خاص «صدى الوطن»
جمعت مؤسسة «مدرار» الخيرية في حفل إفطارها الأول في ديربورن الذي أقيم يوم السبت الماضي مئة ألف دولار من التبرعات التي ستخصص لدعم مهمتها الخيرية في أثيوبيا والتي تحمل اسم مشروع «واحة الأيتام». وسوف يساهم هذا المشروع في تشييد مدرسة للأيتام تتسع لـ400 طفل وحفر آبار مياه، وإقامة مركز طبي ومشروع زراعي يساهم في تحقيق استدامة غذائية إضافة الى تدريب الكفاءات المحلية لإدارة المشروع.
النائب الاميركي جون كونيرز جونيور مع قيادات مدنية واسلامية في حفل افطار مدرار في ديربورن |
وألقى القس ويندل أنتوني الكلمة الرئيسية في حفل الإفطار الذي حضره حوالي ٤٠٠ شخص في «المركز الإسلامي في أميركا». وحث من خلالها على دعم المؤسسة الخيرية التي تمكنت العام الماضي من جمع ١٧٠ ألف دولار في ميشيغن لدعم مهمتها في الصومال التي تعرض شعبها لأسوأ أزمة غذائية في العالم. وقد ساهمت «مدرار» في حفر مجموعة من الآبار التي وفرت مياه شرب نظيفة لـ55 ألف شخص في محيط مقديشو، كما يتم استخدامها أيضاً لأغراض الطهي ولشرب الحيوانات.
وطالب أنتوني، وهو ناشط حقوقي يرأس فرع «اللجنة الوطنية لتقدم الملونين» في ديترويت، الحضور بمساعدة اخوتهم في إفريقيا عبر مؤسسة «مدرار». وأشار في كلمته لحادثة تعرض لها عندما سافر لإحدى الدول الإفريقية التي كانت تعيش حرباً داخلية، وشرح معاناة الناس فيها بعد أن تعرضوا للقصف المتواصل طوال ستة أشهر. وخلال وجوده هناك تفاجأ أنتوني على حد قوله، بوردة حمراء منتصبة في وسط ساحة القتال، وقال «تلك الوردة قالت لي في خضم المعركة إنه عندما يكون هناك ألم لا بد أن ينبت الأمل» كما أكد أنتوني على أن لأثيوبيا تاريخ وثقافة ثريين نتيجة التعايش المسيحي الإسلامي فيها.
القس الدكتور ونديل انتوني رئيس فرع اللجنة الاميركية لتقدم الملونين في ديترويت يلقي الكلمة الرئيسية في حفل افطار مدرار في ديربورن |
وهنأ عضو الكونغرس الأميركي جون كونيورز مؤسسة «مدرار» لاهتمامها في الحد من الفقر والمجاعة ومحو الأمية في أثيوبيا، في حين قال مدير «المركز الإسلامي في أميركا» السيد حسن القزويني «نحن ننتمي إلى عائلة بشرية واحدة، من لبنان الى أفغانستان الى افريقيا وقد أمرنا الله برعاية بعضنا البعض».
وبدوره، قال عريف الاحتفال علي فضل الله، وهو عضو في مؤسسة «مدرار»، إنه كان شاهداً على حال الفقر في إفريقيا ولاسيما في أثيوبيا التي زارها لمدة أسبوعين تقريباً. وقال «إن الأطفال هناك يتضورون جوعاً وليس لديهم لوازم مدرسية، ويحاولون ببساطة جعل التعليم واقعاً ملموساً، حتى أن للفقر هناك وجوهاً عديدة، والشوارع والطرق الترابية أيضاً لا تشبه أي طريق رأيته في حياتي».
عريف الحفل وعضو في مدرار علي فضل الله. |
وفي 17 تموز 2012 قام رئيس مجلس إدارة مؤسسة «مدرار» الحاج عبد الله بري بزيارة تنفيذية إلى أثيوبيا برفقة وفد من الجمعية للإشراف على إطلاق مشروع «واحة».
ومن أهم إنجازات الزيارة كانت التعرف عن كثب عن تفاصيل المشروع من كل النواحي القانونية والجغرافية والهندسية ومعالجة كافة العوائق.
وتخللت الزيارة عقد لقاءات مع مؤسسة «كارن» المتعهدة بتنفيذ المشروع، إضافة الى إعداد رخصة قانونية للبناء وتحديد موقع المشروع على نظام «جي بي أس» كما تم الإتفاق مع المتعهد حول تنفيذ المشروع بالكامل.
وأشرف الوفد على الخطوات الأولى من بدء العمل في تنفيذ المشروع الذي تمثل بجرف الأرض بالكامل (مئة كيلو متر مربع)، وحفر أساسات السور المحيط بها.
وتم تسديد دفعة أولى على حساب المشروع إلى جمعية «كارن» بقيمة ١٠٠ ألف دولار، قبل أن يعود الوفد الى لبنان في ٢٨ الماضي.
Leave a Reply