العماري: الجالية اليوم أكثر نشاطاً وفعالية في المجتمع الأميركي
ديربورن – خاص »صدى الوطن«
يقوم الوكيل المساعد لوزارة المغتربين في اليمن سيف علي العماري، بزيارة إلى الولايات المتحدة للتعرف على واقع الجالية اليمنية في البلاد، ومعرفة المشاكل والصعوبات التي تواجهها، وطبيعة علاقاتها بالمؤسسات اليمنية الرسمية، فضلاً على التعرف على واقعها الاجتماعي والثقافي والسياسي.
وقد كانت ولاية ميشيغن من الولايات التي قام العماري بزيارتها، لوجود جالية يمنية كبيرة في منطقة ديترويت الكبرى. وفي ديربورن.. التقت »صدى الوطن« الوكيل المساعد سيف علي العماري وكان هذا الحوار حول طبيعة الزيارة وانطباع العماري عنها، إضافة إلى مناقشة بعض أوضاع اليمن الداخلية التي تشكل محوراً من اهتمامات أبناء الجالية اليمنية في المهجر.
– في البداية، نرحب بك في »صدى الوطن«، وفي ديربورن. ونرجو أن تعطينا فكرة عن طبيعة زيارتك إلى الولايات المتحدة؟
– بداية اسمح لي أن أوجه للأستاذ أسامة السبلاني، ناشر ورئيس تحرير صحيفتكم باسم اليمن والشعب اليمني على مواقفه الوحدوية، وشكراً لـصحيفة »صدى الوطن« التي تعمل على تثقيف الجالية العربية لا على مستوى ديربورن بل على مستوى الولايات المتحدة.
إننا كعرب نواجه بالتأكيد مشاكل عديدة ونواجه حملة صهونية تعمل على تشويه صورة وسمعة العرب في العالم الغربي، وللأسف يوجد في عالمنا العربي من يوفر مثل هذا المناخ، كأؤلئك الذين ينفذون العمليات الارهابية هنا وهناك.
هناك تحضيرات في اليمن لعقد الدورة الثالثة لمؤتمر يناقش قضايا المغتربين ومعالجة الهموم التي يواجهونها في الداخل والخارج، وكان قد عقدت دورتان قبل الآن آخرها كان في العام 2002 ومن أجل ان نصدر توصيات المؤتمر القادم كان لا بد أن نكون في الميدان، وأن نكون على تماس واحتكاك مع مجتمعات المغتربين العرب بشكل عام واليمنيين بشكل خاص التي تعتبر بالنسبة لنا بمثابة ثروة وطنية غير مستثمرة، حيث تتوزع هذه الجاليات في بلدان كثيرة، منها الولايات المتحدة بطبيعة الحال.
– هل هذه أول زيارة لكم إلى ديربورن؟
– رسمياً..نعم، أما شخصياً فقد زرت ديربورن عام 1995، كما قمت في العام 2000 بزيارة إلى الولايات المتحدة ووقتها لم يتح لي الوقت لزيارة ميشيغن.
– وما هي الولايات التي زرتها؟
– لقد زرت مدنا عدة في ولايات كاليفورنيا، نيويورك، ميشيغن، حيث تتوزع الجالية اليمنية بشكل كبير في هذه الولايات.
– وكيف وجدت تطور الجالية العربية بشكل عام والجالية اليمنية بشكل خاص مقارنة بزيارتك في العام 1995.
– لاحظت فرقا كبيرا.. فالجالية العربية اليوم أكثر نشاطا وفعالية ومساهمة في الحياة السياسية والاجتماعية العامة، ولاحظت ان الجالية اليمنية قد تقدمت كثيرا في هذا الميدان من خلال قيام المغتربين بإرسال أولادهم إلى المدارس والجامعات، ولكني ما زلت أعتقد أن الجالية اليمنية بحاجة إلى مزيد من بذل الجهود..
– هل اجتمعت مع الشبيبة والمولودين من أصل يمني؟
– لقد زرت العديد من المراكز والجمعيات الموجودة هنا، والتقيت أبناء الجالية ممن حضروا الاجتماع يوم الأحد الماضي، وكان لقاء مميزا، وشعرت بسعادة بالغة للقائي بجيل الشباب ولاحظت أن علاقة الشباب بالوطن الأم تتفاوت بين شخص وآخر، فهناك بعض الأسر، كأسرة العبدول، تربط أبناءها بقضايا الوطن وتربيهم على أساس تعلقهم بثقافتهم وهوياتهم وكذلك تفعل العديد من الأسر الأخرى، بينما توجد بعض الأسر التي لا تقوم بواجبها بهذا الشأن، وغالبا ما يفكرون بإدارة شؤون حياتهم، لكن عموما.. الأمور تسير بشكل إيجابي.
