ناتاشا دادو – صدى الوطن
قررت مصلحة النقل العام المشترك «سمارت» طي ملف قضية التمييز العنصري بحق الكلداني الأميركي مازن براش، وهو ميكانيكي الحافلات السابق الذي كان يعمل لديها، بعد موافقتها الاسبوع الماضي على دفع تعويض عطل وضرر له بقيمة ٥٠٣٠٠٠ دولار. وجاء القرار ليحسم عدم نية «سمارت» تقديم اي طعون اضافـية فـي القضية، وبهذا يكون قد انتهى فصل التمييز العنصري الذي امتد أكثر من عشر سنوات ضد براش.
وكان براش يعمل ميكانيكياً لحافلات «سمارت» حين تعرض للتمييز كونه كلدانياً أميركياً ولد فـي العراق، فلقي الترهيب العرقي من قبل المديرين وزملائه فـي العمل بعد هجمات أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١. وقد تصاعدت هذه الممارسات العنصرية بعد قيادة الولايات المتحدة ائتلافاً عام ٢٠٠٣ لغزو العراق.
وتعرض براش، المقيم فـي مدينة فارمنغتون هيلز، الى نعوت مهينة، حيث كانوا يشيرون إليه فـي كثير من الأحيان باسم «صدام». ولطالما كان يسمع زملاءه وهم يتجاذبون اطراف الحديث على مسمع منه وفحوى كلامهم يتضمن تحريضاً على قتل العراقيين. ونتيجة لذلك عانى من الاكتئاب والقلق بسبب التمييز ضده فـي مكان العمل. وفـي إحدى المرات قام شخص بلصق صورة لأحد الإرهابيين على «بطاقة وقت» براش.
وقد بدأت قضية التمييز ضد براش فـي عام ٢٠٠٣ عندما قدم أول شكواه الى «مفوضية الحقوق المدنية ميشيغن» (MCRC). وفـي عام ٢٠١٢ حكمت «المفوضية» لصالح براش، لكن المسؤولين فـي «سمارت» قدموا طعونات بشكوى براش واستأْنفوا الحكم واضعين إياه فـي جلسات ومحاكمات طويلة لمدة سنتين تقريباً.
المحامي فـي بلومفـيلد هيلز، باري غولدمان، الذي كان «القاضي الوسيط» فـي جلسة النظر فـي القضية، حكم بأن الترهيب العرقي ضد براش مقبول بسبب التصورات التي يحملها العديد من الأميركيين عن القادمين من الشرق الأوسط بعد ١١ أيلول (سبتمبر). لكن حكم «الوسيط» المحامي غولدمان تم الطعن به وإلغائه فـي نهاية المطاف من قبل «مفوضية الحقوق المدنية فـي ميشيغن». وقال آرثر هورويتز، رئيس مفوضية الحقوق المدنية «بعد سنوات من الإنكار والتأخير وانفاق كميات كبيرة من أموال دافعي الضرائب، قررت مصلحة النقل المشترك «سمارت» أخيراً عدم تقديم أية طعونات إضافـية فـي هذه القضية، والقيام بالفعل الصحيح – وهو الاعتراف بأن براش تعرض للترهيب العرقي والمضايقات فـي بيئة عمله بسبب أصله العراقي، وقررت ان تدفع له تعويضات».
وأضاف هورويتز فـي بيان صادر عنه يوم الثلاثاء الماضي «ان هيئة الحقوق المدنية تأمل أن تكون البيئة المهنية فـي «سمارت» قد أصبحت أكثر شمولاً وتسامحاً منذ حصول قضية السيد براش الذي تعرض للتمييز العنصري».
وذكر المدير العام لـ«سمارت» جون هيرتل الأسبوع الماضي أن مصلحة النقل قررت اقفال هذا الملف ووضع القضية خلفها. أما براش فقال «أنا مرتاح لحقيقة أن «سمارت» اعترفت بالذنب».
ومازن البالغ من العمر الآن ٥٧ عاماً قد عمل مع «سمارت» لمدة ١٧ عاماً، كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة من العراق وهو صبي فـي التاسعة من العمر.
وقال شريف عقيل محامي براش ان موكله تلقى دعماً غير محدود من عائلته، واضاف «ان مازن يمكنه أن يرتاح الآن فطوال هذه المحنة تلقى براش كمية هائلة من الدعم من عائلته».
وأضاف «الأسرة بأكملها، المؤلفة من زوجته وأخته وابنته وابنه، كانت تنشد العدالة. فالمسألة ليست مجرد إهانة له فقط بل لعائلته كلها». ولدى مازن ابن يبلغ ٢٨ عاما وابنة تبلغ من العمر ٢٢ عاماً.
وقال براش «لقد أمضت ابنتي حتى اليوم نصف حياتها فـي خضم هذه القضية»، مشيراً الى ان معاناته هذه جعلته أكثر حماسة لمكافحة التمييز. فلقد انضم إلى جماعة الحقوق المدنية المشكلة حديثاً وهي «دعاة الحريات المدنية» (CLA) التي تم إنشاؤها من قبل بعض النشطاء فـي الجالية الكلدانية المحلية. ويقول انه فـي ذلك الوقت عندما تعرض للتمييز العرقي لم تكن هناك مجموعة للتعامل مع قضايا الحقوق المدنية المتعلقة بالكلدان الأميركيين. واضاف «أنا متحمس جدا لمكافحة التمييز، واعتزم المشاركة بجد من الآن فصاعداً وسأقوم بمساعدة أي شخص يواجه التمييز، ليس فقط من بين العرب والكلدان».
ويشجع مازن الآخرين الذين يواجهون الترهيب العرقي فـي مكان العمل لتوثيق معاناتهم والمضي قدماً فـي شكواهم بغض النظر عن ردة الفعل التي قد تواجههم من زملاء العمل أو الإدارة. كذلك يقترح أيضا أن يلجأ الناس إلى منظمات المجتمع المدني للمساعدة.
Leave a Reply