احتفلت الجمعية الخيرية اليمنية الأميركية (يابا)، مساء السبت 12 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بمرور 44 عاماً على تأسيسها في حفل أقيم على قاعة «نادي بنت جبيل» بمدينة ديربورن وسط حضور رسمي بارز.
وقد تحدث في الحفل، الى جانب مسؤولي الجمعية كل من النائب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، غاري بيترز، ومحافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو، ورئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي، الذي جلس الى جانب قائد شرطة المدينة رونالد حداد، إضافة الى كلمة رئيس كلية «هنري فورد» وقاضي محكمة ديربورن، سالم سلامة، قبل أن يختتم الحفل بتوزيع المنح الدراسية على الطلاب المتفوقين الذين كان من بينهم الطالبة ملاك الجوابي، التي ألقت كلمة طالبت فيها بتحرير المرأة اليمنية بالسماح لها بمواصلة تعليمها الجامعي.
بعد الإستماع للنشيدين، الأميركي واليمني، بدأ برنامج الحفل بتناوب الكلمات التضامنية التي قدمتها عريفة الحفل سهام جعفر حيث تحدث في البداية الشيخ محمد البشير، بكلمة توجه فيها بتهنئة الطلاب المتفوقين وحثهم على المثابرة بطلب العلم والمعرفة، مستعيناً بكلمة «إقرأ» التي نزلت في القرآن الكريم على النبي محمد (ص) وأمرته بالقراءة والمعرفة في زمن لم تكن تتوفر فيه المدارس ومراكز طلب العلم مثل اليوم.
فهد صلاح رئيس جمعية «يابا» بدوره ألقى كلمة رحب فيها بالحضور والداعمين لمسيرة الجمعية، وكشف صلاح عن بدء تنفيذ أعمال التوسعة لمبنى «يابا» على شارع سالاينا، من أجل تقديم خدمات أكبر وأكثر تنوعاً للجالية، وأضاف صلاح «ولو أن الأمور تعلقت فقط بالمادة، فنحن ليس لدينا مشكلة فهناك قاعدة كبيرة من الداعمين جاهزة لدعم الجمعية من أجل تقديم أفضل الخدمات للجالية».
واستهل عضو الكونغرس الأميركي عن ميشيغن، غاري بيترز، كلمته بتهنئة الطلبة الفائزين بالمنح الدراسية، ثم تابع بالتحدث عن الوضع المالي الذي تمر به البلاد بسبب أزمة تمويل الحكومة الفدرالية معرباً عن أمله «بأن تعود الحياة كما كانت عليه في السابق وأن يُعاد فتح مؤسسات الدولة لتمارس دورها وأن يتم دفع الفواتير المستحقة».
وعن جمعية «يابا» قال النائب بيترز «إنه إنجاز رائع أن تستمر هذه الجمعية الخيرية في خدمة الجالية على مدار 44 عاماً»، كما نوه بيترز بالجالية اليمنية تحديداً في منطقة ديترويت، حيث شكر لها إختيارها التواجد في تلك المنطقة وعلى الدور التي تلعبه ببنائها وتطويرها.
وشدد النائب الديمقراطي على أهمية المهاجرين في الولايات المتحدة قائلاً «نحن سوف نتابع الترحيب بقدوم المهاجرين من كافة أنحاء العالم للعيش في هذا البلد». كما أعلم بيترز الحضور عن سعيه الدائم لمساعدة المهاجرين الجدد وطلب منهم التواصل معه بحال مواجهة أي مشكلة أو صعوبات متعلقة بدائرة الهجرة، لافتاً الى تخصيص موظف يعمل بدوام كامل لمعالجة هذا الموضوع، ومهمته تلقي الشكاوى والطلبات من أجل مساعدة المهاجرين الجدد.
بعدها، تولى رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي تقديم رئيس «كلية هنري فورد» الجديد الدكتور ستان جينسن، مشيراً الى أن عملية اختياره تمت بعد استشارة أعضاء «يابا» ومؤسسات اجتماعية أخرى من أجل تحديد الرجل الأنسب لهذا المنصب. وأشار أورايلي الى إنجازات جينسن السريعة في إعادة كلية «هنري فورد» الى المسار الصحيح رغم مواجهته العديد من التحديات.
