بوكاتيلو - ناشد رئيس بلدية مدينة بوكاتيلو فـي ولاية آيداهو، الطلاب الكويتيين والسعوديين فـي جامعة «آيداهو ستايت» بالعدول عن فكرة مغادرة الجامعة بعد تقارير عن تعرضهم لسلسلة اعتداءات عنصرية ضد المسلمين تخللتها عمليات سطو وطعن.
![]() |
رسالة كراهية معلقة على الزجاج الأمامي لسيارة أحد الطلاب العرب فـي بوكاتيلو. |
وتضم «جامعة آيداهو ستايت» حوالي 1200 طالب عربي، يشكلون حوالي 10 بالمئة من مجموع الطلاب فـي الجامعة الحكومية، ويساهم هؤلاء فـي الاقتصاد المحلي للمنطقة بوكاتيلو (شمال غربي آيداهو) بأكثر من 100 مليون دولار سنوياً، بحسب تقرير لمجلة «التايم».
وحاول رئيس بلدية المدينة التي تضم الجامعة، براين براد، إقناع الطلاب بالعدول عن فكرة مغادرة الجامعة، مؤكداً أنه التقى بمسؤولين سعوديين وكويتيين لمعالجة الأزمة بهدف المحافظة على الطلاب المبتعثين من البلدين.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الشرطة المحلية ومسؤولين فـيدراليين، يجرون تحقيقات فـي موضوع عمليات سطو وخطاب كراهية تم توجيهه إلى طلاب مسلمين يدرسون فـي جامعة «آيداهو ستايت».
وحسب رئيس الجامعة أرثر فـيايلاس، فقد تعرض حوالي 50 سكناً للطلاب العرب فـي جامعة آيداهو للسطو خلال الأسابيع الماضية، ونتيجة لهذه الجرائم، بدأ بعض الطلاب بالتفكير جدياً بترك الجامعة ومغادرة الولاية.
بالإضافة إلى السرقات، شهد العام الماضي الاعتداء على 17 سيارة تخص الطلاب العرب فـي المنطقة ذاتها.
وتصاعدت خلال الفترة الماضية وتيرة خطابات وجرائم الكراهية و«الإسلاموفوبيا» فـي الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية عقب الهجمات الأخيرة التي استهدفت باريس وبروكسل وأدت لمقتل وإصابة العشرات.
وبحسب موقع «سعوديون فـي أميركا» ظهرت العنصرية ضد المسلمين فـي بوكاتيلو عندما أراد طلاب سعوديون وكويتيون، بناء مسجد قريب من الجامعة عام ٢٠١٤، وأقيمت هيئة تحكيمية فـي المجلس البلدي للمدينة للنظر فـي هذا الطلب. ورغم أن هيئة التحكيم قد وافقت على بناء المسجد، إلا أن أحد قساوسة المدينة والذي أدلى بشهادة فـي جلسة الاستماع كشف عن المشاكل التي تعاني منها المدينة وكيف أنها أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الطلاب الشرق أوسطيين، بسبب تعويضهم لنقص التمويل الناجم عن الانخفاض الكبير للطلاب الأميركيين المسجلين فـي الجامعة فضلا عن نقص تمويل الولاية لها.
القسيس قال وهو يحمل نسخة من القرآن الكريم إنه يشعر بالخوف لأنه يسكن بالقرب من المكان المفترض لبناء المسجد، كما أنه زعم بأن القرآن يأمر اتباعه المسلمين باعتناق التعصب والكراهية والعنف.
التصادم الثقافـي بلغ مرحلة خطيرة فـي هذه المنطقة المنعزلة ذات الأغلبية من الطائفة المورمونية، إذ أفاد الطلاب بتعرضهم إلى حوادث عنصرية ونشر أقراص مدمجة «سي دي» من قبل مجهولين تصف المسلمين بالإرهابيين والخطر، فضلا عن منشورات تهدد وتطالب المسلمين بمغادرة آيداهو.
يذكر أن رئيس النادي السعودي فـي بوكاتيلو دعا إلى اجتماع عاجل بالطلاب أقيم قبل أسبوع لإيجاد حل للمشكلة المتفاقمة، كما أنه تم إنشاء وسم على تويتر بعنوان (#حياة_أبنائنا_الطلبة_فـي_أمريكا_بخطر)، و(#طلبة_بوكاتيلو_فـي_خطر)، و(#بوكاتيلو)، لإيصال صوت الطلاب الذين يطالبون بتدخل السفارة السعودية والملحقية الثقافـية وذلك بتسهيل إجراءات نقلهم إلى مدن أخرى.
وأشار مسؤولون كويتيون إلى أنه جار الآن حصر أعداد الطلبة الراغبين فـي الانتقال من جامعة آيداهو مع أن هناك طلبة يرفضون الانتقال لاسيما الدارسين فـي السنتين الثالثة والرابعة بسبب خوفهم من فقدان العديد من المواد الخاصة بدراستهم.
Leave a Reply