طارق عبدالواحد – «صدى الوطن»
أطلقت بلدية ديترويت بالتعاون مع شرطة المدينة ومستثمرين عرباً مشروعاً طموحاً لتعزيز الأمن والسلامة العامة فـي محطات الوقود (ولاحقا فـي الأعمال التجارية الأخرى) التي تعد من أكثر المناطق استهدافا من قبل المجرمين ومخالفـي القانون فـي مدينة ديترويت، حيث تشير الإحصائيات إلى أن محطات الوقود وجوارها القريب تشكل مسرحا أكثر احتمالا لمختلف الاعتداءات العنفـية والجرمية، وبنسبة تقارب 25 بالمئة من نسبة الجرائم والاعتداءات المستشرية منذ عدة عقود، فـي عاصمة صناعة السيارات فـي العالم.
داغن معلناً عن إطلاق برنامج «غرين لايت ديترويت» (المنارة الخضراء) خلال مؤتمر صحفي في مقر «دائرة السلامة العامة»، ويبدو خلفه عدد من المسؤولين الرسميين ونشطاء عرب أميركيون، يوم الاثنين الماضي. (صدى الوطن) |
وقد تم الإعلان عن انطلاق المشروع الجديد، ويدعى «غرين لايت ديترويت» (المنارة الخضراء)، الذي بدأ تطبيقه فـي ثماني محطات للوقود تعود ملكيتها لرجال أعمال عرب، فـي مؤتمر صحفـي عقد الاثنين الماضي بحضور رئيس البلدية مايك داغن ورئيس شرطة المدينة جيمس كريغ وفعاليات محلية ورجال أعمال ونشطاء مجتمعيين.
بث مباشر بجودة عالية
وبموجب المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه فـي الولايات المتحدة، سيتم تزويد المحطات المنضوية تحته بكاميرات رقمية عالية الدقة بإمكانها رصد ملامح جميع الداخلين والخارجين إلى المحطة، كما أن بإمكانها رصد السيارات وأرقام لوحاتها بدقة كبيرة. وتبث الكاميرات المنصوبة إرسالا حيا ومباشراً إلى دائرة السلامة العامة فـي شرطة ديترويت التي سيتمكن موظفوها من متابعة ورصد أدق التفاصيل عبر الشاشات. هذا بالإضافة، إلى أن لوحات كبيرة ستنصب فـي المحطات لتنبيه الزبائن إلى أنها مدرجة فـي برنامج «غرين لايت» مما يعزز ثقتهم وشعورهم بالأمان من جانب، ومن
جانب آخر تحذير أصحاب النوايا العدوانية وردعهم عن التهور والقيام بأية أعمال مخالفة للقوانين، سواء أكانت اعتداءات أو سرقات.
وتتلخص آلية عمل المشروع فـي حال حدوث اعتداء أو ارتكاب جريمة ما، بالاتصال برقم الطوارئ 911، الذي سيقوم مباشرة بالاتصال مع «دائرة السلامة العامة» لتقوم الأخيرة بدورها بالاتصال بدوريات ديترويت وتزويدها بكافة التفاصيل والمعلومات والصور المتعلقة بالحادثة، مما يسهل على الشرطة تحديد مواصفات الهدف المطلوب بسرعة كبيرة.
آمال معلقة على «المنارة الخضراء»
وفـي المؤتمر الصحفـي الذي حضره مسؤولون رسميون ورجال أعمال وحقوقيون عرب أميركيون، وصف رئيس الشرطة جيمس كريغ المشروع بأنه «الفرصة التي قد تمكننا الذهاب الى أبعد مما كنا نتوقع» لناحية ما وصفه بالوصول إلى موقع الجريمة فـي الوقت المناسب وهو ما «سيمكن دوريات الشرطة من تطويق أية حادثة قبل تفاقم نتائجها وإعاقة المعتدين وتوقيفهم قبل إنجازهم ما يخططون له».
