استفاق العدو الإسرائيلي حكومة وشعبا مطلع هذا الأسبوع على خبر وقع على رؤوسهم وقع الصاعقة، فقد باغتهم اللبنانيون الصناديد بهجوم كاسح وغير متوقع أذاقهم الهوان ألوانا. إنه “جاط” تبولة عملاق يدمي ببقدونسه وبصله القلوب والعيون، وصحن “حمص” ضخم أغرق بزيت زيتونه وحصوص ثومه العدو في بحر التيه. لقد هزمت إسرائيل في “أم المعارك” هذه، فقد دخل لبنان باب التاريخ الواسع وسجل رقما قياسيا محتلا به صدارة موسوعة “غينيس” في مهرجان ضخم أقيم في إهدن تحت عنوان “الحمص اللبناني والتبولة كمان”، قام حوالي 250 طباخا وتلميذ فندقية، بقيادة “اللواء” الشيف رمزي الشويري بتحطيم الرقمين القياسيين الإسرائيليين المسجلين العام الماضي لصحني الحمص والتبولة. وحضروا صحن حمص بلغ وزنه 2065 كيلوغراماً (4532 باونداً) كاسراً الرقم الإسرائيلي 800 كيلوغراماً. وأما التبولة فقد “دمرت” هي كذلك رقم الـ2170 الذي سجلته إسرائيل لتسجل مكانه رقم 3567 كلغ.
ومن غير المسبعد أن تلجأ إسرائيل إلى القيام بضربة انتقامية تستهدف فيها أحد الأطباق اللبنانية الأخرى كالفتوش أو البابا غنوج مثلا، لذا ينصح المواطنون بتخزين هذه الأطباق في الملاجئ.
غير أنني عاتب بعض الشيء على القيمين على موسوعة غينس فقد أغفلوا الكثير من الأمور التي كسرنا الأرقام القياسية فيها. بل كان حريا بـ”غينس” أن يفرد للبنان مجلدا خاصا بهم.
فبلد بلا حكومة لما يناهز الأربعة أشهر أمر يستحق التقدير. وشعب يرضى أن يساق يمنة ويسرة من قبل زعمائه الاقطاعيين أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، وقد كسرنا فيه كل الأرقام القياسية الماضية واللاحقة.
احتراف سرقة المال العام ونهبه من قبل مسؤولينا براحة ضمير كسرت كل المقاييس. قوانين السير والسلامة العامة المعدومة، وغيرها من الأمور كان يجب أن تحتل وبجدارة كتاب “غينس” وتضتف إلى قائمة عجائب الدنيا أيضا.
مبروك للشعب اللبناني هذين الإنجازين العظيمين، نهنئ الأمة اللبنانية جمعاء في الوطن وفي الانتشار بدخول التاريخ من “جاط” التبولة الواسع وصحن الحمص العميق.
وأخيرا لا بد من تساؤل جدي هذه المرة: أما آن لنا نحن اللبنانيين المغتربين –الذين دخلنا فعلا بإنجازاتنا وإبداعاتنا غينس وغيرها- أن نفعل شيئا لإنتشال هذا الوطن مما هو فيه، عل الله يدخلنا.. الجنة؟!
Leave a Reply