– هل سيمثل الشباب في المؤتمر الثالث، وهل هناك أحد من ميشيغن، وهل هناك عدد محدد؟
– بالطبع، سيكون مشاركون من ميشيغن، ولكن المسألة ليست مسالة كم.. هناك معايير وضعناها وسنلتزم بها، منها تمثيل الشباب المتفوقين خاصة في المجال التعليمي، كما سيكون هناك تمثيل للمرأة، ورجال الأعمال، ونشطاء الجالية.
– حسب مقاربتك للجالية اليمنية، ماهي المشاكل التي تواجه اليمنيين، وكيف سيعالجها المؤتمر؟
– هنالك قضايا تتعلق بالأسر اليمنية، وقضايا تتعلق بالأجهزة الرسمية اليمنية. وبالنسبة للمحور الأول.. هناك أسر لا تهتم كثيراً بتعليم أبنائها الذين يعيشون في بلد ثقافته مختلفة وبالتالي قد تطغى ثقافة هذا البلد على الثقافة الأصلية فتطمس الهوية، وكما تعلم فإن خصوصية ثقافتنا وقيمنا تحتم علينا المحافظة على قيم معينة كمجتمع عربي ومسلم. وهناك بعض الأسر لا تملك الإمكانيات لإرسال أولادهم إلى المدارس الخاصة التي تعلم اللغة العربية والدين الإسلامي، كما أنه يوجد تذمر من أبناء الجالية من أن المؤسسات الرسمية اليمنية لا تقوم بواجبها.. ونحن نعتقد بأن هذه المؤسسات مقصرة وعلى العموم كل الأمور والمشاكل ستطرح بكل شفافية وسوف نناقش أفضل السبل لحلها، إضافة إلى مناقشة قضايا الاستثمارات في اليمن بلد المغتربين الأم،..و غيرها.
– على المستوى اليمني، هل تطورت المؤسسات اليمنية منذ العام 1995؟
– أنا لم أزر هذه المؤسسات في زيارتي الأولى، وطبعاً كل مؤسسة تقوم بدور معين، ولكن المطلوب أن تصبح الجالية اليمنية جالية فعالة.. لها صوت ومشاركة في القرار السياسي والاجتماعي والثقافي ضمن الإطار العربي الأشمل.
– متى ستعقدون مؤتمركم الثالث؟
– سيعقد المؤتمر في الفترة الواقعة 10-12 من شهر تشرين أول (أوكتوبر) وستسبق المؤتمر ورشتا عمل، الأولى مخصصة لرجال الأعمال يومي 6-7 ، والثانية خاصة بأصحاب الكفاءات العلمية يوم 8 أكتوبر.
– ننظر كجالية عربية إلى اليمن بعين من الغيرة والحيرة مما يحصل في اليمن وما تتدواله وسائل الإعلام، عن المشاكل والأزمات في الجنوب وفي صعدة. ما هي حقيقة الوضع الأمني والدعوات الانفصالية؟
– نعم يوجد مشاكل في صعدة وفي الجنوب، ولكن ما يُنقل في وسائل الإعلام أكبر من الواقع بكثير، وأنا أريد أن أطمئنكم أن الأمور بخير، والإعلام يضخم ويهول هذه المسألة.. لكني أريد التأكيد أن الشعب اليمني بأكمله مع الوحدة، وأن الأغلبية الساحقة من الجنوبيين هم مواطنون وطنيون وشرفاء ويدعمون الوحدة، وأما الذين يقولون بالانفصال فهم أشخاص فقدوا مصالحهم بعد قيام الوحدة العام 1994، وهؤلاء هم أصحاب الفتن.
-هناك نوع من الخوف عند الوحدويين الذين يحلمون ويطمحون بالوحدة العربية الشاملة، عندهم خوف على وحدة اليمن وخوف من تجزئته..
– مستحيل، أن يحصل هذا الأمر.. وأؤكد لكم أن الوحدة معززة بإرادة الله وإرادة الشعب اليمني، وأؤكد أن المسألة ليست مسألة شمال وجنوب، هناك مشاكل اقتصادية وفساد ومحسوبيات يحب معالجتها في إطار الدولة الموحدة.
