في كل مرة، أقرأ مقالاً أو بحثاً أكاديمياً للدكتور فؤاد عجمي، تزداد قناعتي بأن هذا الرجل الذي كان في بيروت قومياً عربياً بعثياً في شبابه، والذي إكتشف حين هاجر إلى أميركا، أن إسمه يدل على أصولٍ فارسية، قد كرس كل نشاطه الأكاديمي وبحوثه ودراساته، سلاحاً ضد أبناء جلدته من العرب، كما أرى أن أكثر كتاباته وتحليلاته التي ينشرها في الجرائد والمجلات الأجنبية، تبدو أشبه بتقارير علنية يقدمها إلى الـ«سي أي آي» والـ«أف بي آي» لتشويه صورة الأمة العربية والتحريض عليها.
حتى في كتبه العديدة، «الإمام المغيب، موسى الصدر وشيعة لبنان 1986»، «المأزق العربي»، «بيروت مدينة الندم» 1988 و«قصر الأحلام لدى العرب 1998» وفي كتابه الأخير: «هدية الأجنبي: الأميركيون والعرب والعراقيون في العراق» يصف غزو أميركا للعراق وإحتلاله بـ«القرار النبيل»، ومرَّ مرور الكرام على التبرير الذي قدمته الحكومة الأميركية لشن الحرب ضد العراق والإطاحة بصدام حسين وهو حيازة أسلحة الدمار الشامل الذي تبين فيما بعد عدم صحته.
المصيبة المحزنة، أن الدكتور فؤاد عجمي هو أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة جون هوبكنز للأبحاث الدولية المتطورة، وله مكانة مرموقة بين الأكاديميين الأميركيين، وهو من القلائل المقربين من الإدارة الأميركية الحالية، وبدل أن يكون سفيراً لبني قومه ولبلده، كرس «نزاهته العلمية» لتسجيل مكاسب شخصية، على حساب الحقيقة والأمانة في قضية بني قومه، ومن منظار حضاري، يسلط الضوء على كل ما هو سلبي في الحضارة العربية والإسلامية لتشويه صورة الفرد العربي المسلم.
فؤاد عجمي، خير مثال للإعلام الغربي المنحاز بسذاجة إلى جانب إسرائيل، فحين تقع مذبحة في فلسطين المحتلة أو في لبنان، ويذهب ضحيتها المئات من العرب، تختار كاميرا الإعلام الغربي عربياً غاضباً يتكلم بلغة إنكليزية تعيسة، وهو يتوعد بالإنتقام وقتل الإسرائيلين، وحينما يقتل عربي إسرائيلياً تتحاشى الكاميرا الغربية بث تهديدات رفاقه بالثأر من العرب وتختار الكاميرا بث صورة أم القتيل وهي تبكي بطريقة مؤثرة في قلب أي إنسان.
وللآن، رغم وجود الفضائيات العربية الممولة جيداً، لا يملك العربي منبراً غربياً قوياً يعبر فيه عن وجهة نظره العادلة هذه رغم وجود العديد من الناجحين والأكاديميين العرب، من أمثال فؤاد عجمي، حيث نالوا شهادات التقدير والأوسمة نتيجة تنكرهم وتحاملهم على بني قومهم، من يقرأ للكاتب السوداني الراحل الطيب صالح، يذهله إخلاصه ومحبته وتفاخره بوطنه السودان وشعبه، وكتاباته الراقية الإيجابية عن قومه العرب والدين الإسلامي.
الطيب صالح لم تبهره إغراءات الغرب والشهرة التي نالها فيه. بقي حنينه دوماً لقريته وأهله الطيبين، متسامحاً مع من أساء له من أبناء جلدته.
في المقابل، نجد فؤاد عجمي يأسف وبشدة لتراجع أميركا عن ضرب سوريا مؤخراً، «والقضاء على الطائفة العلوية وزعيمها الطاغية بشار الأسد الذي ألحق الدمار والقتل ببلاده وتخليص الدمشقيين السُنّة الذين مازالوا ساكنين في مواجهة القمع العلوي» (جريدة الشرق الأوسط 19 أيلول 2013). إذا كان فؤاد عجمي، الدكتور المتعلم والمقيم في أميركا يتكلم بهذا الأسلوب الطائفي الفتنوي علناً، فلماذا العجب من فظاعة ما يفعله الأميّون التكفيريون في العراق ومصر وسوريا؟؟.
وصلت بالدكتور عجمي السفاهة والتفاهة وفي مقابلة له مع موقع إيلاف الإلكتروني 23/9/2010 يضحك وباستهزاء ويطلب من الشيعة في لبنان أن «يختاروا بين حسن نصر الله وهيفاء وهبي».
قديماً قالوا: «دود الخل منو وفيه» والدكتور فؤاد عجمي، صاحب العلم الذي لا ينفع والقلب الذي لا يخشع نسأل الله أن ينجي العرب من شروره.
Leave a Reply