الشرطة الى تعيين عناصر بما يتناسب مع التنوع السكاني فيها، وفقاً لناصر بيضون المدير التنفيذي للمؤسسة الحقوقية. وأضاف «هنا في هامترامك دائرة شرطة معظم عناصرها من البيض في مجتمع متعدد الثقافات والإثنيات، وهذا من شأنه خلق المشاكل»، وتابع قائلاً إن الهدف من الشكوى توجيه رسالة لدائرة الشرطة بضرورة خدمة المجتمع وليس معاقبة المواطنين، وبالتالي على الدائرة إعادة النظر في سياساتها وإجراءاتها، لافتاً الى أن الرابطة لم تقاضِ المدينة حتى لا يتكبد سكانها فاتورة التعويضات المترتبة على ممارسات الشرطة الخاطئة، ولذلك تم الاكتفاء برفع شكوى الى حكومة الولاية.
Leave a Reply