شنغهاي – في الوقت الذي تشهد فيه علاقات روسيا والصين توتراً مع الولايات المتحدة، وتواجه بكين خلافات بحرية مع جيرانها مثل فيتنام واليابان والفيليبين، اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة بينهما في شنغهاي، حيث أطلقا مناورات بحرية مشتركة، واتفقا على ضرورة حل أزمتي أوكرانيا وسوريا بالحوار، لكن الأهم كان توقيع «صفقة العصر» وهو اتفاق ضخم مدته 30 عاماً، لمد خط غاز طبيعي من سيبيريا في روسيا إلى الصين.
بوتين وتشي جين بين يحتسيان الفودكا احتفالاً بتوقيع الاتفاقية. |
ولم يكشف الجانبان عن سعر الغاز المصدّر بموجب الاتفاقية، وهي مسألة حساسة احتلت حيزاً اساسياً في المفاوضات التي بدأت حول الصفقة منذ قرابة 15 عاماً، حيث كانت روسيا تصر على سعر مشابه لذاك الذي تتقاضاه من دول اوروبا (350 دولارا لكل ألف متر مكعب في العام 2013)، في حين كانت الصين تصر على سعر يقل عن ذاك الذي تدفعه لشركائها في آسيا الوسطى.
وبحسب المراقبين فإن تلك النقطة كان يمكن ان تؤخر ابرام الصفقة أكثر من ذلك، لولا أن الطرفين توصلا إلى تسوية في اللحظات الأخيرة، فرضها تلاقي المصالح بينهما، في ظل الصراع القائم بين روسيا والغرب على خلفية الازمة في اوكرانيا من جهة، والتوتر المتصاعد بين الصين وجيرانها المدعومين من الولايات المتحدة (الفيليبين، اليابان، فيتنام) على خلفية التنازع على جزر المحيط الهادئ وثرواته.
وبدا ان الرئيس الروسي كان مصراً على عدم العودة من شنغهاي بخفي حنين، فهو يريد استباق لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي باراك اوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في حزيران المقبل، بتغيير قواعد اللعبة، وإفهام الغربيين أن لديه خياراً آخر غير الاعتماد فقط على الأوروبيين في ضخ العملات الصعبة إلى خزينته.
ويبدو الغربيون متحرقين لمعرفة «السر التجاري» المتعلق بسعر الغاز موضوع «صفقة العصر» -أو بمعنى أصح الثمن الذي دفعه بوتين- وهو ما لم يفصح به «قيصر الكرملين»، مكتفياً بالقول إن «السعر مرضٍ للطرفين على حد سواء». ورغم أن الغربيين يركزون على أن بوتين كان اكثر تحرّقاً لاتمام هذه الصفقة مقارنة بتشي جين بينغ، إلا ان الاتفاق يحقق أهدافاً مشتركة وملحّة لكلا الجانبين. وبالنسبة إلى روسيا، فإن من شأن الصفقة أن تعطي دفعة قوية للاقتصاد.
Leave a Reply