سان دييغو، تيخوانا – في الوقت الذي يواصل فيه آلاف المهاجرين القادمين من دول أميركا الوسطى سيرهم باتجاه حدود الولايات المتحدة والتجمع في مدينة تيخوانا المكسيكية، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، الأربعاء الماضي، في واشنطن إن العسكريين الأميركيين المنتشرين على طول الحدود يمكنهم عند اقتراب حشد من المهاجرين أن يتدخلوا في حالات العنف لكنهم لن يكونوا مزودين سوى بهراوات.
وواصل المهاجرون في القافلة التي عبرت أميركا الوسطى، التجمع في مدينة تيخوانا بشمال غرب المكسيك على الحدود الأميركية، وسط إحساس متزايد بالإحباط إزاء الاحتمال الضئيل بدخولهم الولايات المتحدة، فيما يطالب رئيس بلدية المدينة بترحيلهم.
وصرّح وزير الداخلية المكسيكي ألفونسو نافاريتي بريدا أن فرص الدخول إلى الولايات المتحدة «معدومة عملياً» محذراً من أن «هناك خطراً هائلاً إزاء حصول حوادث على الحدود» مؤكداً أن السلطات المكسيكية ستحاول منع هؤلاء المهاجرين من دخول الولايات المتحدة عنوة.
واستُقبل المهاجرون بالعداء من جانب السكان ورئيس بلدية تيخوانا الذي طلب ترحيلهم. وقال مانويل غاستيلوم إن «تيخوانا هي مدينة المهاجرين إلا أننا لا نريدهم بهذه الطريقة. كان الأمر مختلفاً مع الهايتيين (الذين وصلوا في العام 2016) كانت لديهم أوراق، كانوا منظّمين، لم يكونوا قطعاناً».
يشار إلى أنه في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي شكل آلاف الأشخاص من هندوراس قافلة للتوجه إلى الولايات المتحدة، وقد انضم إلى تلك القافلة مهاجرون آخرون، خصوصاً من سلفادور.
بعد اجتيازهم 4300 كيلومتر سيراً على الأقدام أو على متن شاحنات أو حافلات، بدأ مهاجرو هذه القافلة اكتشاف مدى صعوبة تحقيق حلمهم بدخول الأراضي الأميركية.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ارتفع عدد طالبي اللجوء بنسبة ألفين بالمئة على طول الحدود في حين يتمّ قبول أقلّ من 10 بالمئة منها، بحسب الإدارة الأميركية.
ورغم ذلك، انطلقت قافلة مهاجرين جديدة من أميركا الوسطى تضم 200 شخص يرغبون في دخول الولايات المتحدة دون تأشيرات رغم التهديدات الأميركية بطردهم.
وقال هؤلاء الأشخاص إنهم يفرون من حروب العصابات والبؤس في بلادهم سلفادور، وتجمعوا في ساحة في غرب العاصمة سان سلفادور ثم استقلوا ثلاث حافلات للتوجه إلى غواتيمالا، التي يرغبون في العبور من خلالها إلى المكسيك ثم إلى الولايات المتحدة.
هراوات لا بنادق
من جانبه، أوضح وزير الدفاع الأميركي أن «البنتاغون» تلقى الثلاثاء الماضي مذكرة من البيت الأبيض تمنحها مزيداً من الحرية للتصرف على الحدود، بخاصة إذا طلب حرس الحدود الدعم من الجيش في حال وقوع أعمال عنف.
لكن حتى لو تم استدعاء هؤلاء الجنود بشكل تعزيزات على النقاط الحدودية «فلن يكون هناك أي جندي مسلح»، بينهم بحسب ما قال ماتيس، موضحاً أنهم سيكونون «أعضاء من الشرطة العسكرية مزودين بدروع وهراوات، ليسوا ببنادق».
وأشار ماتيس إلى أنه لم يَتّخذ أي قرار بشأن مدة هذا الانتشار الذي كان مخطّطاً له في البداية أن يستمر حتى 15 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وأعلن ماتيس أنّ عدد الجنود المنتشرين على طول الحدود مع المكسيك بلغ 5,764 بالإضافة إلى 2,100 عنصر من الحرس الوطني موجودين أساساً على الأرض.
وتُقدّر كلفة العملية حالياً بـ72 مليون دولار، لكن «أنا متأكد من أن هذا الرقم سيرتفع» وفق ما أوضح وزير الدفاع الأميركي.
إغلاق الحدود
ويوم الخميس الماضي، جدد ترامب، التهديد بإغلاق الحدود مع المكسيك، في حال خرج الوضع عن السيطرة، محذراً من أن ذلك سيكبد التجارة بين البلدين خسائر.
وقال ترامب: «إذا وجدنا أنها تصل إلى المستوى الذي سنفقد السيطرة عليه، أو حين يبدأ الناس في التعرض للأذى، فإننا سنغلق الدخول إلى البلاد لفترة من الوقت حتى نتمكن من السيطرة عليها». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترامب «الحدود بأكملها. أقصد الحدود بأكملها. المكسيك لن تكون قادرة على بيع سياراتها إلى الولايات المتحدة حيث تصنع الكثير من السيارات».
Leave a Reply