دي موين – تنطلق يوم الإثنين المقبل الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، ابتداء من ولاية آيوا حيث يقيم الجمهوريون تجمّعات حزبية لاختيار مرشحهم لسباق البيت الأبيض ٢٠٢٤، في حين قرر الديمقراطيون التخلي عن هذا التقليد المتبع منذ سبعينيات القرن الماضي، والمتمثل بتنظيم الجولة الانتخابية الأولى في هذه الولاية الواقعة في الغرب الأوسط الأميركي، واختاروا بدلاً منها ولاية نيوهامبشير كنقطة انطلاق لانتخاباتهم التمهيدية في ٢٣ الجاري.
وهذا العام، يتمحور السؤال الرئيسي في ولاية آيوا حول ما إذا كان لدى أي مرشح رئاسي جمهوري الدعم اللازم للتنافس مع الرئيس السابق، دونالد ترامب الذي يتقدم بفارق كبير على منافسيه في استطلاعات الرأي كافة.
ورغم أن ترامب يتصدر استطلاعات الرأي، تتجه الأنظار أيضا إلى أداء منافسيه في الحزب الجمهوري: حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، والسفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي.
وسيقوم الجمهوريون بالمفاضلة بين المرشحين لمنافسة الرئيس جو بايدن عبر عقد اجتماعات حزبية ستقام في وقت مشترك (السابعة مساء بتوقيت آيوا)، وذلك في عدة مواقع، بينها مدارس وكنائس.
وقد تخلى الحزب الديمقراطي عن تقليد إقامة الجولة الأولى في ولاية آيوا لكونها من الولايات التي لا تعكس التنوع الديموغرافي في عموم البلاد، مفضلين إضافتها إلى قائمة الولايات التي ستقام فيها الانتخابات التمهيدية يوم «الثلاثاء الأعظم» في الخامس من آذار (مارس) القادم.
المشهد الجمهوري
أعلن حاكم ولاية نيوجيرزي السابق، كريس كريستي، الأربعاء الماضي، عن انسحابه من السباق الرئاسي، مما يقلص قائمة المتنافسين بالحزب الجمهوري إلى خمسة مرشحين، في مقدمتهم ترامب المنشغل بسيل الدعاوى القضائية التي يواجهها في عدد من الولايات.
وأعلن كريستي، المرشح الجمهوري الأكثر مناهضة لترامب، انسحابه من السباق الرئاسي قبل أيام قليلة من الانتخابات التمهيدية لولاية آيوا، في ظل شعبيته المتواضعة في استطلاعات الرأي.
وخلال حملته الانتخابية، يواصل ترامب إنكار نتائج انتخابات 2020 التي خسرها أمام بايدن متعهداً بإعادة أميركا إلى عظمتها مرة أخرى.
وفي تصريحات أعقبت، حضوره جلسة محكمة الاستئناف في واشنطن، للدفع بوجوب منحه حصانة من الملاحقة القضائية بتهم التآمر لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أكد الرئيس السابق، تمتعه بالحصانة القانونية على أفعاله خلال توليه الرئاسة.
وفي مارس الماضي، أصبح ترامب أول رئيس أميركي سابق يُتهم جنائيا، حيث وُجّهت إليه 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية.
ومنذ ذلك الحين، اتهم بارتكاب 57 جناية أخرى في ثلاث قضايا منفصلة، تضمنت سوء التعامل والاحتفاظ غير القانوني بوثائق سرية، ومحاولة إلغاء نتائج الانتخابات الأخيرة.
وفي ديسمبر الماضي، أصدرت المحكمة العليا في كولورادو قرارا أزال ترامب من قائمة المرشحين في الولاية، في ضوء اتهامات تتعلق بـ«تحريضه على التمرد» فيما يخص أحداث السادس من يناير عام 2021، وهو القرار الذي تنظر فيه المحكمة العليا الأميركية.
وبالرغم من التحديات القانونية العديدة التي تواجهه، تشير «أسوشيتد برس»، إلى أنه لا يزال المرشح الجمهوري الأوفر حظا، حيث يتمتع بشعبية كبيرة في الحزب الجمهوري، وبين أنصاره.
أما أبرز منافسي ترامب، فيتقدمهم حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي سطع نجمه في أوساط اليمين السياسي المحافظ، حتى بات ينظر إليه كمنافس جدي محتمل للرئيس السابق.
واكتسب ديسانتيس شعبية عبر إطلاقه مواقف محافظة بشأن التعليم أو الهجرة وتأييده لسياسات ترامب، فضلاً عن معارضته للتدابير الصارمة التي تهدف إلى كبح انتشار «كوفيد–19»، كما تقدم الصفوف في انتقاد تزايد التسامح مع حقوق المثليين.
كذلك تعتبر نيكي هيلي، المتحدرة من أصول هندية، من المنافسين الجديين في السباق، وهي سفيرة واشنطن السابقة في الأمم المتحدة سابقاً والحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا، وكانت أول من يعلن ترشحه ضد ترامب في 15 فبراير الماضي.
وسبق أن أكدت المسؤولة السابقة في إدارة ترامب، أنها لن تنافس رئيسها السابق للوصول إلى البيت الأبيض، غير أنها غيرت رأيها، لافتة إلى المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد والحاجة إلى «جيل جديد من القيادة».
وتضم قائمة المرشحين أيضاً الكاتب والمستثمر في مجال التكنولوجيا الحيوية، فيفيك راماسوامي، الذي خطف الأنظار في المناظرات الجمهورية عبر تبنيه خطاباً مناهضاً لإيديولوجية «الاستيقاظ» التي يدفعها الديمقراطيون
وراماسوامي، البالغ من العمر 38 عاماً، هو أصغر مرشح بالحزب الجمهوري، ويحظى بزيادة كبيرة ومفاجئة لنسب التأييد له قبل الانتخابات التمهيدية، وفقاً لـ«فرانس برس».
ويقدم المرشح الهندي الأصل أيضاً، نفسه، كنسخة ثانية جديدة عن ترامب.
وبحسب «أسوشيتد برس»، اكتسب راماسوامي،، مكانة في الدوائر المحافظة بسبب انتقاداته لحركة الحوكمة البيئية والاجتماعية والشركات التي تهدف إلى تشجيع الاستثمار المسؤول اجتماعياً، مشيرة إلى أنه قام بتمويل حملته ذاتياً إلى حد كبير حتى الآن.
أما أضعف المنافسين، بحسب استطلاعات الرأي، فهو حاكم ولاية أركنسو السابق، آسا هاتشينسون، الذي أطلق حملته الرئاسية في 26 أبريل الماضي، متعهداً «بإبراز أفضل ما في أميركا» وإصلاح وكالات إنفاذ القانون الفدرالية. ويعد هاتشينسون من أشد المنتقدين لترامب، وهو واحد من المحافظين القلائل الذين أدانوا الرئيس السابق علناً، بسبب عشرات لوائح الاتهام ضده.
Leave a Reply