ومن ناحيته، اعتبر رئيس البلدية مايك داغن المشروع بمثابة «رادع ضد الجريمة التي تبلغ مستويات غير مقبولة فـي ديترويت.. وبالتالي من المؤمل لهذه المبادرة أن ترفع مستوى الأمن فـي المدينة وأن تساعدنا على تطويق الأعمال العدوانية والقبض على المجرمين والخطرين والخارجين على القانون».
ووفقا لداغن، فإن 25 بالمئة من حوادث إطلاق النار وسرقة السيارات تحدث فـي محطات الوقود أو المتاجر الصغيرة التي يقدر عددها بحوالي 3000، والتي تفتح أبوابها للزبائن حتى ساعات متأخرة من الليل.
وأضاف داغن أن المشروع الذي بدأ كفكرة منذ عامين أصبح أمراً واقعاً، وأنه يضم ابتداء ثماني محطات، ويمكن للأعمال التجارية الأخرى أن تنضم للاستفادة من المزايا الكبيرة التي يوفرها برنامج «غرين لايت ديترويت».
وأخبر داغن الصحفـيين بأنه يتوقع أن ينضوي تحت المشروع الجديد 200 مشترك بنهاية العام الجاري، وأن تكلفة الانضمام تتراوح بين 5000 و6000 دولار، واصفاً هذا النوع من الاستثمارات بأنها «ستؤتي ثمارها بسرعة كبيرة نسبياً».
وأضاف فـي سياق الإشارة إلى شراكة البلدية مع الهيئات الاجتماعية والمستثمرين بالقول: «نؤكد إننا ماضون فـي أية شراكة ومستعدون لاستخدام أية أدوات من شأنها أن تخفض معدلات الجريمة فـي أحياء مديتنا»، وتابع «قبل عدة سنوات كان الجميع يحارب الجميع فـي ديترويت ولكننا الآن نعمل كفريق واحد من أجل ديترويت واحدة».
خبر عظيم
وقالت رئيسة منظمة «تطوير العائلة السوداء» أليس تومبسون «إن هذا المشروع بمثابة خبر عظيم بالنسبة لمجتمعنا فالأمن والسلامة العامة هما مفتاحا النجاح والازدهار فـي مدينتنا».
وأضافت «إن هذا البرنامج سيوفر الشعور بالأمان للجميع وللطلاب الأفارقة الأميركيين بشكل خاص كونهم يقصدون المحطات من أجل التسوق وشراء الطعام والشراب بعد خروجهم من المدارس.. خاصة فـي المناطق المعروفة بخطورتها».
ومازحت تومبسون الحضور بالقول «من الآن فصاعدا لست خائفة من الذهاب إلى منطقة الميل الثامن من أجل التزود بالوقود».
وقال رجل الأعمال العربي الأميركي، ناصر بيضون، وهو من مطلقي البرنامج وأحد مالكي محطات الوقود المنضوية تحته، «كمستثمر فـي ديترويت أعتبر الأمان هو الأولوية القصوى فـي إعادة إحياء ديترويت، ومن شأن هذا البرنامج أن يحقق بطريقة قاطعة الأمن المرتجى، إضافة إلى تدعيم العلاقات بين أصحاب الأعمال والشرطة والمجتمع.. إنه يؤكد أننا معا جميعا مع بعضنا البعض من أجل ديترويت أفضل».
وأكد بيضون أن الخلافات التي ظهرت بين البلدية وأصحاب المصالح التجارية الصغيرة فـي ديترويت، وجلهم من العرب الأميركيين، كانت بسبب سوء التواصل، ولكننا الآن «نتشارك مع داغن رؤيته لمستقبل المدينة».
من ناحيتها، أثنت مديرة مكتب داغن، ملاك بيضون، التي كانت جزءا مشاركا فـي إطلاق المشروع، على الجهود التي يبذلها رئيس البلدية لتعزيز الشراكة بين بلدية المدينة وأصحاب الأعمال والمجتمع.
للانضمام لمشروع «غرين لايت ديترويت» يمكن الاتصال بـ ملاك بيضون على الرقم 3132243703 أو عبر البريد الالكتروني: GreenLightDetroit@detroitmi.gov
Leave a Reply