تونس – تعيش تونس أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية خانقة اججها اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص أمام منزله في العاصمة تونس يوم 6 شباط (فبراير) الماضي مما أدى الى استقالة حكومة حمادي الجبالي التي شكلتها «الترويكا» الحاكمة بقيادة حركة «النهضة» الإسلامية.
«النهضة» تمسكت بالحكم وسارت بمن حضر من حلفائها لتشكيل حكومة جديدة برئاسة القيادي في حركة «النهضة» علي العريض، الذي بات هو والوزراء المكلفون في مواجهة مروحة من التحديات التي دفعت بالكثيرين إلى الحكم بفشل الحكومة حتى قبل ولادتها. أبرز هذه التحديات هو الصرخة التي أعاد تفجيرها في شوارع تونس عادل الخذري، أو البوعزيزي الجديد، بعدما أحرق نفسه في شارع الحبيب بورقيبة.
فبينما كان العريض رئيس الحكومة التونسية الجديدة يتسلم بشكل رسمي مقاليد السلطة من سلفه المستقيل حمادي الجبالي، كانت عائلة عادل الخزري (27 عاما)، قد انتهت للتوّ من دفن جثمان ابنها الراحل ببلدة سوق الجمعة في محافظة جندوبة الفقيرة بشمال غرب تونس العاصمة.
وأضرم الخزري النار في نفسه في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس في حادثة هي الاولى من نوعها بهذا الشارع الذي يعتبر رمزا للثورة التي اطاحت ببن علي مطلع العام ٢٠١١.
ويرى المعلقون أن مجرد الشبه بين وفاة الخزري ومحمد البوعزيزي مفجرة الاحتجاجات في تونس وفي اكثر من بلد عربي، سيجعل حكومة العريض في مواجهة عاصفة من الاحتجاجات لن تنتهي إلا بفشلها واستقالتها كسابقتها حكومة حمادي الجبالي، رغم إكثار قيادات «النهضة» من أحاديثهم عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وغيرها من المفردات التي يراد بها التغطية على واقع فشل حكومتهم المطلق في تحقيق الحد الادنى من الوفاق بين التونسيين.
أما في المقلب الآخر، حيث الوجه الحقيقي لتونس، كان هناك الكثير من الوجع والكثير من الغضب. جنازة البائع المتجول الذي يبلغ من العمر 27 عاماً، تحولت إلى تظاهرة شارك فيها أكثر من 400 شخص، توافدوا إلى أمام منزل عائلته ورددوا هتافات معادية لحركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة. شعروا بأنهم يعدون الخطوات إلى الوراء. شعور العودة إلى نقطة الصفر أو الانتباه إلى أنهم لم يغادروها قط كان مفجعاً بالنسبة لهم. قرروا التحرك وكانت البداية من جنازة الخذري ثم التوجه على متن سيارات إلى مركز ولاية جندوبة للتظاهر ضد ارتفاع نسب الفقر والبطالة في منطقتهم.
Leave a Reply