واشنطن – دقت السلطات الأميركية ناقوس الإنذار من مخاطر تدخين النرجيلة (الأرجيلة)، في محاولة لمنع انتشارها الواسع في الأوساط الاجتماعية بعدما كشفت أبحاث طبية أن تدخينها لمدة ساعة يطرح دخاناً يعادل 200 سيجارة.
وأشارت «الوكالة الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي) الى أن تدخين «الأرجيلة» لمدة ساعة واحدة ينتج 200 مرة ضعف الدخان الناتج من تدخين سيجارة واحدة، وفق مجلة «ماكومب ديلي هيلث».
ويسمح قانون التدخين في أميركا باستخدام النراجيل في أماكن مخصصة لها، كما تتبع النرجيلة لقانون التدخين حيث لا يسمح بتعاطيها لمن هم دون الثامنة عشر من العمر.
وبدأت ظاهرة الأرجيلة التي تلقى رواجاً كبيراً في أوساط الجالية العربية في منطقة ديترويت، تنتشر بمعظم المدن الأميركية، كما في سائر أنحاء العالم.
يذكر أن انتشار تدخين الشيشة في ازدياد بين الجنس اللطيف وذلك لأن النساء أكثر عرضة لأي نوع من الإدمان عموماً لأسباب فيزيولوجية، مما يجعلهن عرضة لآثار التدخين وتداعياتها التي تصيبهن أكثر من الرجال، إلا أن المفارقة الاجتماعية تكمن في انتشارها بين النساء والقاصرين حتى في المجتمعات المتحفظة الرافضة لتدخين السجائر.
ويدّعي عشاق تدخين النرجيلة أنها أقل ضرراً من التدخين المعتاد والمسلّم بضرره في جميع أنحاء العالم، ويجدون حججاً منوعة لتبرير عشقهم للأرجيلة، وأبرزها هو عدم إمكانية حملها في جيب مدخنها، ما يحول دون إمكانية تدخينها باستمرار كحال السجائر، كما تروي أساطير عن قدرات المياه في تنظيف الدخان من النيكوتين، وخصوصاً إن تمت إضافة أعشاب وثلج له. ويزيد إضفاء النكهات على «المعسل» التي تطغى على طعم التبغ في الشيشة من انتشار المعتقد بأنها أكثر أماناً من تدخين السيجارة.
وكان تدخين «الشيشة» والنرجيلة محور النقاش في المؤتمر الدولي الأول حول تدخين «الشيشة» الذي انعقد في إمارة أبو ظبي بين 21 و23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ليتبين أن النكهات الجذابة التي تفوح رائحتها في المقاهي العربية هي التي تخفي «مخاطر مرعبة» كانت موضوع أبحاث موسعة من قبل جامعة في أبو ظبي.
وحذرت «منظمة الصحة العالمية» من أن تدخين رأس نرجيلة واحد يعادل تدخين عدة علب من السجائر دفعة واحدة، مبينة أن الادعاء بأن المياه المستخدمة في النرجيلة كفيلة بتنقية الدخان من النيكوتين ما هو إلا وهم ومعلومة خاطئة، فمياه النرجيلة تنظف أقل من خمسة بالمئة من النيكوتين.
وبينت دراسة أميركية أن تدخين نرجيلة واحدة يطلق ما معدله أربعة أضعاف المادة المسرطنة (PAH)، وثلاثين ضعف أول أكسيد الكربون ما تطلقه سيجارة واحدة. وتدخين ساعة كاملة من النرجيلة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه 10 الى20 سيجارة.
Leave a Reply