واشنطن – فيما اعتبر انتصارا أوليا في قضية حقوقية شهيرة في أميركا أيدت قاضية فيدرالية أميركية الثلاثاء الماضي حق ستة أئمة مسلمين أميركيين في مقاضاة شركة طيران أميركية لقيامها بإنزالهم من على متن إحدى رحلاتها في الخريف الماضي بسبب أدائهم الصلاة، وهو ما اعتُبر تمييزا ضدهم على أساس الدين. وفي بيان له، اعتبر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، الذي يمثل الأئمة في القضية، أن الحكم الصادر يمثل «انتصارا تمهيديا» ضد شركة «يو أس إيرويز» الأميركية.
وفي حكمها الصادر الثلاثاء الماضي رفضت القاضية الفيدرالية آن مونتغومري، في ولاية مينيسوتا تقريبا جميع الدفوع التي تقدمت بها شركة «يو أس إيرويز» الأميركية ولجنة مطارات العاصمة في القضية الخاصة بالأئمة الستة، الذين تم إنزالهم من على متن رحلة طيران في تشرين الثاني (نوفمبر) في مينيابوليس، وتم القبض عليهم، كما تم حرمانهم من السفر على متن أي رحلة أخرى.وقالت القاضية آن مونتغومري في حكمها، الذي صدر في 14صفحة، إن مسألة ما إذا كان ضباط المطار كان لديهم سبب محتمل للإجراءات التي اتخذوها بحق الأئمة أمر يجب أن يتم تحديده من خلال الوقائع المتاحة حاليا. ووصفت مونتغومري الادعاء الذي كررته شركة الطيران بأن الأئمة كانوا ينوون التدخل في الرحلة بأنه ادعاء «ملتبس».كما اعتبرت القاضية أن الأئمة المدعين لديهم سبب معقول للادعاء بانتهاك حقوقهم الدستورية؛ حيث قالت إن الحقائق «تؤيد وجود عرف غير دستوري يتعلق بالقبض على أفراد بناء على عرقهم، من دون سبب مرجح.وتعليقا على الحكم الصادر قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمنظمة «كير»: «نحن سعداء أنه رغم المستوى الهائل من المعلومات المغلوطة والتشويه الذي لا أساس له والخطاب المعادي للإسلام المحيط بهذه القضية، فإن (مجرد) اختبار متجرد للحقائق قاد القاضية إلى الحكم لصالح الأئمة».واعتبر عوض، الذي تمثل منظمته الأئمة الستة في القضية، أن القضية في أساسها تتعلق بقدرة جميع الأميركيين على ممارسة دينهم من دون خوف من تعرضهم لتخويف أو مضايقات.كما قال عمر محمدي، محامي الأئمة: «هذا الانتصار التمهيدي يُظهر أن أي أميركي يمكن أن يحصل على فرصته في المحكمة؛ فالقضية تتعلق بانتهاكات للحقوق المدنية والمبادئ الدستورية التي نعتز بها جميعا».وقال محمدي، الذي واجه تهديدات بالقتل بسبب تمثيله الأئمة الستة في القضية: «إن نظامنا القضائي كان دائما، وسيظل، أمل جميع الأقليات التي تسعى إلى التعويض بسبب الانتهاكات ضد الحقوق المدنية».وكان عمر محمدي قد تلقى في 14 تموز (يوليو) خطابا يتضمن تهديدا بالقتل، سبقه تهديد آخر في أيار (مايو) بسبب هذه القضية.وجاء في الخطاب، «من يهتم إذا كانت المحكمة الفيدرالية آمنة (وهي في الحقيقة ليست كذلك)… لا تقلق، فعند اختيارنا سوف نجدك، وسوف نقوم بزيارة جميع المدعين الذين سمعناهم يتحدثون. لقد تم ترتيبهم كأهداف بحسب أهميتهم».وذكر الخطاب، والذي خُتم بعبارة «الإسلام صوت الشيطان» ووُقع باسم «الجهاد الأميركي»، بأنه سيتم أيضا استهداف مسؤولي منظمة «كير» والاتحاد الأميركي للحريات المدنية.وكانت منظمة كير قد أعلنت في آذار (مارس) 2007 عن التقدم بدعوى ضد شركة يو إس إيروايز تتهمها بالتمييز ضد ستة أئمة مسلمين بسبب إنزالهم من على متن إحدى رحلاتها إلى مينابوليس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، حيث قال الأئمة إن إنزالهم من على الرحلة كان مبنيا على تمييز عرقي وتعصب ديني، وهي الدعوى التي يمثل عمر محمدي منظمة «كير» والأئمة فيها.وكانت السلطات الأميركية قد ألقت القبض على الأئمة وحققت معهم بعد إنزالهم من على متن الطائرة، حيث شارك طاقم الطائرة وبعض الركاب وأفراد أمن الطائرة في القبض على الأئمة، وتم وضع القيود في أيديهم واقتيادهم خارج الطائرة أمام الركاب فيما اعتبره حقوقيون وضعا مهينا لأشخاص أبرياء.وكان السبب وراء هذا قيام أحد الركاب بإرسال ملحوظة لطاقم الطائرة قال فيها إنه «يشعر بعدم الارتياح تجاه الأئمة الموجودين على متن الطائرة».وتشير روايات شهود العيان إلى أن ما قام به هؤلاء الأئمة لم يزد على قيامهم بأداة الصلاة قبل صعودهم إلى الطائرة. وتجدر الإشارة إلى أن شركة «يو أس أيرويز» رفضت السماح لهم بالسفر على أي طائرة أخرى تابعة لها في المستقبل، رغم أنهم لم يتم القبض عليهم أو اتهامهم بأي جريمة.(أميركا إن أرابيك)
Leave a Reply