مرندا فالي – «صدى الوطن»
أطلق متحف «معهد ديترويت للفنون» (دي آي أي) مؤخراً معرضاً خاصاً للآثار يتضمن ١٠٧ قطع أثرية تعود لحضارات الهلال الخصيب وأجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط.
وفـي الوقت الذي يستبيح فـيه تنظيم «داعش» وأتباع الفكر التكفـيري، الآثار والمواقع التاريخية فـي العراق وسوريا واليمن، افتتح المتحف، جناحاً جديداً بمساحة ثلاثة آلاف قدم مربع، ويضم المعرض ١٧٧ قطعة أثرية تعود لحضارات قديمة مثل الآشوريين والبابليين والكنعانيين والرومان.
وقال المشرف على المعرض جيف إمبيرلينغ وهو باحث فـي الآثار بمتحف «كيلسي» التابع لـ«جامعة ميشيغن»، إن المعرض الجديد الخاص بآثار الشرق الأوسط يكتسب أهمية خاصة فـي ظل الدمار الذي يلحق بالآثار هناك بسبب الحروب فـي المنطقة، حيث أن معظم القطع المعروضة تأتي من سوريا والعراق، إضافة الى الأردن وإيران وتركيا. وأضاف «إن التهديد الذي يطال القطع النادرة هناك يجعلنا نتذكر القطع المحمية لدينا».
أحد أبرز القطع التي يحتويها المعرض، لوحة من أحجار السيراميك المصقولة عليها تنين، مأخوذة من بوابة عشتار الشهيرة فـي بابل. إضافة الى قطعة فسيفسائية كبيرة من أرضية منزل روماني، ترمز الى وجود الإمبريالية فـي المنطقة خلال العصور القديمة، بحسب المشرفـين على المعرض.
واكد امبيرلينغ ان أقدم القطع الأثرية هي فأس حجري صغير، يعود تاريخه الى ثمانية آلاف عام قبل الميلاد، ويرجح أن يكون عثر عليه فـي المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا وتركيا. وتشمل المعروضات ألواحاً طينية منقوشة بالكتابة المسمارية، وهي أول تقنية تستخدم للكتابة فـي التاريخ، إضافة الى الطوابع المنحوتة بشكل معقد والأختام الاسطوانية.
ويركز المعرض فـي نصفه الأول على رصد كيفـية تأثير التكنولوجيا على تطور الفن فـي العصور القديمة، من خلال عرض منحوتات حجرية ومعدنية وقطع السيراميك والكتابة. أما النصف الثاني فـيروي قصة كيف أن الحضارات القديمة استخدمت الفن لأغراض سياسية.
وأشار امبيرلينغ لـ«صدى الوطن» إلى ان تطوير المعرض الجديد اعتمد على اُسلوب متحف «دي آي أي» المعروف به والذي يركز على الزوار. وتطلب هذا الأمر اقامة تعاون وثيق مع سواروبا انيلا، مديرة المتحف حول جميع الجوانب الفنية، من تطوير فكرة المعرض الى وضع تبويبات القطع المعروضة.
وبالإضافة الى التفاعل مع المعرض، أعربت أنيلا عن أملها بأن يحس الزوار ببعض الشعور بالرهبة وقالت «نحن نعلم أن كل هذه القطع الاثرية يمكن أن تبدو وكأنها قديمة، ويعلوها الغبار وغير ذات صلة بالحاضر» قالت انيلا، وأضافت «لكن هناك قصص لا تصدق وهذه الاثريات يمكن أن تساعدنا فـي الاطلاع ليس فقط على حياة الناس فـي أزمانهم، بل على حياتنا نحن أيضاً».
وخلص امبيرلينغ الى القول انه على الرغم من «أن المعرض الأثري عن الشرق الأوسط ليس متحفاً شاملاً لجميع الثقافات وللتقدم المحرز فـي المنطقة، الا ان التركيز على التكنولوجيا هو النهج الذي يسلط الضوء على نقاط القوة لدى المجموعة الأثرية».
وأردف «آمل أن يجد الناس من جميع الأعراق والديانات ارتباطاً بهذا التراث، الذي هو فـي اعتقادي تراث العالم حقاً وتراث الابتكار التكنولوجي والتطور السياسي الذي وضعنا على سكة الطريق إلى عالم اليوم».
Leave a Reply