ريكس نازاركو
في حزيران (يونيو) المنصرم، واجهتنا إجراءات أمنية مشددة غير متوقعة في الكونغرس الأميركي كادت تحول دون دخول ضيوفنا وأعضاء فريقنا في منظمة «أمغيدج» Emgage إلى مبنى الكابيتول –حيث كان من المقرر أن تقيم المنظمة حفلاً مخصصاً لتكريم وتعزيز المشاركة المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة– لولا تدخل النائب عن ولاية ميشيغن في مجلس النواب الأميركي، آندي لفين.
لقد مُنع الكثير من ضيوفنا من دخول المبنى ما عرّض الحفل لمخاطر الفشل، وقد بذلتُ مع زملائي جهوداً مضنية لحل المشكلة، لكن من دون جدوى. فجأة، تدخل لفين ماداً يد المساعدة، ولم يغادرنا حتى تمت تسوية جميع العوائق مع الفريق الأمني، ليتمكن الجميع من الالتحاق بالحفل، الذي كان من المقرر أن يستضيف لفين مع متحدثين آخرين.
لقد ساعدنا لفين في جعل الفعالية ممكنة، رغم أنه لم يكن ملزماً بذلك. وأرانا كيف ينبغي للنائب المُنتخب أن يكون، من خلال الوقوف والنضال جنباً إلى جنب مع أشخاص تحدّروا من خلفيات متعددة، تتمايز عن خلفيته إلى حد بعيد.
إن أميركا تجد نفسها –اليوم– معزولة ومنقسمة ضمن معسكرات أيديولوجية متنافرة، وخطابات متطرفة، ومرشحين مُستقطبين. وقد أصبحت كل انتخابات أكثر حساسية من الانتخابات التي تسبقها، فيما تبدو العملية السياسية –في الوقت الراهن– وكأنها لعبة رياضية بين سياسيين متمركزين حول أنفسهم، ومستعدين أكثر فأكثر، لتقبّل وتبنّي طروحات الأحزاب التي يمثلونها. لكن، في خضم هذا كله، يتطلع معظم الأميركيين إلى العودة إلى مرشحي الضمير والرحمة والوحدة.
لفين، جسّد هذه الصفات في لفتته الكريمة أثناء حفل الكابيتول، كما جسّدها دائماً من خلال سياساته ومبادئه، إذ يجب أن يتحمل المنتخَبون مسؤولية الوقوف إلى جانب الناس، بغض النظر عن معتقداتهم، وعما إذا كانوا من بين ناخبيهم أم لا. وقد نجح لفين في عكس هذه المزايا من خلال خدماته لسكان ميشيغن، والمجتمعات المتنوعة في دائرته الانتخابية (الدائرة التاسعة، بحسب خرائط الترسيم القديمة)، وفي عموم الولاية.
لم يكن لفين غريباً عن الاحتياجات الملحة في دائرته الانتخابية، ولم يدخر جهداً لتلبية تطلعات ناخبيه، مستفيداً من خلفيته، كيهودي أميركي عانى شعبه من التمييز على مدار التاريخ، في اتخاذ مواقف –لا هوادة فيها– للدفاع عن حقوق الإنسان، بغض النظر عن الأمكنة التي يجري فيها انتهاك تلك الحقوق. وخلال الحفل، تحدث لفين عن دعم المجتمعات المهمشة دولياً ومحلياً، مطالباً بإحقاق العدالة للفلسطينيين الرازحين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وحماية الأفارقة الأميركيين من وحشية الشرطة، ورفع المعاناة عن العمال الذين يكابدون من جشع الشركات وإجحاف قوانين العمل الجائرة.
السجل الحافل للفين في الكونغرس، يبرهن على انحيازه الكامل لقضايا العدالة والكرامة الإنسانية، فالنائب الديمقراطي يتفهم طبيعة الاحتياجات المتنوعة للسكان الذين يخدمهم، ويواصل العمل على تلبيتها من منظوري البراغماتية والخدمة، لتمكين ناخبيه من الوصول إلى الموارد المتعلقة بالصحة والعمل والهجرة، وغيرها من القضايا الأخرى.
