ديترويت – أقيمت يوم الأحد الماضي في وسط ديترويت المسيرة الإحتفالية الـ٥٦ لذكرى القديس باتريك «راعي إيرلندا»، بمشاركة حوالي ٥٠ ألف شخص احتشدوا على طول شارع ميشيغن أفنيو وتقاطعه مع بوليفار روزا باركس، في تقليد سنوي أطلقته الجالية الإيرلندية قبل أكثر من خمسة عقود في منطقة «كوركتاون» المحاذية لمنطقة «الدوان تاون» من جهة الغرب، وهي الأحياء التي انتقل اليها الإيرلنديون الأوائل ابتداء من العام ١٨٣٤.
جانب من المشاركين في مسيرة القديس باتريك في ديترويت. |
ولإيرلندا وميشيغن، كما العديد من الولايات الأميركية، علاقة تاريخية، بل إن أربع من مقاطعات ميشيغن الـ٨٣ تحمل أسماء مقاطعات إيرلندية وتقع في مناطق متفرقة من شمالي شبه الجزيرة السفلى التي سكنها الأيرلنديون أيضاً منذ أواسط القرن التاسع عشر.
لا شك أن إسهامات المهاجرين الإيرلنديين الأوائل ساهمت بشكل كبير في صناعة حاضر ميشيغن كما الكثير من الولايات الأخرى، بل إن هذه الإسهامات صارت جزءاً لا يتجزأ من «الثقافة الأميركية» السائدة اليوم، حيث أن الإحتفال بعيد «شفيع الإيرلنديين» تحـوّل عبر السـنوات الى طقـس احتفالي صاخب يحييه جميع الأميركيين بارتداء الملابس الخضر واحتساء الجعة الخضراء، احتفالاً بقدوم فصل الربيع.
طارد الأفاعي
القديس باتريك مبشر وقسيس مسيحي ولد في بريطانيا الرومانية وتم أسره واستعباده في إيرلندا حيث بقي فيها ست سنوات تقريباً قبل أن يتمكن من الهرب. دخل احدى الكنائس المسيحية وعاد لإيرلندا مرة أخرى كمبشر للدين المسيحي في غرب وشمال أيرلندا بالخصوص وفي القرن الثامن الميلادي تم اعتباره القديس الراعي لإيرلندا، حيث ينسب اليه الفضل بنشر المسيحية في إيرلندا وتاريخ ميلاده ووفاته غير معلوم على وجه التحديد إلا أن بعض المصادر تشير أنه عاش بين 385 و461 بعد الميلاد. وتقول الأساطير إن الفضل يرجع لباتريك في إخراج الأفاعي من أيرلندا، كما ينسب اليه تدريس مفهوم الثالوث المسيحي للإيرلنديين باستخدام نبتة «شامروك» ذات الوريقات الثلاث والتي لا تزال الشعار القومي لإيرلندا.
ويعرف يوم ١٧ آذار (مارس) بـ«يوم القديس باتريك» لأنه حسب موسوعة «بريتانيكا» يوم وفاته، وهو يوم عطلة رسمية في جمهورية أيرلندا كان يُفرض فيه إغلاق الحانات والبارات. ولم يتم الغاء هذا القانون إلا في السبعينيات، كما لم يتم الاحتفال بالمناسبة عبر مسيرات استعراضية في إيرلندا إلا في تسعينات القرن الماضي، وهو ما يعتبره المحافظون غزواً ثقافياً يحوّل هذه المناسبة الدينية الى مناسبة تجارية واستهلاكية.
Leave a Reply