سامر حجازي – «صدى الوطن»
قام أصحاب المبنى الذي يضم ملهى «ليف لاونج» فـي غرب ديربورن ببيع العقار بعد شرائهم عقد الإيجار من أصحاب الحانة التي تم إغلاقها يوم الاثنين الماضي، قبل ساعات قليلة من عقد مجلس بلدية المدينة جلسة عامة لإلغاء رخصة بيع الكحول الخاصة بالملهى بعد حالة الإنفلات الأمني التي تسبب به زبائن «ليف لاونج» على مدى الأشهر الماضية.
وناقش المجلس البلدي منذ آذار (مارس) الماضي إمكانية تجريد الملهى الذي يقع على 21961 ميشيغن أفنيو من رخصة بيع الكحول، بسبب الحوادث الجنائية المتكررة التي ارتكبها بعض الزبائن، والتي كانت من بينها حوادث إطلاق نار، وقيادة سيارات من قبل مخمورين، وبيع الكحول لقاصرين فـي السن، وتعاطي الماريوانا داخل الملهى، وحوداث التحرش الجنسي، إضافة إلى شجارات عنيفة، بينها اشتباكات بين عصابات، اندلعت فـي محيط المكان خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت هذه الأسباب مجتمعة قد دفعت سكان المنطقة المجاورة للملهى تقديم شكاوى عديدة إلى مجلس ديربورن البلدي الذي تلقى أيضا شكوى من قبل «لجنة الرقابة على الخمور فـي لانسنغ» لانخراط بعض الشباب ممن هم دون السن القانونية فـي تعاطي الخمور، كما اشتكت شرطة ديربورن من المشاكل المتكررة التي تتطلب حضورهم بشكل دائم خلال الحفلات التي يستضيفها الملهى خلال عطل نهاية الأسبوع.
وورد مجلس ديربورن البلدي أكثر من 20 شكوى ضد الملهى مما دفع أعضاء المجلس الى البدء بإجراءات سحب رخصة الكحول، فـيما عبر محاميا «ليف لاونج» سيريل هول وأمير مقلد -فـي وقت سابق- عن اعتقادهما بأن البلدية تستهدف البار بطريقة تعسفـية، وأن تصرفات شرطتها السلبية قد أثرت على سير «البزنس»، بسبب الدوريات الكثيفة التي كانت ترابط فـي جوار الملهى.
وقرر المجلس البلدي، يوم الاثنين الماضي، الغاء مشروع سحب الرخصة بعدما تم الإعلان عن بيع العقار وبأن المالكين الجدد لا يرغبون باستخدام رخصة الكحول الخاصة به.
وفـي الجلسة، وصفت إحدى سيدات الأعمال التي تملك متجراً مجاوراً بأن «عملها بالقرب من الملهى كان بمثابة كابوس»، وأن بعض زبائن الحانة كانوا يخالفون كافة القوانين من دون أي اكتراث، مثل الاستيلاء على مواقف السيارات المخصصة لمتجرها، كما أكدت أنها كانت شاهدة يومياً على مخالفات الزبائن لقواعد المدينة واصفة الأجواء فـي محيط المكان بأنها «مخيفة».
واستقطب ملهى «ليف لاونج» فـي الأشهر الأخيرة الزبائن من الأفارقة الأميركيين بكثافة حيث كان الملهى يحتضن حفلات صاخبة فـي عطل نهاية الأسبوع، كان تبث عبر أثير إذاعة «دبليو جاي أل بي» (٩٧.٩ أف أم)
وأضافت السيدة فـي شهادتها أمام المجلس برئاسة سوزان دباجة، «لقد تسامحنا كثيراً مع ما كنا نشاهده، وكل ما أود قوله هو إنني أحب مجتمعي وأحب شرطة ديربورن.. الذين لا يؤذون أعمالنا وإنما يحمون مجتعمنا».
وأدى خبر إغلاق الحانة إلى نشر مشاعر الارتياح لدى السكان المقيمين فـي المنطقة القريبة، فـيما لا يزال بعضهم يتساءل عما إذا كانت المشكلة حلت فعلاً، حيث أشار هؤلاء الى أن الزبائن الذين يسببون المتاعب قد يجدون طريقهم الى الحانات المحيطة بـ«ليف لاونج» والتي تشكل بدائل مناسبة للملهى الذي أقفل أبوابه.
وتشهد حانات ميشيغن أفنيو فـي غرب ديربورن إقبالاً كثيفاً من الأفارقة الأميركيين الذين يأتون من مختلف الضواحي للاستمتاع بالحياة الليلية فـي المدينة، فـي حانات مثل «ليف لاونج» و«بوست بار» و«نار بار» وغيرها.
وبدورها، عبرت دباجة عن مخاوفها من ارتفاع العنف فـي تلك المنطقة التي تعد القلب التجاري لغرب المدينة وقالت «إنها تريد لمنطقة غرب ديربورن أن تبقى منطقة آمنة بالنسبة لجميع العائلات التي تقطن فـيها».
وأضافت بالقول: «لا أريد أن يكون لدينا ذلك القلق، لا شيء أغلى من أطفالنا، ولا أريد لهم ولعائلاتنا وعناصر شرطتنا أن يعيشوا تلك الأوضاع غير الآمنة.. يجب أن تبقى شوارعنا آمنة كما فـي سابق عهدها لكي يسمح للأطفال أن يخرجوا إليها بأمان، كما كان الحال عندما كنا صغاراً».
من جانبه، عبر عضو المجلس البلدي طوم تافلسكي عن صدمته لتغيّب رئيس البلدية جاك أورايلي وقائد الشرطة رونالد حداد عن جلسات الاستماع المتعلقة بإلغاء رخصة الكحول. وقال «المسؤولون الكبار -فـي المدينة- كان يجب أن يعالجوا مسألة العنف الذي استشرى فـي «ليف لاونج» فـي وقت مبكر جداً». وأضاف: «لقد تم التعامل مع تلك المسألة بصورة سيئة.» متسائلاًَ «هل كان ينبغي على سكان الأحياء الأخرى من مدينة ديربورن أن يعانوا من تلك الأوضاع الكارثية بسبب انشغال الشرطة بملهى واحد؟».
Leave a Reply