ديربورن هايتس – في تحقيق أجرته «هيئة تكافؤ فرص التوظيف الاميركية» (إي إي أو سي) وهي هيئة حكومية فدرالية تعنى بمراقبة المؤسسات والشركات العامة والخاصة بمجال التوظيف ومكافحة التمييز في اماكن العمل، وفرض تكافؤ الفرص الوظيفية لجميع المواطنين، كشفت الأسبوع الماضي ان «قطاع كريستوود التعليمي» في مدينة ديربورن هايتس مارس التمييز بحق العرب الأميركيين لناحية عدم إتاحة الفرص امامهم في الإستقطاب والتعيين والتوظيف. وأقرت الهيئة بان إدارة القطاع التعليمي العام انتهكت البند السابع من قانون الحقوق المدنية الفدرالي الصادر عام 1964، واصدرت الهيئة في الجزء الأخير من بيانها الرسمي الذي وزعته الأسبوع الماضي وحصلت «صدى الوطن» على نسخة منه، ضمنته توصيات على شكل اتفاقية مصالحة بين القطاع التربوي والجالية العربية الأميركية، وذلك في محاولة لرأب الصدع ما اسفرت عنه تلك الإنتهاكات بحقهم.
وجاءت نتائج هذا التحقيق بعد سنة من رفع موظفة من اصول عربية في ثانوية «كريستوود» تعمل مرشدة للطلاب، شكاوى الى دائرة الحقوق المدنية في وزارتي التربية والتعليم الأميركية والعدل و«هيئة تكافؤ فرص التوظيف الاميركية» (إي إي أو سي)، تتهم فيها «قطاع كريستود التعليمي» بممارسة التمييز ضد العرب الأميركيين.
وتضمنت الشكاوى المرفوعة من هيام طرفة برينجكي الاشارة الى ان إدارة مدارس كريستوود العامة لا توفر الموارد اللازمة لمساعدة الطلاب المهاجرين الجدد من خلال برنامج ثنائيي اللغة (إي اس ال) للذين لا يجيدون اللغة الإنكليزية، والذي يسهل عملية انتقالهم من مدارس بلادهم الأصلية والإنخراط التدريجي في مناهج المدارس المحلية لمواكبة زملائهم في التحصيل الاكاديمي. وفي هذا الشأن قال محامي المدعية شريف عقيل «أنا لا اعرف اذا كان المسؤولون في قطاع كريستوود التعليمي قد وصلهم بيان الهيئة وقرأوا وتمعنوا في محتواه واصدروا بيانا يجاوب النتائج التي توصلت اليها الهيئة، وما إذا كانوا على إسنعداد للإلتزام بإتفاقية المصالحة المقترحة من قبل الهيئة أيضاً». وأضاف عقيل «على كل حال لقد أصبحت الكرة في ملعبهم الآن وعليهم الإستجابة لمطالب الحكومة الفدرالية».
و كانت برينجكي والتي مضى على عملها في مدارس كريستوود 10 سنوات ضمت الى الدعوى ممارسات تمييز ممنهجة ضد عرب أميركيين تقدموا بطلبات توظيف لدى القطاع التعليمي في مرحلة رفع الشكاوى، ولم تفلح الجهود التي بذلتها بالاتصال مع مدير مدارس كريستوود لتسوية ومعالجة التمييز.
ويشكل الطلاب العرب الاميركيون اكثر من نصف الطلاب في «قطاع كريستوود التعليمي» وبرغم ذلك لا يوجد سوى 4 معلمين عرب في كافة مدارس القطاع، بينما ارتفع عدد الموظفين بعد رفع الشكاوى ولا يعرف ما اذا كان هناك ارتباط بين الأمرين.
وجاء في تقرير (إي إي أو سي) ان شكوى برينجكي تضمنت ان المدرسة لا توفر الموارد اللازمة لمساعدة ثنائيي اللغة، وهذا يقع تحت بند المساواة في توفير فرص التعليم المنصوص عليها في الفقرة 6 من قانون الحقوق المدنية، وفي الوقت الذي رفعت فيه الشكاوى للدوائر الحكومية المختصة، لم يكن هناك في القطاع سوى معلم واحد في قسم ثنائيي اللغة وبعض المساعدين، ولكن الآن قد تم تعيين عدد من المعلمين المرخصين من اصول عربية، وقالت برينجكي انها نوهت الى هذه المسألة لكثرة التذمر من الطلبة والاهالي. لكنها اضافت، ان هذه الزيادة في عدد معلمي ثنائيي اللغة للطلبة الاجانب مايزال غير كاف.