بدوره، توجه جينسن للطلاب بنصائح لتحقيق النجاح وقال «في البداية على الطلاب الدراسة والإجتهاد والجهوزية بعد ذلك الفرصة تأتي»، ولفت جينسن الى أنه «هناك نسبة كبيرة من طلاب الكلية من منطقة الشرق الأوسط»، وأنه يأخذ هذه النسبة بعين الإعتبار ويسعى لتقديم أفضل الخدمات التعليمية لتلك الجالية ولمدينة ديربورن.
بعد ذلك تحدث باقتضاب كل من رامي يونس بإسم «دي تي إي إنرجي»، ود. فؤاد طرفة من «أسواق المدينة» الداعمين والراعين الرسميين للحفل.
ثم جاءت كلمة محافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو التي تمحورت حول التنوع الثقافي والإجتماعي الذي تتمتع به مقاطعة وين ومنطقة جنوب شرق ميشيغن عموماً، قائلاً «هذا التنوع الثقافي في هذه المنطقة عمره 200 سنة فحان الوقت لنشعر بشكل شامل بهذا التنوع في حياتنا وأفعالنا اليومية».
الطلاب الفائزون بالمنح في صورة تذكارية مع رسميين. (عدسة عماد محمد) |
وفي كلمة الطلاب الحائزين على المنح، دعت طالبة الطب في «جامعة ميشيغن-ديربورن»، ملاك الجوبعي، الى تحرير المرأة اليمنية، وقالت للحضور «لطالما سمعنا عن نجاح العديد من النساء الأميركيات العرب وبلوغهن مناصب ووظائف هامة مثل الهندسة والمحاماة والطب، لكن لماذا لا نسمع عن إنجازات المرأة اليمنية؟».
وتابعت الجوبعي، التي كانت من بين متلقي منح الجمعية لهذا العام، بالقول «هناك بعض الفتيات اليمنيات اللواتي يتخرجن بأعلى المعدلات من الثانوية العامة ولكن لا يحصلن على فرصة الدراسة الجامعية وتقف حياتهن هنا بسبب المجتمع». ودعت الجوبعي إلى ضرورة تثقيف الأهالي والعائلات اليمنية حول ضرورة العلم وخاصة للنساء الذين هم جزء من تكوين وتطوير المجتمع.
وبمناسبة إقتراب موعد الإنتخابات البلدية، تولت سهام جعفر، عريفة الحفل، تقديم عدد من مرشحي الإنتخابات البلدية الحاضرين في الحفل، وهم مايك سرعيني، سوزان دباجة، وطارق بيضون وجاين أهيرن. بعد ذلك قام نائب رئيس جمعية «يابا»، ظافر علي بلعيد المكلاني، بتقديم المتحدث الرئيسي في الحفل قاضي محكمة ديربورن سالم سلامة.
وفي كلمته المقتضبة، بارك سلامة للطلاب تفوقهم وحصولهم على منح الجمعية، وأضاف «واجبنا أن نقدم لكم أميركا أفضل من التي عرفناها، لكننا للأسف فشلنا من خلال عواقب الحروب الأخيرة التي دخلناها في العراق وأفغانستان والقراءة الخاطئة للوضع الإقتصادي والأزمة المالية وحالة الإفلاس التي حصلت أخيراً»، ثم قال «ليس هناك أحد نعتمد عليه سوى أنتم قادة المستقبل».
في الختام قام الدكتور بسام علي مدير قسم المنح الدراسية في الجمعية بتوزيع المنح لطلاب وطالبات يدرسون اختصاصات مختلفة في جامعات «وين ستايت» و«ديترويت ميرسي» و«جامعة ميشيغن»، إضافة الى كلية «هنري فورد» في ديربورن.
وكرّمت «يابا» كلاً من القاضي في محكمة ديربورن مارك سومرز (جائزة العدالة)، والناشطة سهام جعفر، وعضوي الجمعية محمد عبد الله وعلي عبد ربو على جهودهم ومساهماتهم في إنجاح العديد من أنشطة وبرامج الجمعية.
Leave a Reply