لم يتوقع السوري جورج جرجي وزوجته رنا أن يتسبب مطعمهما الصغير الذي تم افتتاحه مؤخراً في مدينة إيست بوينت شمال ديترويت، بكل هذه الضجة الإعلامية والإنتقادات التي بلغت حد الإهانات العنصرية عبر الشبكة العنكبوتية. لكن كل ما في الأمر- حسب جورج- أن البعض لم يفهموا التشبيه، وماذا قصد من اسم مطعمه الذي فجر غضب الكثيرين: القنبلة (ذا بومب).
جورج جرجي في مطعمه بمدينة إيست بوينت. |
كل ما أراده الزوجان هو الطهي وخدمة الزبائن، لكن تسمية «القنبلة» فجرت المشاعر المعادية للعرب. فبعد إعلان عدد من وسائل الإعلام عن إفتتاح مطعم «القنبلة» لجأ بعض الناس إلى وسائل التواصل الإجتماعي ليعبروا عن غضبهم ويربطون اسم المطعم بالعنف والإرهاب… والعرب!.
غير أن جورج أكد لـ«صدى الوطن» إنه لم يختر الإسم لكي يثير الجدل من حوله بهدف الدعاية، بل إنه استوحى إسم المطعم من الصحون الحارة والسندويشات، خصوصاً الصحن الرئيسي المشهور على قائمة مطعمه، «الفاهيتا». وأضاف جورجي: عندما تأكل شيئاً حاراً كالفلافل تقول: «واو إنه يحرق»، ونفس الشيء إذا شاهدت فتاة جذابة أمامك في الشارع فتقول: «إنها قنبلة».
إلا أن توضيح وحماسة صاحب المطعم لم تبرد الكراهية التي أظهرها المبحرون في عالم الإنترنت فقال أحدهم على صفحة «سي بي أس» الإخبارية التي غطت إفتتاح المطعم «لماذا هؤلاء الناس هنا في أميركا؟ أرسلوهم مرة ثانية إلى سوريا حيث بإمكانهم أن يفجروا ويقتلوا أنفسهم كما يشاؤون وإذا كانوا غير شرعيين هنا فرحلوهم وإذا كانوا شرعيين فهذا مبرِّر لترحيلهم».
ومع أن جورج وزوجته مسيحيان بالديانة إلا أن بعض مرتادي صفحات الإنترنت اعتبروهما إسلاميين. وعلق أحدهم قائلاً «لماذا لم تأخذ اسم «الشهداء الـ١٩ الأمجاد» هل هو مأخوذ كإسم تجاري؟» وذلك في إشارة الى منفذي هجمات «١١ أيلول» الإرهابية .
وقال آخر: لماذا لا تسموا المطعم «واحة جنود الإسلام»؟ أو «الوجبة السريعة للجهاد»؟.
ورداً على ذلك قال جرجي «نحن مسيحيون ولكن الدين لا يهم فنحن نعيش في بلد متحد وحر».
وقد إفتتح جرجي وزوجته المطعم يوم الجمعة ٣١ كانون الثاني (يناير) ولا يزال المطعم يحمل لافتة باسمه القديم «آي ديلي» وبالرغم من التعليقات السلبية فإن جورج مصرّ على تسمية مطعمه بـ«القنبلة». وبعكس مايوحي الاسم فإن المطعم صغير وأليف ويقدم فيه طعام من عدة أعراق وبلدان من ضمنها الأطباق الشرقية.
وأعرب جورج عن تفاجئه من الإهتمام المفرط الذي حصل عليه المطعم الجديد. وقال «هذه بلاد الحرية وأنا لم ارتكب خطأ ولم أقتل أحداً. أنا لست مجرماً ولا حتى بطلاً. أنا فقط أريد أن أعمل بجد واجتهاد وأجعل زبوني سعيداً وهذا هو المهم».
وأردف «لا أعتقد أن الزبائن سوف يتجنبون المجيء إلى المطعم بسبب اسمه لأن المهم عندهم هو مذاق الطعام لا أصل واسم المطعم والرزق على الله».
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن العنصرية وراء ردود الفعل السلبية قال جورج «بعض الناس ألسنتهم طويلة لكنهم لا يمثلون كل المجتمع».
بات كيلي، التي كانت موجودة في المطعم تتمعن فيما تطلب من قائمة الطعام قالت لـ«صدى الوطن» إن لاشيء عندها ضد اسم المطعم لكنها أقرت أنه قد يكون منفراً لبعض الناس. وقالت ممازحة «ربما كان يجب أن يسمى «القنبلة السعيدة» أو «السندويش القنبلة».
Leave a Reply