إلى جانب ذلك كله، يولي لفين أهمية خاصة للجمع والتقارب بين المجتمعات من خلال المنصب، الذي يستثمره –أيضاً– لتمكينهم من الوصول إلى الحكومة.
ما قاله لفين في كلمته خلال حفل «أمغيدج» في الكونغرس، كنا قد لمسناه باستمرار على أرض الواقع، إذ لطالما اختبرنا مصداقية هذا الشخص الذي يسعى إلى تحقيق نفسه من خلال مبادئه. إنه يخلق إمكانيات الوصول إلى المستويات التي كانت ممنوعة سابقاً على ناخبيه، ويأبى ترك أي شخص خلفه، تماماً كما رفض ترك الضيوف وراءه في احتفالنا في مبنى الكابيتول، والذي أعددناه مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، لتشجيع ناخبينا المسلمين الأميركيين على دعم المرشحين المستعدين لفتح الأبواب أمامنا، بدون أي تجاهل أو تمييز.
مع لفين (الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثالثة)، يمكننا أن نرى مستقبلاً لأميركا أكثر وحدة وتفهماً. لذلك، من المهم أن يصوّت سكان ميشيغن –في 2 آب (أغسطس) القادم– لأصحاب المبادئ الذين سيحملون أفكارهم ومبادئهم إلى العاصمة واشنطن، على عكس المرشحين الآخرين الذين لا يهمهم سوى أجنداتهم الشخصية وطموحاتهم الأنانية.
إننا نؤمن بأن القيادة الحقيقية تكمن في العمل على تحقيق حاجات الناس والانخراط معهم والنضال إلى جانبهم في جميع الأحوال، وبذل الجهد لإيجاد حلول مناسبة لمشاكلهم الآنية والمستدامة. وقد أظهر لفين (خلال خدمته في مجلس النواب الأميركي) بأنه كان مكبّاً على ذلك، إلى جانب مواظبته على إيجاد حلفاء في المناصب المنتخبة، لتضفير الجهود المؤدية إلى فهم بعضنا البعض، والعمل على جلب العدالة والفرص وإمكانات الوصول إلى مواقع القرار في أميركا.
يُشار إلى أن لفين (62 عاماً) يمثل حالياً «الدائرة 9»، التي تضم عدداً من المدن في مقاطعتي أوكلاند وماكومب، من بينها: بلومفيلد، فيرنديل، هايزل بارك، رويال أوك، سانت كلير شورز، وورن، وستيرلنغ هايتس.
وفي انتخابات العام 2022، يسعى سليل العائلة السياسية اليهودية إلى إعادة انتخابه لولاية ثالثة في مجلس النواب الأميركي، حيث يخوض الجولة التمهيدية للحزب الديمقراطي في «الدائرة 11» بحسب الخرائط الجديدة، في مواجهة زميلته، النائبة الديمقراطية هايلي ستيفنز، التي نقلت –مؤخراً– مقر إقامتها من روتشستر إلى ووترفورد لضمان ترشحها في الدائرة التي تقع بكاملها ضمن مقاطعة أوكلاند.
ووفق الخرائط الجديدة، تضم «الدائرة 11» المدن والبلدات التالية: بلومفيلد، فارمنغتون، ووترفورد، تروي، أوبرن هيلز، رويال أوك، برمنغهام، فيرنديل، أوك بارك، بيركلي، هانتينغتون وودز، بلزنت ريدج، ماديسون هايتس، هايزل بارك، بونتياك، كوميرس، ويكسوم، وايت ليك، وأورتشارد ليك وغيرها من القرى المجاورة.
****
ريكس نازاركو –
من منظمة «أمغيدج» Emgage بميشيغن،
وهي منظمة تهدف إلى تثقيف ودمج المسلمين الأميركيين مدنياً وسياسياً في الولايات المتحدة، عبر برامج ومبادرات تتوخى تعميق الثقافة الانتخابية والوعي السياسي وتطوير المواهب القيادية في المجتمع الأميركي المسلم، إضافة إلى جسر الفجوة بين المسؤولين المنتخبين وبين الناخبين.
يقع المقر الرئيسي للمنظمة في العاصمة واشنطن، وتمتلك فروعاً في ولايات نيويورك وتكساس وفيرجينيا وبنسلفانيا وميشيغن.
Leave a Reply