باتون روج - بعد 100 عام، تمكّن فريق من علماء الفـيزياء من رصد موجات الجاذبيّة التي تعدّ ركناً أساسيّاً فـي نظرية النسبيّة العامة لألبرت آينشتاين، ما يعدّ الاختراق الأكبر فـي الفـيزياء خلال القرن الماضي، إلى جانب أنَّ هذا الاكتشاف يمكن أن يكون خطوة مهمّة نحو فهم جديد للكون.
ورحب العلماء بما وصفوه الاختراق العلمي الكبير الذي اعتبره البعض أكثر أهمية من «العثور على جسيم هيغز» وتؤسس لميلاد «علم فلك الجاذبية».
وهذا الاكتشاف يعد انتصاراً كبيراً لثلاثة علماء رهنوا حياتهم المهنية على أمل تحقيق هذا الخرق، هم: كيب ثورن من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا»، وراينر فايس من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، ورونالد دريفر الذي كان فـي معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا سابقاً وهو متقاعد اليوم فـي اسكتلندا.
والاكتشاف يعتبر تبرئة للمؤسسة الوطنية للعلوم التي صرفت أكثر من مليار دولار على مدى أكثر من 40 سنة، مع كل ما تلقته من انتقادات.
وكانت فرضية آينشتاين قد أشارت قبل 100 عام إلى وجود موجات جاذبيّة فـي الكون، تنقل الطاقة. وحتى أيام، كانت موجات الجاذبية تعدّ أحد أكبر الألغاز التي تواجه العلم، ولم يستطع العلماء الوصول إلى جواب وتحليل وافٍ لها. فعلى سبيل المثال، يختلف التفسير العلمي المبني على نظرية نيوتن للجاذبية عن تفسير نظرية آينشتاين، فنيوتن يعتقد أنَّ الجاذبية موجودة ومن صنع المادة، وأنَّ قوة تجاذب أي جسمين فـي الكون تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسياً مع مربع المسافة بين مركزيهما.
أما آينشتاين، فـيعتقد أنَّ الجاذبية موجات وتموجات تنقل الطاقة من خلال الكون، وأعلن عن ذلك لأول مرة العام 1915، وشكلت جزءاً مهماً من نظريته النسبية التي تشرح الزمان والمكان معاً وتشرح الجاذبية والأبعاد الأربعة بطريقة رياضيّة.
وعلى الرغم من وجود أدلة كثيرة تدعم نظرية آينشتاين، إلَّا أنَّ العلم الحديث لم يثبتها، وذلك بسبب حجم الموجات الدقيق الذي يبلغ أقل بمليون مرة من حجم الذرة.
وتمكن العلماء أخيراً من إثبات صحة هذه النظرية باستخدام مرصد موجات الجاذبية (LIGO)، الذي يعتمد على اثنين من أجهزة الاستشعار المخصصة للكشف عن أيّ اهتزازات ضئيلة قد تنتج من مرور موجات الجاذبيّة، وكانت الموجات التي تم اكتشافها مؤخراً ناتجة عن ثقبين أسودين ذابا فـي بعضهما البعض. ويقع مرصد LIGO فـي منطقة ليفـينغستون فـي ولاية لويزيانا، وهانفورد فـي ولاية واشنطن فـي غرب الولايات المتحدة.
Leave a Reply