نيويورك - ظل تسعيني يهودي أميركي لسنوات يلقي محاضرات جامعية ومدرسية وغيرها بشأن ما قال إنها تجربته في معسكر اعتقال أوشفيتس النازي في بولندا، غير أن جوزيف هيرت اضطر مؤخراً الى الاعتراف بكذبه وفبركته لقصة معاناته في المعتقل الذي لم يدخله قط اعترف بكذبته.
ولم يتردد جوزيف هيرت (91 عاماً) خلال العقود الماضية في فبركة تفاصيل قال إنه عايشها في ألمانيا النازية مثل رؤية أدولف هتلر والسفاح النازي جوزيف مينغيل إضافة الى فبركة قصة فراره من المعتقل بعد قيامه بحفر نفق تحت سور السجن. وقال هيرت في خطاب اعترافه الأربعاء الماضي إنه «أساء الحكم» واستخدم «منطقاً مغلوطاً» كي يحكي قصة المعتقلين بالمعسكر. وأضاف «لقد كنت مخطئاًَ وأرجو مسامحتي».
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن هيرت قوله: «أكتب هنا اليوم معتذراً علناً عن أي ضرر ربما تسببت فيه لأي شخص بسبب انغماسي في وصف الحياة في أوشفيتس، الذي لم أكن سجينا به». وأضاف أنه لم يقصد قطّ «خطف الأضواء» مما حدث هناك بالفعل بل كان فقط يرغب بـ«إلقاء الضوء على المأساة التي عاشها المعتقلون»!
ويأتي اعتراف هيرت بعدما توصل البروفسور الجامعي في نيويورك، آندرو ريد الى أن رواية هيرت كاذبة بسبب التناقضات التي تحتويها. وريد معلم تاريخ في جامعة تورين بنيويورك، حضر مع عدد من تلاميذه في نيسان (أبريل) الماضي محاضرة لهيرت، وخلص إلى أن الكثير من مزاعمه «غير متسقة» بعد تدقيق تحقيقي أجراه بمساعدة طلابه.
وخلص ريد إلى تقرير من 25 صفحة استنتج فيه كذب هيرت، وأرسله إلى منافذ ومنظمات إعلامية كانت قد كتبت عن هيرت أو استضافته.
وقال إن تلك المؤسسات أسهمت، دون قصد وبغير علم، في الترويج «لمزاعمه المغلوطة لجمهور أكبر».
وتبين أن هيرت قام بوشم نفسه برقم يدلل على المعتقلين في أوشفيتس أثناء زيارة سياحية الى الموقع في بولندا في تسعينات القرن الماضي. وكان هيرت قد ولد في يوغوسلافيا لعائلة بولندية فرت من بلدها بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وهاجرت الى الولايات المتحدة بعد مكوثها فترة في إيطاليا عام 1944.
Leave a Reply