وورن – «صدى الوطن»
ضمن توجه ابناء الجالية العراقية فـي ولاية ميشيغن، والحرص الكبير على دعم انتفاضة التصحيح والتغيير التي اعلنها الشعب العراقي بوجه الفساد ولصوص ارغفة الخبز، قام الكاتب والمخرج مهدي البابلي بانجاز واستكمال عمل مسرحي مونودرامي تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً، موسوم تحت عنوان «حب تحت نصب الحرية» حيث جاء العرض الأول لهذا العمل بدعوة من «منتدى الرافدين للثقافة والفنون» فـي ولاية ميشيغن.
وجاء العرض المسرحي ضمن مهرجان ثقافـي منوع أقيم يوم الجمعة الموافق ٢٨ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على قاعة نادي المشرق فـي وورن، وتضمن شعراً وغناء وموسيقى وكلمات وفنوناً تشكيلية إضافة الى العمل المسرحي، وقد قدم فقرات المهرجان الأديب نشأت المندوي.
وقد ساهم نخبة من المثقفـين والادباء والفنانيين والاكاديميين فـي هذه الاحتفالية منهم (نبيل رومايا، الشاعرة دنيا ميخائيل، الفنان د. ريكاردوس يوسف، الدكتورة ليلی عبد الغني، الفنان رعد بركات، الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل، الفنان غازي الأسدي، الفنانة فاطمة الحصيني، الناشط المدني صالح المحنّه، الشاعر همام عبد الغني، الكاتبة وئام نعمو، الشاعر صادق العلي، خيون التميمي، وجميل ميزي. وكان ختامها مسكا مع المخرج الكاتب والممثل مهدي البابلي وعمله المسرحي «حب تحت نصب الحرية».
وقال البابلي «تشرفت بأن قدمت أحد أجمل عروضي فـي تجربتي الفنية الممتدة لاكثر من ٢٨ عاماً رغم تواضع الجانب التقني من صوت واضاءة فـي صالة العرض التي عرض فـيها العمل». وأضاف «إلا أنني أرى اهمية المناسبة وهي تعضيد ومؤازرة أهلنا المتظاهرين فـي كل مكان بالعالم وخصوصا فـي العراق وهم يهتفون طلبا للاصلاح وحقوقهم المشروعة تحت نصب الحرية وجميع محافظاتنا الكريمة المنتفضة».
واعتبر البابلي أن قوة الأداء التمثيلي ساعدت فـي ايصال رسالة العرض الى «النخبة المتواضعة التي حضرت هذا المهرجان» حيث قوطع العرض بالتصفـيق الحاد عدة مرات فـيما تزين ختام المسرحية بدموع الحاضرين ودموع البابلي الذي لم يستطع مداراتها «بعد آخر جملة قلتها فـي العرض». وقد تمت دعوة البابلي لتقديم العرض مرة ثانية بعد أسبوعين على النجاح الكبير للعرض الاول.
وقال البابلي «لقد وجهت الينا الكثير من الدعوات لتقديمه فـي العراق وكندا واميركا وفرنسا»..
ثيمة العمل المونودرامي الذي كتبه وجسده وأخرجه البابلي، تتحدث عن قصة حب تقع بين شاب وفتاة يلتقيان بالصدفة تحت نصب الحرية فـي جمعة التظاهرة ويتم مداهمة خيمة اعتصامهما من قبل بعض الملثمين وتسديد رصاصات لقلب الشاب «فرات» الذي تحاول زميلته «عبير» أن تدافع عنه ما يتسبب باقتيادها الى مكان مجهول ولا يعلم أحد مصير الآخر إلا عندما تتصل به «عبير» لتوصيه خيرا بشهداء الانتفاضة ومنهم (هادي المهدي -منظر الحلفـي- وجلال الشحماني و«فرات») والاسم الأخير يشكل صدمة كبيرة للشاب المثقف الواعي الذي خرج بهدف التغيير والاصلاح وانتزاع الحقوق المسلوبة كون «فرات» يعتقد انه مازال على قيد الحياة ويؤكد لها ذلك بان يهتف لبغداد قائلاً «بغداد بغداد تبقى شامخة»..
وقال البابلي: «شكرا لجميع الحاضرين الذين صفقوا لفرات المتظاهر الشجاع الحبيب الذي بكى لانه فقد حبيبته التي كانت عبير ترى انها ذات بغداد»..
وقد أثنى الفنانون المشاركون بفعاليات المهرجان على عمل البابلي، وجاءت تعليقاتهم على الشكل التالي:
– نبيل رومايا: عمل مسرحي رائع قدمه الفنان الكبير مهدي البابلي الذي نجح فـي هزّ عواطفنا وأبكانا وأخذنا الى أماكن أخرى وعكس عراقنا فـي قلوبنا وكل أحساسيسنا التي كانت من الصعوبة ان نحس بها ونعبر عنها بالكلام عبر عنها البابلي بمسرحه الرائع ووقف شامخا بالنهاية ليقول أنا عراقي ونحن عراقيون وكلنا لهذا الوطن.
– ليلى وجيه عبد الغني: تحية للأخ مهدي البابلي على العمل الرائع الذي قدمه، مسرحية الشخص الواحد جميلة جداً.
– غازي الأسدي: سلام على الفنان الجميل الأستاذ مهدي البابلي الذي قدم هذه الليلة مسرحية جميلة معبرة.. ما أجمل هذا الحب.
– نشأت المندوي: عمل راقٍ رائع أنيق للفنان المتألق الأستاذ مهدي البابلي. أنا انبهرت عندما نقل لنا صوراً جميلة من المظاهرات ومن ساحة التحرير واضافة من عنده هذه الحماسة التي ذكرني برواد المسرح عندما يعتلون خشبة المسرح يلغون شخصيتهم ويخلقون نموذج جرح المواطن، وبالتأكيد البابلي تألق فـي هذه اللحظة ووضع اصبعه على الجرح العراقي. لقد قلت له بعد انتهاء العرض أنه اختصر كل القصائد والاغاني والمقالات وكنت قريباً جدا من هذا الجرح. تحية لهذا الفنان المبدع.
– حيدر الياسري: شاهدت اليوم عملاً جميلاً.. استطاع البابلي ان يخلق مسرحاً جديداً أراه لأول مرة وأتمنى منه أن يعرضه فـي ساحات ومقاهي وملتقيات عامة فالعمل لا يحتاج الى مسرح أو إنارة وديكور. أجمل مافـي العمل هو تفاعله مع الجمهور حتى انني أردت أن أصرخ فـي نهاية المسرحية وهو يبحث عن حبيته (عبير) بأني أعرف مكانها.
– د.ريكاردوس يوسف: أنا فخور بهذا العمل الرائع.. وهذا عينة مما نستطيع ان نقدمه ونحن هنا فـي الغربة.. وليعلم الأخوة الفنانون العراقيون الذين هم فـي بغداد والمحافظات اننا معهم بكل شيء بمشاعرنا وأحاسيسنا وصوتنا.
Leave a Reply