علي حرب – «صدى الوطن»
رفع رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود وسيخ صلوات وابتهالات لراحة نفوس ضحايا مجزرة أورلاندو الذين قضوا إثر هجوم إرهابي على ملهى ليلي للمثليين جنسياً بولاية فلوريدا، صباح الأحد ١٢ حزيران (يونيو) الجاري، إضافة إلى إحياء الذكرى السنوية لضحايا «كنسية عمانوئيل الأسقفية المثودية للأفارقة» -في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا- الذين أرداهم متعصب أبيض في الـ17 من شهر حزيران (يونيو) ٢٠١٥.
وأجمع الأئمة والأساقفة والقادة الروحيون -خلال فعالية أقيمت بـ«المركز الإسلامي في أميركا»، يوم الاثنين الماضي- على إدانة جرائم الكراهية والقتل الجماعي المدفوعة بمشاعر التعصب والتمييز العرقي والديني. ووصف رئيس «مجلس قيادة تعدد الأديان في ميتروبوليتان ديترويت»، روبرت بروتيل، توقيت المناسبة بأنه الأنسب من أجل رفع الصلاة وإقامة الحداد على أرواح الضحايا، وقال: «إن العالم يمتلئ بحزن وخوف كبيرين». مضيفا بالقول: «إن الحزن ليستمر، حين نعلم أن ضحايا تشارلستون قد استهدفوا بسبب هويتهم العرقية، وأن ضحايا ملهى «بالس» قد قتلوا بسبب من يحبون، وأن المسلمين يُستهدفون بسبب الطريقة التي يتعبدون فيها».
ورفعت القسيسة في «الكنيسة الميثودية المركزية»، جيل زنديل، صلاة الشفاء، قائلة: أيها الإله الكريم.. نحن متعبون! لقد تعبنا من الاجتماع مرة أخرى من أجل تذكر الضحايا.. لقد تعبنا من هؤلاء الذين يكرهون الآخر (المختلف عنهم).. لقد تعبنا من مشكلة السلاح في هذا البلد».
كما تلت القسيسة في «الكنيسة الأسقفية الميثودية للأفارقة»، بريسلا كايري توكر، الصلوات سائلة الله القدير أن يشفي «المجانين» الذين يروجون للكراهية. وأضافت بالقول: يا ربّ.. طهّر نوايا وقلوب وعقول جميع الناس لكي تنساب المحبة في حياة جميع البشر.
بدوره، دعا الشيخ محمد علي إلاهي إلى الله أن يحرر الناس من الكراهية والنفاق، وقال: «أنعِم علينا يا الله بعقول قادرة على التفكير والتأمل والتفريق بين الحق والباطل». وتمنى إلهي الذي استضاف في «دار الحكمة الإسلامية» قبل أيام حفلاً لتأبين ضحايا مجزرة المثليين في أورلاندو، أن يحل الاحترام بين البشر بدل الكراهية، والصلح بدل الثأر، والمساواة بدل الظلم، والتعارف بين الناس بدل انعزالهم وتقوقعهم.
ومن جانبه، قال الفنان والأديب اليهودي هازان ستيف كلابر: إنه لا يساند ضحايا الكراهية وحسب بل يعتبر نفسه واحداً منهم.
وأضاف: «في المكان الذي يوجد فيه عنف وترهيب وكراهية عرقية، فأنا أسود، وأينما وجدت «الإسلاموفوبيا» والكراهية لأتباع النبي، فأنا مسلم، وعندما يكون هناك «رهاب المثلية»، والعنف والترهيب ضد المثليين، فأنا مثليّ فخور. أنا جميع هؤلاء لأنني يهودي ولأنني أعلّم التوارة».
كما ابتهلت القسيسة في «كنيسة ليتلفيلد المشيخية»، فران هايز، إلى الله العلي القدير بأن ينشر الرحمة والشفقة بين الناس. وقالت: «لنكن على قلب واحد في مواجهة الحواجز المزيفة التي تهدد إنسانيتنا المشتركة ولننهض معا كي نتنفس السلام».
وشدد رئيس مجلس أمناء «المركز الإسلامي في أميركا»، جيم صفي الدين، على ضرورة التضامن أمام والوحدة في الأزمات وأوقات المحن، وقال في بيان: إن مرونة مجتمعنا الحبيب سوف تستمر بالرغم من المحاولات الفاضحة لتقسيمنا، وهي محاولات سنتغلب عليها دائما في المستقبل، وسوف تدفعنا إلى مزيد من التضامن فيما بيننا. وتلا الحاضرون أسماء قتلى مجزرتي أورلاندو وتشارلستون تخليدا لأرواحهم وعرفانا بتضحياتهم التي كانت مناسبة لدفع الكثير من الأفراد والجماعات إلى إدانة التعصب والتطرف والكراهية والدعوة إلى نشر ثقافة التسامح وتعميقها.
Leave a Reply