نك ماير – «صدى الوطن»
في إطار حملة وطنية لملاحقة المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم، داهمت دورية تابعة لـ«وكالة الهجرة والجمارك» (آيس) مطعم «حميدو» في مدينة ديربورن –الاثنين الماضي– للحصول على سجلات العاملين فيه، لكن إدارة المطعم رفضت الامتثال لطلب عناصر الوكالة الفدرالية.
وجاءت مداهمة «آيس» للمطعم العربي بالتزامن مع غارات شنتها وكالات إنفاذ القانون على أعمال تجارية في عدد من المدن الأميركية، مما أثار موجة من التوتر والذعر في أوساط المجتمعات المهاجرة.
وفي التفاصيل، دخل عميلان خاصان في «آيس» معطم «حميدو» الواقع على شارع وورن بشرقي ديربورن حوالي الساعة ١٢:٣٠ ظهراً، وطلبا من مديره، قاسم رزق، التوقيع على أوراق تخول الوكالة الاطلاع على سجلات العاملين في المطعم خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ووصف رزق العنصرين بأنهما كانا «عدائيين للغاية»، وقال: «لقد طلبا مني التوقيع على استمارة… ولكنني قلت لا».
وأشار إلى أن أحدهما أخبره بأنه من «الضروري» التوقيع على تلك الورقة لكي يستمر المطعم بعمله، لافتاً إلى أن الاستمارة روتينية وأنها «لا تتضمن أمراً من المحكمة، وليس عليها توقيع قاض».
وأضاف: «لقد أخبراني بأننا كنا المحطة العاشرة (التي يداهمانها) في ذلك اليوم، ولا أعرف إن كانا يكذبان علي، أم لا، ولكنني طلبت منهما المغادرة».
وبحسب «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» (أي سي أل يو) –فرع ميشيغن، لم تشن «وكالة الهجرة والجمارك» أية مداهمات أخرى في منطقة ديربورن، في ذلك التاريخ.
من جانبه، قال المتحدث باسم «آيس»، خالد وولز في بيان، إن عملاء خاصين تابعين لـ«وزارة الأمن الداخلي» قدموا إشعاراً من فئة «آي–9» في أحد الأعمال التجارية بديربورن، وطلبوا من الإدارة السماح لهم بمراجعة سجلات الموظفين، مؤكداً أنه لم يتم القبض على أحد في ذلك اليوم.
ولفت البيان إلى أن «شعبة التحقيقات بوزارة الأمن الداخلي (أتش أس آي) تقوم بشكل روتيني بإجراء تحقيقات للتأكد من أن الأعمال التجارية تلتزم بقوانين العمل الفدرالية. وأضاف أن استراتيجية شعبة التحقيقات تستهدف أرباب العمل الذين يقومون –عن عمد– بتوظيف الأشخاص غير المصرح لهم بالعمل، كما أنها تستهدف العمال غير الشرعيين أنفسهم، و«هذه الجهود الروتينية مستمرة، ولا تتعلق بأي نشاط تشغيلي آخر».
وكانت مداهمة «آيس» لمطعم «حميدو» قد تزامنت مع انطلاق حملة وطنية كان من المفترض أن تستهدف نحو ألفي مهاجر غير شرعي صادرة بحقهم أحكام بالترحيل في عشر مدن أميركية، وفقاً لتقارير إعلامية. لكن «المجلس الأميركي للهجرة» أكد أنه لم تحدث أية اعتقالات جماعية، بالرغم من أن الرئيس دونالد ترامب كان قد توعد بترحيل «ملايين» المهاجرين.
وعلى الرغم من عدم وجود صلة واضحة بين تلك الغارات والمداهمة التي استهدفت مطعم «حميدو»، إلا أن انتشار شائعات حول أنشطة «آيس» جعلت العديد من المجتمعات الإثنية تشعر بالقلق والتوتر.
وكان «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير)، قد أصدر بياناً قبل أيام حذّر فيه العائلات المهاجرة من أنها ربما تكون هدفاً لعناصر «آيس»، ودعاها إلى أخذ الحيطة والحذر.
وتوجه عضو مجلس ميشيغن التشريعي، النائب العربي الأميركي عن ديربورن، عبد الله حمود، بزيارة إلى مطعم «حميدو» حيث التقى بمديره قاسم رزق للوقوف على ما جرى.
وأكد النائب الديمقراطي الشاب على ضرورة أن يكون أصحاب الأعمال التجارية وسكان المدينة مستعدين ومتيقظين حيال أنشطة «آيس»، وقال: «من المهم التأكيد على أن هذا الأمر ليس بالجديد، فلقد استخدمت «آيس» هذا الأسلوب لمهاجمة المجتمعات محدودة الدخل، مثل مجتمع شرقي ديربورن الذي يضم مهاجرين عمالاً، وعلينا أن نكون مستعدين (لمثل هذا الأمر) ولكن بدون ذعر».
حمود، الذي أطلق –بالتعاون مع نشطاء حقوقيين آخرين– حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعنوان «اعرف حقوقك»، أكد على ضرورة التعامل الحكيم مع مثل هذه الحالات. وقال إن الناس عليهم أن يعرفوا ما يقولونه للمسؤولين الحكوميين وما لا يجب أن يقولوه، مؤكداً : «كمجتمع، علينا أن نبقى أقوياء، وأن نتصدى لمثل هذه الحالات، لأنه لا يوجد مبرر لها».
وأضاف: «ديربورن مدينة جميلة ومتنوعة، ونحن أقوياء معاً، بسبب جمالها وتنوعها».
Leave a Reply