اتفاقية المصالحة
ونصت اتفاقية المصالحة الصادرة عن (إي إي أو سي) بضرورة ان تبادر المنطقة التعليمية الى تغيير اجراءات الاعلان عن الشواغر والتعيين وذلك من خلال الإعلان عن جميع الوظائف الشاغرة في وسائل الإعلام العربية المحلية وخصت بالذكر صحيفة «صدى الوطن «وارسال مذكرات عن الشواغر باللغتين الانكليزية والعربية لأهالي الطلبة وارسال نسخ من الاعلان الى المركز العربي للخدمات «اكسس» والى مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية «كير» والى اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز (أي دي سي) كحد ادنى. .
كان من شأن رفع شكوى برينجكي ان بدأ اهالي الطلبة حضور اجتماعات المجلس التربوي والاعراب عن اهتماماتهم تجاه ما يخص ابناءهم في مدارس القطاع، ولفد تم تأسيس جمعية من نشطاء المدينة وبادروا للإتصال بالمسؤولين في المدارس لكنهم لم يستجيبوا لمطالبات الاهالي بتحقيق ولو الحد الادنى.
طالبت اتفاقية المصالحة من القطاع وضع نظام داخلي للتحقيق في الشكاوى الواردة تلبية ما يتعلق بلوائح «هيئة تكافؤ فرص التوظيف الاميركية» (إي إي أو سي)، وتم تحديد اطر لهذا النظام حول تفاصيل استلام الشكاوى والتحقيق فيها وحلها و اصدار القرارات بشأنها.
يذكر ان برينجكي تعرضت منذ رفعها الشكوى لكثير من المضايقات تمثلت في حجب الرسائل الالكترونية عنها الواردة الى الموظفين ومنعت من حضور بعض الإجتماعات الإدارية، بل وجهت لها خطابات توبيخ تم وضعها في ملف الخدمة، كما بدأ زملاؤها بمعاملتها بطريقة مختلفة، وقد أمرت (إي إي أو سي) إدارة مدارس كريستوود بسحب تلك الخطابات من ملف خدمة برينجكي وبعقد دورات للموظفين بشأن تعديل سلوكيات التعامل داخل المدارس وتعميم مذكرات في هذا الخصوص على جميع العاملين فيها. وفي هذا الصدد، قالت برينجكي انها تامل ان تترجم الاتفاقية الى ممارسات في صالح الطلاب والقطاع التربوي والمدينة فهذا كل ما يهمها.
من جانبها نفت المديرة العامة لمدارس كريستوود الدكتورة فان فالكنبرغ الإتهامات التي وجهت الى القطاع وقالت لـ«صدى الوطن» بان قطاع كريستوود التربوي ملتزم بتقديم خدمات ثنائية اللغة للطلاب كما تنص عليه القوانين، وأضافت فالكنبرغ ان البرنامج حقق إنجازات في المدارس وتخرج طلاب انتسبوا اليه في طليعة صفوفهم. وقالت بان القطاع يدرس قرارات «هيئة تكافؤ فرص التوظيف الاميركية» وسوف يصدر رداً عليها قريباً.
أما الناشطة زينب حسين فقالت بان الحقائق عن التمييز العنصري ضد العرب والمسلمين في القطاع والتي وردت في بيان الـ (إي إي أو سي) لم تشكل مفاجأة لها على الإطلاق، وأضافت حسين وهي عضو في «جمعية ديربورن هايتس الإجتماعية» ومرشحة سابقة لعضوية المجلس التربوي لقطاع كريستوود، أن المسؤولين لم يعيروا انتباهاً للتغيير الديمغرافي الكبير الذي طرأ على مدارس كريستوود من حيث ارتفاع عدد الطلاب العرب المنتسبين الى مدارس القطاع لما يفوق 60 بالمئة وما يترتب على ذلك من تغيير في الإدارة وجهاز التعليم.
إمعاناً فـي الإساءة
رفع علم إسرائيل فـي احتفالات طلابية بـ«كريستود» بينما تغيب الأعلام العربية
اشتكى احد الآباء العرب لـ«صدى الوطن» ان مدارس «كريستود» وجهت إهانة مباشرة للجالية العربية والإسلامية التي يشكل أبناؤها أكثر من ٦٠ بالمئة من مجموع طلابها، حينما قامت برفع علم إسرائيل في احتفالات طلابية في (يوم عالمي) بمدارسها خلال نهاية العام الدراسي المنصرم، بينما تجاهلت عمدا رفع أعلام دول عربية ومنها العلم اللبناني الذي كان من المفروض رفعه في استعراض طلابي في مدرسة كريستود ولكنه بقي داخل الغرف المغلقة واكتفت الإدارة برفع العلم الاميركي والكندي والمكسيكي والإسرائيلي.
Leave a Reply