حسن خليفة – «صدى الوطن»
شارك حوالي مئة طالب من طلاب المدارس الثانوية فـي ديربورن مع مسؤولين رسميين فـي البلدية فـي مسيرة احتفالية بيوم «مارتن لوثر كينغ» نظمت بمبادرة من الطلاب لتبديد الصورة النمطية السائدة فـي الإعلام الأميركي عن مدينة ديربورن.
تظاهرة طلابية بمشاركة مسؤولين رسميين في مبنى بلدية ديربورن.(صدى الوطن) |
وردد المتظاهرون الذين ساروا خلال الطقس القارس على طول شارع ميشيغن أفنيو هتافات مؤيدة «للوحدة والتنوع» قبل أن تواصل فعاليات المسيرة داخل مبنى بلدية ديربورن الجديد.
ونجح تحرك الطلاب الذي جاء تحت شعار «ديربورن الحقيقية» فـي استقطاب عدد من المسؤوليين الرسميين، كان من بينهم رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي والنائبة فـي الكونغرس الأميركي ديبي دينغل (ديمقراطية عن ديربورن) ورئيس شرطة المدينة رونالد حداد، الذين انضموا للمسيرة بعد مراسلتهم من قبل إدارات المدارس التي قرر طلابها التعبير عن «حقيقة ديربورن المتنوعة».
وهتف أحد الطلاب العرب خلال المسيرة بالقول: «نحن مجموعة من أتباع أديان وثقافات متعددة وجميعنا موحدون ومتنوعون»، وأضاف «لا يوجد هنا قانون الشريعة ولسنا جميعاً مسلمين.. يوجد هنا يهود وملحدون ومسيحيون ومسلمون وإننا نرحب بالجميع».
وفـي مقر البلدية، وقف مجموعة من الطلاب خلف منصة وأعربوا عن إحباطهم جراء التحريفات والأكاذيب التي يتم ترويجها حول المدينة، خاصة من قبل بعض الإعلاميين والصحفـيين.
ويعتبر التقرير المصور الذي بث خلال برنامج «أورايلي فاكتور» على قناة «فوكس نيوز» فـي شهر آب (أغسطس) الماضي من الأمثلة الواضحة لما تتعرض له المدينة من تشويه إعلامي، خاصة وأن التقرير ادعى كذباً وزوراً بأنه تم رجم امرأة فـي ديربورن وبأن المسلمين يتحكمون بمجلس المدينة البلدي، كما وصفوا رئيس شرطة ديربورن بأنه مسلم مع أنه عربي مسيحي.
وتحولت المدينة التي تقطنها أغلبية عربية ومسلمة هدفا للمتعصبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الطالبة ندى الأحمدي إنها انضمت للمسيرة للاحتفال بإنجازات الدكتور لوثر كينغ والتمسك بالقيم التي كان يدافع عنها، والتي تبدو اليوم هامة بنفس القدر الذي كانت عليه فـي ستينيات القرن الماضي، بحسب تعبيرها. وأضافت «إن التصورات النمطية (حول ديربورن) سوف تستمر بالاتساع ونجن هنا لنفند تلك الادعاءات غير الصحيحة ونؤكد على تضامننا كمجتمع.. وهذا أمر مهم للغاية».
من ناحيته، قال المرشح لمجلس نواب الولاية براين ستون: إن مسيرة الطلاب الناجحة هذه تظهر مستقبل ديربورن الواعد.
الطالبة كلوديا حمود من ثانوية «ديفاين تشايلد» الكاثوليكية (الطفل المقدس)، وهي من المشاركين بتنظيم المسيرة، وصفت تجربتها كطالبة مسلمة فـي مدرسة مسيحية بأنها تمنحها «منظوراً فريداً حول الفوراق وتوحيد عناصر المجتمع» ووصفت مدينة ديربورن بأنها المكان الذي يتآلف فـيه الناس المختلفون إثنياً ودينياً، وقالت «ولكن أشعر بضرورة الحديث عن هذا الأمر أكثر، وأن نكون ممتنين أكثر (حيال التنوع والوحدة) وأن نتعلم من بعضنا البعض أكثر فأكثر».
وأشارت الطالبة كارينا غوتسشوك -التي كانت تجلس بين اثنتين من صديقاتها المسلمات- إلى أنها انضمت إلى المسيرة للتضامن مع زملائها فـي المدرسة، وقالت «نحن هنا لنثتبت أن ديربورن موحدة» وأضافت «لدي الكثير من الأصدقاء المسلمين وعموما فإن الناس يمكن أن يكونوا متحيزيين ضدهم، وبرغم كل ما تروجه وسائل الإعلام أردت أن أتضامن معهم وأقف إلى جانبهم».
أما الطالب أبراهام أوزا، وهو من منظمي المسيرة، فأرجع اشتراكه بالمسيرة الى رغبته بمواجهة الكراهية ضد ديربورن لاسيما فـي أعقاب هجمات باريس الارهابية، قبل حوالي الشهرين.
وحول شعار المسيرة، قال كنا نفكر بإسم وعنوان للموضوع وجئت بإسم «ديربورن الحقيقية» (ذا ريل ديربورن) وقد اعتمدنا هذا الإسم لنري الناس ما هي حقيقة ديربورن.
الطريقة الأجدى
وبانضمامها للفعالية أردات النائبة دينغل أن تعرب عن دعمها لمبادرة «الطلاب اليافعين الذين رفضوا تنميط مدينتهم»، وقالت «لقد كنت قلقة أشد القلق خلال الشهور الماضية حول الطريقة التي يتم فـيها استهداف الناس بسبب أصولهم القومية أو الدينية، وعلينا أن نقف فـي مواجهة هذا الأمر وأن نمنع الناس من فعل ذلك..». وأضافت بأن تنظيم فعاليات كهذه المسيرة الطلابية هي «الطريقة الأجدى لتقديم قصتنا».
وعبر رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي عن فخره بالطلاب الذين قرروا أن يدلوا بأصواتهم وأن يفضحوا الأساطير المزعومة حول مدينتهم. ووصف أورايلي المعلقين السياسيين الذين يستغلون المنصات لمهاجمة ديربورن بأنهم «يهدفون إلى إخافة الناس ودفعهم إلى رفض جيرانهم المسلمين» داعياً الجميع الى النظر الى ديربورن كنموذج للعيش المشترك مع المسلمين.
وأكد أورايلي أن المسلمين لعبوا دورا مفتاحيا فـي نجاح ديربورن وكانوا على الدوام أبرز المستثمرين والداعمين للمدينة.
وأضاف أن طلاب المدينة -بمن فـيهم الطلاب المسلمون الذي يشكلون أغلبية فـي المدينة- يبلون بلاء حسناً ويحققون إنجازات أكاديمية كبيرة، بحسب أورايلي.
Leave a Reply