-ماذا عن الفساد؟
-الفساد موجود والفقر موجود، ولكن الفساد الموجود عندنا هو مثل الفساد الموجود عند الآخرين، فهل معالجة الفساد تكون بالانفصال. إن الدعوة إلى الانفصال هي فساد أيضاً، وحتى أؤلئك الذين يختبئون وراء هذه الأسباب هم فاسدون أيضا.
-وما هو دور الفئات المثقفة في محاربة الفساد والفقر، ولقد اجتمعنا ببعض الأخوة الجنوبيين وحدثونا عما يسود الجزء الجنوبي من الفقر والظلم والإقصاء والحرمان والمحسوبيات والاستزلام والاستئثار بالسلطة؟
-هذا غير صحيح. أنا أؤكد لك أن القسم الأعظم من الموزانة العامة يذهب إلى المحافظات الجنوبية، وسبب ذلك أنه بعد الوحدة عام 1994 كان هناك فارق في البنى التحتية والخدماتية فتم تخصيص الجزء الأكبر من الموازنة لصالح المحافظات الجنوبية حتى يتساوى الطرفان. وأريد أن أؤكد لك بأنه لا يوجد عندنا في اليمن من هو جنوبي ومن هو شمالي. الجميع يمنيون. لكن البعض يريد الإساءة وزرع الكراهية وجوهر المشكلة أقولها بصراحة.. هناك فساد في اليمن، وهناك معارضة حاقدة، وفيها فساد أيضا. نحن لدينا ثوابت نتفق عليها، ما عدا الثوابت كل شيء قابل للنقاش والحوار. ونحن نرى أن الوطن بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح هو بأيد أمينة، وهناك يمنيون شرفاء مخلصون يقفون إلى جانبه ويساندونه، ويمثلون صمام أمان لوحدة اليمن وازدهارها.
– ولكن قالوا لي إن الموظف الحكومي الشمالي يتسلم راتبا يوازي ضعفي راتب الموظف الجنوبي، حتى ولو كانا بنفس الموقع وبنفس الكفاءة!
– هذا لا يصدق! أنا أدعوك بصفة رسمية إلى زيارة اليمن وإلى وزارة المالية ولتر وتحكم بنفسك. وهذا الرجل (أحد المتواجدين أثناء الحوار) هو موظف يمني جنوبي ويعمل في مكتب وزير المغتربين، اسأله (استغرب الرجل الحاضر مثل هذا الكلام وقال إنه غير صحيح).
– وماذا عن المشكلة والصدامات بين الحكومة اليمنية والحوثيين؟
– بداية يجب القول إن الإعلام لا يعكس حقيقة الوضع، ولكن بشكل عام أقول جماعة الحوثيين هي جماعة مارقة وفارقة، وليست لهم مطالب محددة.. إنهم ينفذون أجندة خارجية لضرب السلم الوطني.. تريد إيران أن تقول انها موجودة في المنطقة. وينبغي التذكير أنه لا توجد مشكلة طائفية عندنا في اليمن، فنحن أصلا لا نعرف الطائفية.. نعم هناك مذهب زيدي ولكن نحن لا نفرق بين سنة وشيعة، وأنا لو خيّر لي بين شيعة لبنان، أو شيعة العراق أو بين الحوثيين، لانضممت إلى شيعة لبنان لأنها صاحبة خط مقاوم. انظر الفرق بين الحوثيين والشيعة في لبنان. في لبنان الشيعة أبطال يقاومون المحتل وفي اليمن الحوثيون يرفعون شعار الموت لليمنيين.
– ما هي حدود الأزمة وهل ستطول؟
– أتوقع أن يتم القضاء عليها عسكريا، لكن يجب أن اشير الى أن نشر الوعي السياسي عند المواطنين أمر ضروري.
-هل هناك محادثات بين الحكومة والحوثيين؟
– قامت الحكومة بمجموعة من المبادرات والمحادثات وانتهجت سياسة التسامح، ولكن للأسف فإن هذه الجماعة تستغل هذه المبادرات وتسامح الحكومة لإعادة بناء نفسها.
– هل من كلمة في نهاية هذا اللقاء
– أقول .. ثقوا أن الوحدة باقية ونحن أصحاب تجربة طويلة في الصراعات، وقضية الحوثيين خلقت وسوف تنتهي. وفي النهاية أقدم شكري لكم باسم الحكومة اليمنية وأوجه للأستاذ أسامة السبلاني دعوة رسمية لزيارة اليمن.
Leave a Reply